نعم لقد نبحت هيلارى كما الكلب أمام الناخبين.. فهل يقبل الناخب أو ينسى فى يوم أن من يحتل المكتب البيضاوى قد نبح جاءت موافقة اللجنة القضائية بمجلس النواب الأمريكى على قرار يطالب وزارة الخارجية الامريكية بتصنيف جماعة الاخوان المسلمين كجماعة ارهابية لتعكس محاولة بعض الأمريكيين تصحيح رؤية الادارة الأمريكية تجاه الارهاب الشامل الذى يهدد منطقة الشرق الاوسط والذى امتدت مخالبه لتنال العديد من الدول الاوروبية بل وعبر المحيط ليصل الى الولاياتالمتحدة. ولابد هنا من ان نوضح ان هذا القرار لم يصدر استجابة لمطلب شرق اوسطى او مطلب مصرى على الرغم من تكرار النصيحة للجانب الامريكي.. وقد ركز القرار المشار اليه الى ان تنفيذه يتم لحماية مصالح الشعب الامريكى والحفاظ على الأمن القومي. ويجدر بالاشارة ان هذا القرار الذى يعتبر الخطوة الاولى على الطريق ينص على استهداف عناصر الجماعة واعوانها المتهمين بمساندة وتمويل الجماعات الارهابية وتجميد ارصدة هذه العناصر ومنع دخول اشخاص ينتمون للجماعة او على صلة بها من دخول الولاياتالمتحدة ويقضى القرار كذلك بتقديمهم للمحاكمة امام المحاكم الفيدرالية. ونظرا لان هذا القرار قد اشار الى قانون الهجرة الامريكى فان تنفيذه قد يؤدى الى طرد من يشكل خطرا على الأمن الامريكي. ولكننا لا نستطيع ان نقول ان هذا القرار سيضع نهاية للنشاط الاخوانى حيث يتطلب الأمر احالة هذا القرار الى مجلس النواب بأكمله ثم الى مجلس الشيوخ للتصويت عليه قبل ان يرسل الى البيت الابيض للتصديق عليه ويعطى القرار وزارة الخارجية مهلة لمدة ٦٠ يوما بعد موافقة مجلسى الكونجرس عليه لاعلان اما التزامها بتسمية الجماعة جماعة ارهابية او رفض ذلك وتقديم الاسباب. وهذه ليست المرة الاولى لمحاولة تصنيف الجماعة كجماعة ارهابية فقد فشلت محاولة سابقة من جانب السناتور ميشيل باكمان لطرح مثل هذا القرار للتصويت. ونظرا لان هذا التحرك جاء فى توقيت حرج وهو انتخابات الرئاسة الامريكية وكيف يحاول كل مرشح الحصول على مزيد من التأييد باظهار تمسكه بالامن القومى الامريكى فإن اعتماده او التصديق عليه سيعنى قيام وزارة الخزانة الامريكية بتجميد التعاملات المالية والارصدة التابعة للجماعة وبالتالى امتداد هذا النفوذ ليشمل البنوك والمؤسسات المالية التى تتعامل معها فى اى مكان فان هذا سيعنى التطبيق الفعلى لتجفيف موارد تمويل الارهاب. ومن الجدير بالذكر ان بعض قيادات الجماعة تسعى بهمه لتكوين جماعات ضغط لاجهاض موافقة الكونجرس على القرار النهائي. الأيدى الخفية فى الوقت الذى تحرص فيه مصر على تأكيد استقلالية قرارها فان تناول العلاقات الثنائية بين مصر والولاياتالمتحدة يتم فى اطار من الاحترام المتبادل والحرص على تنمية علاقة الشراكة.. ولا يغفل ممثلوالادارة الامريكية الاشارة الى ان واشنطن تدرك وتقدر دور مصر واهميته بالنسبة لاستقرار المنطقة.. وهذا الامر يغضب بعض الراغبين فى الصيد دائما فى الماء العكر ومع انشغال وسائل الاعلام الامريكية بأخبار معركة انتخابات الرئاسة الامريكية فقد انفرد اليوت ابراهامز مساعد مستشار الامن القومى السابق فى عهد الرئيس بوش بتقديم «وصلة ردح» انتقد فيها بشدة حفاوة وزير الخارجية جون كيرى بنظيره المصرى وتقديره لدور مصر الاقليمى والدولى اثناء زيارة الوزير سامح شكرى الاخيرة لواشنطن.. وكتب ابراهمز فى مذكرة نشرت على صفحة مجلس العلاقات الخارجية: «لقد كان من الاجدى بسارة سيول وكيلة وزارة الخارجية لشئون الامن المدنى والديمقراطية وحقوق الانسان التى تزور مصر الآن ان تبقى فى الولاياتالمتحدة». والسبب كما يقول هو ان كيرى لم يبد اى اهتمام خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع وزير خارجية مصر بقضايا: «الامن المدنى والديمقراطى وحقوق الانسان فى مصر».. وقال ان كيرى اغفل تماما ذكركلمة «الديمقراطية» وكلمة «حقوق الانسان». ونقل عن كيرى قوله: «اننا فى الولاياتالمتحدة نحترم الدور الهام والتقليدى الذى تلعبه مصر فى المنطقة باعتبارها تتولى قيادة العالم العربى دون منازع». واصابت كلمات كيرى عن التطور السياسى الذى يجرى فى مصر حاليا واهميته بالنسبة للولايات المتحدة وللمنطقة ولمصر بطبيعة الحال هذا الرجل بحالة جنون.. وقال: «ان الرسالة التى حملتها كلمات كيرى الاخيرة تحتمل عدة تفسيرات هي: انه يعرف القليل للغاية عن مصر أو أنه لا يهتم كثيرا بما يدور فى مصر أو أنه يخشى ان يصرح بالحقيقة.. وانهى المذكرة بقوله: ان حكومة مصر يمكنها ان تختار التفسير الذى يرضيها..وعلى صعيد اخر قامت وزارة الخارجية الامريكية هذا الاسبوع بعرض ميزانيتها السنوية على الكونجرس وتبلغ هذا الميزانية ٥٠ مليار دولار وهو ما يعادل ١٪ من الميزانية الفيدرالية.. واللهم لاحسد. وحرصت الخارجية فى اطار هذه الميزانية على تخصيص ١.٥ مليار دولار كمساعدة لمصر تخصص منها ١.٣ للمساعدات العسكري.. وأثار الأمر قلق عناصر الشغب فأنطلق سؤال اثناء المؤتمر الصحفى لوزارة الخارجية متسائلا ومستفزا: عما اذا كانت الخارجية قد ضربت عرض الحائط بما وضعه الكونجرس من شروط لتقديم المساعدات الامريكية وربطها بحقوق الانسان فى البلد الذى تقدم له المعونة.. وجاء الرد الرسمى بأن من مصلحة الولاياتالمتحدة مساعدة مصر فى المجال العسكرى لان مصر والولاياتالمتحدة تواجهان خطر الارهاب. حقوق الإنسان لا تكف منظمة العفو الدولية عن اصدار تقارير وبيانات تكيل فيها الاتهامات لمصر بأنها لا تكف عن انتهاك حقوق الانسان المصرى وتعطى المنظمة لنفسها الحق فى التدخل فى الشئون الداخلية لبلادنا ولابسط القواعد التى منحها ميثاق الاممالمتحدة للدول لحماية أمنها وشعوبها. ولا تغفل وزارة الخارجية فى مصر الرد على هذه الاتهامات وصد التدخل السافر فى شئون مصر الداخلية واعتقد ان افضل رد يمكن ان تقدمه مصر لمنظمة العفو الدولية هو ما ذكرته المنظمة عن ادارة الرئيس اوباما التى نصبت من نفسها راعية لحقوق الانسان فى جميع انحاء المعالم. وقد اشارت المنظمة الى غياب المحاسبة والشفافية فى مجال حقوق الانسان وانتشار تلك الظاهرة بصورة واضحة فى ظل الادارة الحالية. وذكر التقرير ان ادارة اوباما لم تخضع اى مسئول للتحقيق عن الجرائم التى ارتكبت فى عهدها او فى عهد الرئيس بوش خاصة ما يتعلق منها ببرامج الاعتقال السرى التى تقوم بها وكالة المخابرات المركزية او احتجاز المعتقلين فى سجون دون محاكمة لسنوات طويلة كما هو الحال فى قاعدة جوانتامو بكوبا. واشار التقرير الى الانتهاكات المستمرة لحقوق الانسان فى المعتقلات التى انشئت فى اعقاب احداث ١١ سبتمبر وعدم محاسبة اى مسئول عن هذه الانتهاكات. كما اوضح التقرير ان السلطات الامريكية قد ألقت القبض خلال العام الماضى على ٣٥ الف طفل عبروا حدودها الجنونية دون عائلاتهم الى جانب احتجاز ٣٤ الف عائلة دخلوا الاراضى الامريكية بصفة غير شرعية من المكسيك ومن دول امريكا الوسطى وتم وضعهم فى معسكرات تفتقر للغذاء والماء والرعاية الصحية لعدة اشهر دون مشورة قانونية. هيلارى تنبح من أجل البيت الأبيض يبدو أن معركة الرئاسة الامريكية والوصول الى البيت الابيض قد اصبحت مسألة حياة او موت بالنسبة لهيلارى كلينتون التى اصبحت مستعدة للقيام بأى شيء يرضى الناخبين لتفوز بتأييدهم وقد وصل هذا الهوس الى حد قيامها بالنباح مثل الكلب نعم لقد نبحت بالفعل عندما ارادت ان تصور مدى جنون المهاجمين لحملتها الانتخابية وقيامهم بالهجوم على كل ما تطرحه من آراء وافكار. واصبحت هذه اللقطة لهيلارى كلينتون مثار سخرية وتعليقات.. فهل ينسى الامريكيون ذلك ويقفون خلف من نبح ليصل الى المكتب البيضاوي؟ وقد تحسن وضع هيلارى مؤخرا فى بورصة الاصوات وتقدمت بعض الشيء على منافسها عن الحزب الديمقراطى برنى ساندرز وهو المرشح الذى يحظى بتأييد الشباب على الرغم من انه قد تعدى السبعين من عمره لانه يهاجم اصحاب الاموال المتراكمة ويعد بتقديم خدمات مجانية للجميع تتراوح بين الخدمات الصحية والتعليم العالى المجانى ومنهجه هو اقرب ما يكون الى الاشتراكية ويبدو ان ظاهرة تأييده تعكس مدى ضيق الشعب الامريكى من قسوة الرأسمالية. وقد لقب ساندرز منافسته هيلارى بأنها تمثل المؤسسات المالية الضخمة التى تغدق بالاموال بطرق شتى على حملتها الانتخابية ويعد ساندرز بأنه سيجرد تلك المؤسسات من سلطانها.. ولكن الواضح ان ساندرز قد لا يفوز نظرا للعنصرية والتمييز الدفين فى داخل نفوس الامريكيين لانه يدين باليهودية! وقد دفعت هيلارى بنفسها للمرة الثانية فى تلك المعركة لتكون اول سيدة تتولى الرئاسة ولكن جميع الاستفتاءات توضح ان المرأة الامريكية غير راضية عنها. وجاءت هيلارى بصديقتها السفيرة السابقة مادلين اولبرايت لتعلن ان اى سيدة لاتقف خلف هيلارى وتؤيدها سيكون مصيرها جهنم.. وسخرت النساء من هذا القول وانضممن لصفوف المنافس برنى ساندرز وفى تحد واضح قلن: «انه فى حالة فوز هيلارى بترشيح الحزب الديمقراطى فستذهب اصواتنا للحزب الجمهوري». ومازالت قضية البريد الالكترونى الخاص بهيلارى موضع تحقيق من جانب المباحث الفيدرالية نظرا لقيامها باستخدام موقع خاص بها لتطرح فيه اوراقا للغاية تخص أمن الدولة.. وتشير بعض التقارير الى ان الكونجرس سيستدعى مساعدة هيلارى «هو ما عابدين» للشهادة بشأن تداخل اعمال وزارة الخارجية والمنظمة الاهلية التى يشرف عليها الرئيس السابق كلينتون. واذا كان هذا شأن مرشحى الحزب الديمقراطى فان الوضع بين مرشحى الحزب الجمهورى بعد تفوق الملياردير دونالد ترامب قد وصل الى حد التراشق بالطين والسباب. ومع تراجع عدد المرشحين من هذه المنافسة وفى مقدمتهم جيب بوش لانه اكتشف انه لا يستطيع خوض المعارك الشخصية بنفس شراسة ترامب.. فبعد ان استعان جيب بوش بشقيقه الرئيس السابق هاجم ترامب الرئيس السابق بوش وقال انه سبب كل المشاكل التى تعانى منها البلاد وان غزوه للعراق كان لامبرر له وانه كلف البلاد الكثير جدا.. وان بلاده لم تعد اقوى دولة كما كانت من قبل. وعندما اشار ترامب الى استعانة جيب بوش بوالدته بربارا للدعاية له غير مجدية غضب جيب بوش وحذر ترامب من الخوض فى سيرة والدته وقال: «ان امه اعظم سيدة فى الولاياتالمتحدة».. وكان رد ترامب اثناء هذه المناظرة المهمة «ولماذا لم ترشح نفسها للرئاسة»؟ ونظرا لعنف اسلوب ترامب قرر السناتور ماركو روبيو ان يستخدم نفس الاسلوب للنيل من الملياردير فوصفه بأنه «ممثل مزيف» يخدع الجمهور وانه يكذب ويخفى حقيقة انه ورث عن والده مبلغ مائتى مليون دولار.. واثار ذلك ترامب وقال ان منافسه «عيل» وضحك قائلا: اننى لا اتصور ان يجلس بوتين فى انتظار حضور هذا العيل وقد غرق فى عرقه.. اننى لم ار فى حياتى شخصا يعرق مثله». وشارك المرشح تيد كروز فى محاولة هدم ترامب واستغل فرصة توجيه سؤال له حول ملفات الضرائب الخاصة به.. وكانت المفاجأة وهى اعلان ترامب الى انه خضع لفحص ملفاته الضريبية ثلاث مرات حتى قبل ان يتقدم لخوض معركة الرئاسة وانه سيقدم الملفات بعد انتهاء الفحص. وبادر ربيو مرة اخرى باتهام ترامب بأنه استخدم عمالة غير شرعية فى بناء عقاراته واستثماراته وانه فشل فى ادارة بعض هذه الاستثمارات وان بعضها اعلن الافلاس. وقال ترامب: لقد خلقت آلافا من فرص العمل وانت هل تقدمت ولو بفرصة واحدة لأى شخص.. وهكذا يتضح ان الفريق الذى يمثل الحزب الجمهورى مشغول بمعاركه الشخصية وهو ما يعطى هيلارى فسحه من الوقت. أوباما والقتل قد يتخيل اى شخص يزور موسكو ان روسيا معجبة جدا بأوباما الذى وضعت صوره فى جميع محطات المترو والاتوبيس والاماكن العامة.. الا ان ما كتب على هذه الصور امر يختلف تماما.. فالصور حملة لمنع التدخين وتقول العبارات المكتوبة على هذه الصور «التدخين يقتل الناس اكثر من اوباما».. « لاتدخنوا ولاتكونوا مثل اوباما»! ومن المعروف ان الرئيس الامريكى قد ذكر انه قد امتنع عن التدخين الا انه ونظرا للمشاكل فانه يدخن احيانا سيجارة بحديقة البيت الابيض. بطرس غالى فقدت مصر عملاق الدبلوماسية الدولية الدكتور بطرس غالى وعلى الرغم من مرور الايام فان الأسى والحزن يزداد كلما مررت أمام صورته الموجودة بمدخل الاممالمتحدة والتى كللت بوشاح اسود ووضع أمامها اكليل من الزهور البيضاء. وسأظل اقول انه كان الاستاذ الذى يصغى له التلاميذ وهم رؤساء وقيادات الدول باهتمام واعجاب بالغ حتى لو اختلفوا معه. وعلى مدى السنوات الاربع التى قضاها د. بطرس غالى سكرتيرا عاما للمنظمة الدولية كان تواصلى معه شبه يومى وكانت استجابته فى الرد على مكالماتى العديدة نابعة ربما من قناعته بأننى أعشق عملى الصحفى واننى لا ابحث عن وظيفة ويشهد على ذلك كل من عملوا معه. وفى مقدمتهم الوزيرة السفيرة فايزة ابوالنجا التى عملت كمساعدة له والتى تعتبر بخبرتها الواسعة أشبه بدائرة معارف لجميع العلاقات الدولية.. نموذج رائع للدبلوماسية. ومازت أذكر جيدا يوم أن قمت بالاتصال بالدكتور بطرس غالى فى جنيف لأهنئه بانتخابه بعد ساعات من اعلان فوزه بالمنصب وكانت الساعة تقترب من الثالثة صباحا بتوقيت جنيف. وكان لحرصى على المتابعة الدقيقة لانتخابات سكرتير عام الاممالمتحدة والدراسة الجيدة للائحة اجراءات مجلس الامن الفضل فى قيامى بابلاغ جريدة «الأخبار» بخبر فوز اول مصرى وعربى لهذا المنصب العالمي.وكانت «الأخبار» أول من نشر هذا الخبر الهام بشهادة جميع الزملاء بصالة التحرير.