شهدت مصر في عام 1878 وبالتحديد في 28 أغسطس تأليف أول وزارة في تاريخها السياسي وكان ذلك في عهد "الخديو إسماعيل" وتولي رئاستها "نوبار باشا" الأرمني الأصل.. وأطلق عليها اسم "مجلس النظار".. مجلس الوزراء الآن وفي الوقت نفسه تولي نوبار باشا "نظارتي" الخارجية والحقانية.. وتولي رياض باشا ناظراً للداخلية وراتب باشا للحربية وعلي باشا مبارك للمعارف والأوقاف.. وبضغط من الدول الدائنة التي شنق اسماعيل نفسه ووطنه بمشنقة الديون التي أسرف في استدانتها وتبديدها.. ثم تعيين وزيرين أجنبيين لأول مرة في تاريخ مصر هما: الانجليزي "سير ريفرس ويلسون" للمالية.. والفونسي "دي بلينير" للأشغال.. وحازت الوزارة م أول يوم لها في صفوف العامة والوطنيين لقب الوزارة الأوروبية حيث كان بين وزرائها.. أجنبيان علاوة علي رئيسها الأرمني! كانت باكورة أعمال الوزارة الأوروبية الاقتراض من بنك روتشيلد اليهودي الانجليزي مبلغ ثمانية ملايين ونصف مقابل رهن 729.425 فدان من أملاك الأسرة الخديوية.. وبلغ صافي القرض بعد خصم السمسرة والمصاريف 500.992.5 من الجنيهات. وفي عام 1879 سقطت وزارة نوبار بسبب تبرم الموظفين وتأخر صرف مرتباتهم وإحالة 2500 ضابط من ضباط الجيش إلي الاستيداع دفعة واحدة.. وفي صباح 19 فبراير 1879 وفي ظل ثورة عارمة للجيش أعلن الخديو أنه لم يعد مسئولاً عن الأمن في البلاد ما لم يرحل نوبار وعودة سلطة الخديو في الحكم مطلقة.. ورحل نوبار فوراً لكن الفكر الذي واكب تأليفه الوزارة الأولي في تاريخ مصر لم يرحل معه وتألف ثاني مجلس وزراء لمصر برئاسة الأمير محمد توفيق نجل الخديو اسماعيل نفسه.