أصدر الخديو إسماعيل أمراً في 10 مارس سنة 1879 بتعيين نجله وولي عهده الأمير " محمد توفيق " رئيساً للوزراء خلفا " لنوبار باشا " . وأكد الخديو إسماعيل لقنصلان البريطاني و الفرنسي في مصر ، أنه لن يكون مسئولاً عن السكينة العامة إلا إذا أعيد إليه نصيبه الشرعي من حكم البلاد دون أي تدخل ، وذلك أما بترأسه مجلس الوزراء ، أو بإنتخاب رئيس الوزارة الذي يثق به و يرتاح إليه ، كما اشترط الخديو أن ينسحب نوبار باشا من الوزراة ، لأن لديه معلومات أكيدة تدل علي تآمره عليه ، وعلي سلطته الشرعية . وعقد القنصلان البريطاني و الفرنسي اجتماع مع رئيس الوزراء نوبار باشا وسألاه : هل تسطيع أن تضمن الأمن الداخلي ؟ فرد قائلاً: لا أستطيع .. وأني أرجوكما أن تبلغا الخديو رغبتي في الأستقالة .. ثم صمت لحظة ، و قال : وأن ترجواه أيضا في أن يسمح لي بأن أعيش فردا عاديا لا صفة رسمية لي ، في البلاد ، آمنا مطمئنا علي نفسي. ولقد كانت استقالة نوبار باشا فوزا سياسيا للخديو إسماعيل ، لأن كلا من الحكومتين البريطانية و الفرنسية كانت تؤيد سياسته علي طول الخط . يرجع تعيين نجل الخديو إسماعيل رئيسا للوزراء ، بسبب سوء الأحوال الاقتصادية في البلاد وقد وصلت إلي حالة الفوضى و الإهمال ، حتى كان أكثر الموظفين و الضباط و الجنود لم ينقضو مرتباتهم ، كما نظام الفلاحين مسيرات و مظاهرات أمام قصر عابدين للتظلم من الشدة و الصرامة في تحصيل الضرائب منهم .