تسبب إبداعها في القضاء عليها، فكل ما قامت به هو استغلال موهبتها لرصد مشاعر الكثيرين، ورسمت صورة الرئيس الأمريكي السابق "جورج بوش" الأب. لم ترحمها ملامحها البريئة العراقية الأصيلة من الموت بهذا الشكل العنيف، فكانت "ليلى العطار" فنانة تشكيلية من مواليد بغداد عام 1944، اتسمت رسوماتها بالحزن. درست في أكاديمية الفنون الجميلة، وشاركت مع جماعة آدم وحواء 1967 والتي تعد بدايتها الاحترافية، وبعد عام قامت بمعرضها الشخصي الأول 1968 إلى الخامس في مسيرتها الفنية. وعبرت من خلال فنها عن الاغتراب، والحزن العميق، واستخدمت الرومانسية والفلسفة وما تعيشه بلادها لتخرج إلى ما هو أعمق من الرسم. وشاركت في العديد من المعارض داخل العراق وخارجه، وحصلت على العديد من الجوائز في الكويت والبحرين ومصر والمعرض الدولي عام 1988. عاشت مع زوجها "السيد عبد الخالق جريدان" في منطقة الكاظمية، وبعد أن رزقا بثلاث من الأبناء هم حيدر وزينب وريم، انتقلا إلى منطقة المنصور شارع الأميرات، بمنزل ملاصق إلى مبنى المخابرات العراقية السابق. ولم تفكر في عواقب استخدام صورة "بوش الأب"، التي رسمتها على أرضية مدخل فندق الرشيد ببغداد، لتستهدف غارة جوية أمريكية منزلها بصاروخ أودى بحياتها هي وزوجها عام 1993. والغريب أن أحد سكان هذه المنطقة " سيف الدين الألوسي"، أشار في مقال له أن "ليلى العطار" بريئة من رسم "بوش"، وأن صاحب الفكرة ورسام اللوحة فنان من ديالي، وكان أوضح الأمر كثيرًا في البرامج التليفزيونية، والفنانة لم تكن سوى مديرة عامة لدائرة الفنون وهي وظيفة إدارية، ولكن تم استغلالها فقط لشهرتها. وأثارت لوحتها الأاخيرة الحيرة، فكأنها تدرك كيف ستكون نهايتها، فكم الحزن والعمق في الصورة كفيل أن ينقلك إلى عالم مختلف من الحزن.