تشهد العديد من مستشفيات دمياط، حالة من تدني الخدمات والإهمال يقابلها عدم رضاء الموطنين عن مستوى الخدمات الصحية المقدمة لهم نتيجة لمعاناتهم داخل المستشفيات من عدم تواجد الأطباء ووجود عجز في عدد من التخصصات وتعطل الأجهزة خاصة الأشعة وعدم توافر أجهزة الأشعة المقطعية بالإضافة إلي الإهمال .. كما أن إنشاءات المشاريع الصحية المختلفة تسير بسرعة السلحفاة ولم يتم انجازها في مواعدها المحددة . «المستشفى العام والتخصصي».. أزمات لا تنتهي وتعد مستشفيات دمياط العام والتخصصي من أكبر مستشفيات المحافظة، حيث يتم تحويل العديد من الحالات إليهما من بعض مستشفيات المحافظة إلا أنهما لا يتواجد بداخلهما أجهزة أشعة مقطعية وسط معاناة العديد من المرضي لخروجهم عمل أشعة مقطعية في مراكز أشعة متخصصة مما يعرض حياته للخطر. يقول محمد نبيل - موظف بشركة خاصة- إن والد زوجته شعر بتعب خفيف وتوقف بالقدم فقاموا باصطحابه إلى مستشفى دمياط التخصصي.. وطالب الأطباء عمل أشعة مقطعية على البطن بمستشفى الجهاز الهضمي واصطحبناه على كرسي متحرك دون أن يذهب معنا أحد، حيث ترفع المستشفى شعار اخدم نفسك بنفسك.. وعندما وصلنا إلى هناك قاموا بعمل النوع الأول من الأشعة مقطعية وهى العادية وقالوا لنا التقرير غدا أما النوع الثاني من الأشعة وهى بالصبغة فتعالوا اعملوها غدا لأننا لن نستطيع تشغيل الأجهزة الآن وعدنا للمستشفى التخصصي فطلب الطبيب تحاليل خارج المستشفى في معمل خاص وعدنا وقرر الطبيب وضعه تحت الملاحظة لغدا داخل العناية المركز لحين اكتمال الفحوصات ولكن نتيجة لعدم تشخيص الحالة لم يقدموا له أي خدمة طبية مما أدى إلى تدهور حالته ووفاته وأن المستشفى لم تتعامل مع الحالة باهتمام وأدى إهمالهم ونقص إمكانيتهم إلى وفاة المريض بين أيديهم مع انه دخل المستشفى واقفا على قدميه. العديد من أقسام استقبال الطوارئ لا يتواجد بها سوى النواب ويتغيب العديد من الأطباء بالإضافة إلى نقص التخصصات ويقتصر دورها على قياس الضغط إعطاء المسكنات في حالات إجراء خياطة الجروح الصغيرة. يقول محمد السعيد، إنه ذهب مع والدته إلى المستشفى لإصابتها بارتفاع في السكر ووصوله إلى 500، ولم يجد سوى ممرض واحد وبسؤاله عن الطبيب أكد انه بالاستراحة وبإخباره بالحالة قال له الطبيب النوبتجي تخصص أنف وأذن وطالبه بإعطاء المريض وحدات إضافية من الأنسولين. العيادات الخارجية.. «مولد وصاحبه غايب» العيادات الخارجية بمستشفيات الغربية «مولد وصاحبه غايب» حيث تشهد زحاما كبيرا وسط معاناة المرضى لأنهم ينتظرون خارجها لفترات طويلة يفترشون الأرصفة في انتظار دورهم أو انتظار الطبيب.. تقول نادية حسين إن مواعيد العيادات الخارجية حسب ظروف الطبيب.. فمن الممكن أن يأتي مبكر في التاسعة صباحا ويغادر بعد ساعة أو ساعتين أو يأتي في الحادية عشر.. وكل ده حسب ارتباطاته سواء بالعمليات أو عيادته الخاصة.. وإحنا علينا الانتظار لأننا غلابة ومنقدرش على دفع قيمة الكشف في العيادات الخاصة. الأقسام الداخلية.. «الداخل مفقود والخارج مولود» الأقسام الداخلية بالمستشفيات أكبر شاهد على الإهمال.. تجد السرائر داخلها متهالكة وبدون فرش.. ينام المريض على المرتبة فقط وبعض المفروشات إن وجدت غير نظيفة.. كما أن العديد من الأدوية غير متوفرة ويتم شرائها من الخارج. بنوك الدم.. «التجارة بالمريض» بنوك الدم تتاجر بالمرضى تستغل احتياجاتهم وتعمل بمبدأ الكيس بكسين.. بهذه الكلمات قال محمد العربي – مواطن- إن والدته كانت محجوزة بالعناية المركزة وطلب الطبيب إعطائها نقل دم وعندما توجه لبنك الدم أكد له المسئول أن الفصيلة متوافرة ولكن عليه البحث عن متبرعين.. وأنه سوف يعطيه الكيس مقابل اثنين. وأكد محمد جمعه، أن مستشفى «السرو» تعاني من عدم وجود بنك دم مع أن المستشفى مركزي (ب) وبها قسم استقبال طوارئ وغرفة عمليات وقسم عناية مركزه في مراحل تطويرها الأخيرة ومن المقرر أن تدخل الخدمة خلال أسابيع قليلة وبها حضّانة ولا يتوافر بها بنك دم، مع العلم أن هناك عمليات تجرى داخل غرفة العمليات على مسئوليات شخصية للأطباء. ويضيف أحد العاملين بالمستشفى، انه كان هناك بنك دم يعمل منذ افتتاح المستشفى في عام 2003 وتم إغلاقه من قبل وكيل وزارة الصحة في ذلك الوقت عام 2008 مع أنهم لا يحتاجون أكثر من 40 أربة في الشهر، وأن مكانه مجهز بالميكروسكوب والثلاجات ولا يحتاج سوى قرار لإعادة تشغيله. النفايات الطبية.. قنابل موقوتة تهدد المواطنين المخلفات والنفايات.. مثلها مثل القنابل الموقوتة التي تهدد المواطنين بإصابتهم بإصابات خطيرة، حيث تقوم بعض المستشفيات بالتخلص من بعض المخلفات عن طريق الحرق والفرم داخل المستشفيات. ويعاني العديد من المواطنين القانطين بمحيط مستشفى فارسكور المركزي من حرق المخلفات وتصاعد الأدخنة التي تصيبهم بإصابات خطيرة نتيجة لخطورة تلك المخلفات، وكذلك الحال بين من أهالي مدينة السرو لوجود مفرمة للنفايات داخل المستشفى. بطئ المشروعات الطبية وعلى الجانب الآخر يأتي بطئ عملية إنشاءات المشروعات الصحية من أبرز مشاكل المحافظة.. فمشروع إنشاء العيادات الخارجية ومركز الغسيل الكلوي بمستشفى دمياط العام صدر أمر إسناد بإنشائه منذ عام 2004 بمخطط 7 أدوار ولم يتم البدء في التنفيذ إلا في عام 2011 وتم إنشاء دور أرضي ودور علوي عبارة عن هيكل خرساني فقط ثم توقف الإنشاء حتى الآن، مع العلم أن المستشفى في أمس الحاجة لإنشاء العيادات الخارجية لتخفيف معاناة المرضى. وأيضا مستشفى الصحة النفسية بدمياط الجديدة، الذي صدر أمر إسناد بإنشائه منذ عام 1998 بتكلفة 20 مليون جنيه وتوقف العمل به حتى اعتمد مجلس الوزراء مبلغا إضافيا 55 مليون جنيه لاستكمال الإنشاءات وكان مقرر الانتهاء منها الشهر القادم إلا أن الشركة المنفذة طلبت مد المهلة حتى نهاية العام الجاري. وأيضا مستشفى حميات كفر سعد، التي صدر لها أمر إسناد لإنشائها عام 1999 على مساحة 5 آلاف متر وبدأت شركة المقاولون العرب في التنفيذ بأعمال الحفر وعمل الأساسات إلا أنه صدر قرار من وزارة الصحة بعد إنشاء مستشفيات للحميات وتوقف العمل بها وطالب مديرية الشئون الصحية بدمياط الوزارة بتحويل المشروع لإنشاء مركز طب وجراحة أمراض الكبد لاحتياج محافظة دمياط لهذه المستشفى لتخدم أبنائها بدل من السفر للمحافظات الأخرى، وطالبهم بمخاطبة شركة المقاولات المنفذة بتعديل الرسوم الهندسية ووافقت الشركة وقامت بإعداد ذلك ومازالت حتى الآن في انتظار تغيير أمر الإسناد.