تسود أجواء من الفوضى حي السلام خاصة في منطقة التيرو- الشويفات، بالقرب من مقر "حملة الإمام الصدر" في لبنان. حيث نزل عدد من أهالي وأقارب وجيران المخطوفين الأحد عشر في سوريا، إلى الشوارع، وبدءوا بالتعرض للسوريين وممتلكاتهم في المنطقة، وذلك ردا على ما تردد من معلومات غير مؤكدة عن استشهاد عدد من أبنائهم في منطقة إعزاز بحلب. وظهر الوجود المسلح في المنطقة، كما شملت التعديات تكسير محلات وعربات للبيع وخطف عشرات السوريين، وخرج الأمر عن السيطرة ولم تنفع حتى الآن أي محاولات حزبية أو رسمية لضبط الوضع. ومن جهة أخرى، رفض آل مقداد طلب وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور إطلاق سراح المخطوف التركي، وأكدوا انه لا توجد قوة تستطيع أن تطلق سراحه طالما أن حسان المقداد المختطف في سوريا لم يرجع. وأعلن الجناح العسكري لآل مقداد أن "لدينا بنك أهداف واسع جدا لحين الإفراج عن حسان المقداد، ولا ننصح أحدا أن يجربنا"، مضيفا "لسنا معنيين بالتفاوض مع أحد وأي أحد ليس مخولا التفاوض عنا". وتكرر اختطاف أكثر من أربعين شخصا من جنسيات مختلفة عند آل المقداد حتى الآن، فيما أشارت معلومات في وزارة الخارجية اللبنانية إلى أن الوزارة لم تتلق حتى الساعة أي معلومات حول مقتل المختطفين اللبنانيين في سوريا طبقا لما تردد في وسائل الإعلام. من ناحية أخرى، دعت السفارة السعودية في لبنان المواطنين السعوديين الموجودين حالياً في لبنان إلى المغادرة فوراً، وحذرت السعوديين بالمملكة من السفر إلى لبنان. وعزت السفارة في بيان نشر في الرياض -الأربعاء 15 أغسطس- هذا القرار المفاجئ إلى مستجدات الأحداث على الساحة اللبنانية ولظهور بعض التهديدات المعلنة بخطف المواطنين السعوديين وغيرهم في لبنان. وطالبت السفارة جميع المواطنين السعوديين على ارض المملكة إلى عدم القدوم إلى لبنان في ظل الظروف الراهنة. وقال البيان "إن هذه الإجراءات تأتي حرصاً من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وحكومته الرشيدة على سلامة وأمن المواطنين السعوديين خاصة في ظل الظروف الأمنية التي تمر بها المنطقة حالياً". كانت قناة "العربية" الإخبارية الفضائية قد ذكرت في وقت سابق أن السلطات السعودية دعت رعاياها المتواجدين في الأراضي اللبنانية إلى مغادرتها على الفور دون ذكر المزيد من التفاصيل.