الحكاية تعود إلي ..1879 قال رجال وزارة المالية لرئيس الوزراء نوبار باشا.. خزانة مصر خاوية.. لقد تم سحب كل مليم فيها ولم يعد فيها أي مبالغ مالية لسداد مرتبات الضباط المتأخرة. وسأل نوبار وزير الحربية البريطاني مستر ولسن.. ما العمل.. والمرتبات لم تصرف للضباط منذ 15 شهرا رد ولسن بعنجهية.. يجب تسريح نحو 2500 ضابط من الخدمة.. وبتوجيه من الخديوي سيتم اخطارهم باحالتهم للاستيداع.. وبهذا يمكن المساهمة بعض الشيء في تخفيض نفقات الحكومة.. وفي اليوم التالي 18 فبراير ..1879 تجمع عدد كبير من الضباط في وزارة المالية للمطالبة بدفع رواتبهم المتأخرة. ويروي نوبار باشا في مذكراته التي نقلها من الفرنسية ميريث بطرس غالي.. انه كان عائدا إلي بيته عندما أوقفه محمود سامي البارودي والذي كان مأمورا للشرطة واصبح وزيرا فيما بعد.. واخطره ان الضباط اقتحموا قاعة النواب.. وان النواب قد هربوا.. ومن الضروري سداد الرواتب المتأخرة.. وذهب نوبار إلي وزارة المالية.. ولم يجد إلا مسئولاً واحدا قال له: لا يوجد بالخزانة بارا واحدة "مليم". واستدار ليذهب إلي وزير الحربية مستر ولسن.. ولكن الضابط لمحوه واسرعوا نحوه حيث امطروه بوابل من اللكمات والصفعات علي الوجه واهانوه اهانة بالغة. وتصادف مرور وزير الحربية بعربته.. وحاول الضباط الامساك به ولكنه استطاع الفرار إلي وزارة المالية بعد ان لحقته هو الآخر بعض الاعتداءات. كذلك تمكن بعض المارة من انقاذ نوبار وتوصيله إلي وزارة المالية حيث لاحقوهما إلي داخل الوزارة وسرعان ما أتي الخديوي اسماعيل لانقاذ الوزيرين.. وطلب من المتمردين مغادرة المكان بعد ان وعد بتحقيق مطالبهم وصرف مرتباتهم ولكنهم رفضوا.. فاستدعي الخديوي فرقاً من الأمن واطلقوا النيران وحدث تبادل لاطلاق النيران واستخدام السيوف لدرجة ان الخديوي نفسه تعرض للخطر!! واستقال نوبار باشا من منصبه. الواقع ان الاحتجاجات والمطالبات شبه واحدة.. ولكن اساليب المطالبة تختلف في الوقت نفسه الحرمان من المرتب مشكلة تصادف الوزراء الذين يبتكرون الحيل لعدم دفع الحقوق والنتيجة هي كما حدث لنوبار باشا.