سُئل موسيقار الأجيار محمد عبدالوهاب عن فنان الشعب سيد درويش ، فقال إن سيد درويش صنع أشياء أقرب ما تكون إلى المعجزات ، فهو أول من أدخل عنصر التفكير فى الموسيقى ، و جعل الشعب يغني معه . وأضاف عبدالوهاب إن سيد درويش هو أول من فكر فى كلمات الأغنية ، وحاول أن يصورها تصويرا دقيقا ، فكان عندما يلحن عن فئة معينة فإنه يعاشرهم ويستمع إلى لهجاتهم ونداءاتهم ، ثم يصور فى لحنه جميع انفعالات هذه الفئة . وقال عبدالوهاب إن الغناء قبل ظهور سيد درويش كان خاليا من البساطة والفهم والوعي ، فجاء سيد درويش وخلق الأداء الجديد الذي يتميز بالبساطة والإحساس والفهم والوعي ، فصنع الجمل الموسيقية البسيطة ، فجعل الشعب يحفظها ويرددها بسهولة ، ليصبح أول فنان ينقل الغناء من المطرب إلى الشعب ، فبعد أن كان المطرب يغني والشعب يستمع صار الشعب يغني أيضا . وكان لألحان سيد درويش الوطنية دورا خطيرا فى ثورة 1919 ، فكانت الألفاظ التي تحمل أكثر من معنى فى ألحانه تنتشر بين أفراد الشعب كانتشار النكت اللاذعة ضد المستعمرين وأعوانهم . وأعرب عبدالوهاب أنه كان مفتونا بسيد درويش ، لدرجة أنه كان يغلق على نفسه إحدى غرف معهد الموسيقى عندما كان طالبا به ويعزف ألحان سيد درويش خفية حتى لا يضبطه أحد الأساتذة متلبسا بموسيقى درويش ، حيث كانت موسيقاه من الممنوعات داخل المعهد . أخبار اليوم 2-7-1960