اشتاط الشاب غيظاً، واقتضبت ملامح وجهه وامتلأت عيناه بالشرر بينما تعلو وجه الخال ابتسامة عريضة تبدلت إلى هلع ورعب عندما أخرج ابن شقيقته سكيناً من بين طيات ملابسه وبكلمات يشوبها التهديد والوعيد بعدم الانصراف وإلا سيكون مصيره الموت. اعتقد الخال تصرف ابن شقيقته كنوع من المداعبة أو الهذى، وخاطبه بكلمات تبعث بالسخرية، تعلثمت الكلمات فوق شفتيه، وانتابته رعشة شديدة، وما أن حاول الإمساك بالسكين، فوجىء بنصله يخترق بطنه، ويسقط على الأرض جثة هامدة في بركة من الدماء. وبسرعة فائقة استولى على النقود التي بحوزته وهاتفه المحمول وتركه يلاقي مصيره وفر هارباً معتقداً الهرب من عدالة السماء بعد أن تناسى المثل الشعبي الشهير بأن "الخال والد". لمعت عين المقدم إسلام عبد العال رئيس مباح شبرا، أثناء مناظرة جثة الخال، وطلب من معاونيه محمود بدوي وعمر أنور بسرعة التحريات المكثفة للعثور والقبض على الجاني في أقرب وقت. جاءت التحريات أن وراء مقتل الخال ابن شقيقته العاطل، الذي اعتاد الجلوس معه واختفائه بعد الحادث مباشرة، وتم عمل عدة اكمنة، وألقي القبض عليه في فترة وجيزة. وبمواجهته أمام العقيد مازن عبد الشافي مفتش المباحث، أثبت الشاب في أقواله، أنه عرض على المجني عليه لعب القمار في محاولة لكسب المال منه، لكنه تغلب عليه، وحصل منه على مبلغ مالي كبير، وطلب منه الاكتفاء بذلك، مما استفزه واشتاط غيظاً، وتحدث معه بسخرية ورفض إعطاءه نقود فأخرج من بين طيات ملابسه سكيناً كانت بحوزته محاولاً تهديده، وحدثت بينهما مشادة وقام بطعنه في بطنه وأرداه قتيلاً. تم تحرير المحضر اللازم وقرر اللواء هشام العراقي مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، بإحالة المتهم إلى النيابة التي تولت التحقيق وصرحت بدفن الجثة بعد العرض على الطب الشرعي، وحبس الشاب العاطل 4 أيام على ذمة التحقيقات.