علت وجهها حمرة الخجل، بينما وقف الموظف، تراود مخيلته ذكريات الحب، والأيام الخوالي مع محبوبته حيث جمعتهما الصدفة بأحد الشوارع بعد غياب 7 سنوات. ولم يكن يعلم بأن ذلك سيكون اللقاء الأخير. توجه العشيقان إلى أحد الكافيهات، وجلسا يتبادلان أطراف الحديث، الذي يشوبه شوق ولهفة، وينعيان حظهما بعد أن فشلا في تتويج هذا الحب الذي اعتبراه أسطوري، ولم يفرقهما إلا الموت. حولت الزوجة حياة زوجها إلى جحيم، بعد أن اكتشف علاقتها وعودتها إلى الحبيب، حيث المكالمات الهاتفية التي تجريها خلسة في وجود الزوج، أو أثناء نومه، ولم تراع بأنها على ذمة رجل أصبح أباً لطفلهما الصغير، مما تسلل الشك بداخله ونشبت بينهما خلافات، قام الزوج على إثرها بتطليقها ومصطحبة طفلها الصغير. وفي أحد الأيام فوجىء الزوج بمكالمة هاتفية من العشيق يخبره بأنه سيتزوج ممن أحبها قلبه بعد إنقضاء عدتها الشرعية، لأنه لا يحتمل البعد عنها وأن وجود الطفل لن يكون عائقاً للزواج منها وأنه سيقوم بتربيته. اقتضب وجه الزوج من جرأة العشيق، وطلب منه تحديد مكان لمقابلته حتى يقدم له التهنئة على الزواج، وغلي الدم في عروقه من هول ماسمع، وتوجه لمقابلة العشيق وقبل أن ينطق بكلمة واحدة كان نصل السكين يخترق بطنه وسدد له عدة طعنات سقط على إثرها في بركة من الدماء وسط ذهول المارة والأهالي. انتقلت الأجهزة الأمنية على الفور بإشراف اللواء خالد شلبي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، وتبين أن الجثة لموظف يعمل بشركة السكر (36 عاما) " وأن وراء مقتله سائق توك توك (28 عاماً)، وبتقنين الاجراءات تمكن رجال مباحث قسم شرطة الحوامدية من القبض على المتهم وبإشراف العميد رجب غراب مفتش مباحث قطاع جنوبالجيزة. اعترف المتهم بصحة الواقعة وأحيل إلى النيابة التي قررت حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات وصرحت بدفن جثة الموظف بعد العرض على الطب الشرعي.