الوادي الجديد قطعة متميزة من الجغرافيا والتاريخ والفن حيث يشغل الثلث الجنوبي الغربي من خريطة مصر ويتميز بموقع فريد هو "جبانة البجوات". وقبل أن تصل براً أو جواً إلي عاصمته "الخارجة" بحوالي 6 كيلو مترات ستستوقفك تلك البانوراما المتفردة والتي هي عبارة عن مجموعة من المباني الصغيرة ذات القبوات تحتل ربوة صغيره يخيم عليها سكون قدسي .. إنها جبانة "البجوات" أو "الجبوات" أي "القبوات" بلغة أهل الوادي وهي منطقة أثرية قبطية ويعود تاريخها إلى القرون الستة الأولي من الميلاد. ولجأ عدد من القساوسة والرهبان إلى هذا المكان ومعهم مجموعة من أقباط مصر فراراً من اضطهاد الأباطرة الرومان وتعذيبهم لهم قبل أن يعتنق الرومان المسيحية وكان هذا المكان حيث الماء هو فرصة الفارين بدينهم وعقيدتهم ليزرعوا ويعيشوا متعبدين ممارسين لطقوسهم بعيداً عن طغيان الحاكم الوثني ومن أجل تلك العبادة أقاموا عدداً من الهياكل والكنائس والمدافن وبهذا تعد "مقابر البجوات" سجلا معماريا وحيداً في العالم لهذا العصر القبطي المبكر. ويجب أن تقطع طريق ترابي صاعد مترجلاً قبل أن تلقاك أولى بنايات المكان "مزار السلام" وهي كمثيلاتها الأخريات صغيرة الحجم مبنية من الطوب اللبن تعلوها قبة. وفي الداخل ستدهشك الرسوم الملونة والمذهبة التي تحلي السقوف والتي تحكي قصصا مأخوذة عن الكتب المقدسة مثل ادم وحواء إبراهيم وابنه سفينة نوح.. البشارة. أما مزار الخروج فهو مثل باقي المزارات ولكن يميزه هذا الرسم لخروج النبي موسي وقومه من مصر تطاردهم جيوش فرعون. وتختلف أو تتشابه المزارات التي يبلغ عددها 233 مزاراً في التفاصيل لتشكل محمية أثرية تبلغ مساحتها341 فدانا وستة قراريط.