أكد وزير المالية هاني قدري دميان، على أهمية مشاركة مصر في الاجتماعات الحالية لوزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية لدول مجموعة العشرين والتي افتتحت في شنغهاي أمس الجمعة لمناقشة سبل دعم النمو الاقتصادي العالمي وتحقيق الانتعاش والاستقرار المالي والاقتصادي الدولي. قال الوزير،فى تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط ببكين عبر الهاتف من شنغهاي ، إن مجموعة العشرين تستمد أهميتها من الدول الأعضاء بها يمثلون حوالي 85 في المائة من الاقتصاد العالمي، وان أهمية المجموعة زادت بشكل اكبر بعد الأزمة العالمية نتيجة تباطؤ الاقتصاد الدولي لأنه فى هذا الوقت كان هناك حاجة للتنسيق بين اللاعبين الأساسيين في الاقتصاد العالمي وظهرت الحاجة إلى إيجاد آلية تضم القطاع الأكبر من الاقتصاد العالمي في إطار تنسيقي للسياسات المالية والنقدية والمصرفية. وقال وزير المالية، إن الاجتماعات الحالية تحت الرئاسة الصينية والتي تحضرها مصر بدعوة كريمة وجهها الرئيس الصيني شى جين بينغ، إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى، تركز على الإصلاحات الهيكلية في مختلف المجالات وأهمها المجالات الضريبية وتبادل المعلومات فيما بين الدول للقضاء على ما يسمى بظاهرة "التجنب الضريبي" وتآكل القاعدة الضريبية فى البلدان الملتزمة ضريبيا. وأضاف دميان، انه بالنسبة له كوزير للمالية يرى ان هذا الموضوع من الموضوعات ذات الأولوية لان تهريب الإرباح عبر الدول المختلفة للوصول إلى ما يسمى الملاذات الضريبية يلحق ضررا جسيما باقتصاد أي دولة ومنها الاقتصاد المصري. وتابع قائلا يوجد تركيز في الاجتماعات على أداء الاقتصادي العالمي.. فهناك تباطؤ وفى ذات الوقت هناك تذبذبات كبيرة في الأسواق العالمية ..مشيرا إلى التحديات التي تواجهها الاقتصاديات الناشئة لأنه في الوقت الذي تزيد فيه الالتزامات عليها نجد أنها تعانى من تآكل في قيمة الأصول التي تمتلكها وهى معظمها أصول مالية.. وهو ما يعنى ان هناك تأثيرات بالغة الخطورة على ميزانيات الدول .. وهو الأمر الذي يتطلب التعامل معه بشكل سريع وبشكل فيه تنسيق كامل لتجنب حدوث أزمات مستقبلية. وقال وزير المالية، انه تم تناول أهمية تنمية قدرات العمالة ونوه بالشعار الذي رفعته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وهو "مهارات.. مهارات..مهارات" في مداخلة لرئيسها خلال الاجتماعات أمس مشيرا إلى ما يمثله هذا الموضوع من أهمية لمصر بصفة خاصة حتى تستطيع أن ترفع من كفاءة العمليات الإنتاجية والقدرة التنافسية للمنتج المصري وأيضا أن ترفع من مهارات العمالة المصرية لتمكنها من أن تجد مكانها اللائق في السوق الداخلي وأيضا في الأسواق الإقليمية. والقي الضوء على ما تم مناقشته من الموضوعات الأخرى التي تتعلق بالنظام المالي العالمي والمؤسسات العاملة فيه مثل مؤسسات التمويل الدولية وبنوك التنمية الإقليمية المتعددة، قائلا أن هذا الموضوع ربما لم يعد فى الصدارة مثلما كان ابان الأزمة العالمية فى عام 2008 حيث كان التوجه نحو زيادة القوة التصويتية وزيادة الحصص للدول الناشئة والنامية في هذه المنظمات حتى يكون لها قول في القرارات التي تتخذها. . وأشار إلى أن هذا الأمر ما زال مطروحا للمناقشة لأنه مرتبط بالمطالب الدائمة بإصلاح منظومة المؤسسات الدولية العاملة في مجالات التمويل. كما أشار وزير المالية، إلى انه تم تناول سبل مجابهة غسيل الأموال وأنشطة تمويل الإرهاب وأيضا موضوعات متعلقة بالتمويل المطلوب لمجابهة مخاطر التغيرات المناخية، مشيرا إلى أن هذه الموضوعات كلها هي الأجندة المطروحة والتي ستظل مطروحة في كافة الاجتماعات القادمة على المسار الاقتصادي إلى أن تأتى القمة التي سيحضرها الرئيس السيسي في سبتمبر القادم. وبالنسبة لاقتراحات مصر ورؤيتها واستعداداتها للقمة قال دميان، إن مصر دولة مدعوة ضمن ست دول تختارها الرئاسة الحالية لمجموعة العشرين والدعوة هي لحضور دورة واحدة للمجموعة ومصر عرضت رؤيتها في التعامل مع المشاكل الاقتصادية التي تواجهها والتي لا تختلف كثيرا عن طبيعة المشكلات التي تواجه الدول الأخرى بشكل عام.