اتهمت الصين، الجمعة 19 فبراير، الولاياتالمتحدة بعسكرة بحر الصين الجنوبي، وقالت إن زيادة التواجد العسكري الأمريكي بالمنطقة هو المتسبب الرئيسي في كل التوترات الإقليمية المتصاعدة. وانتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونج لى ما دأبت الولاياتالمتحدة على فعله من إرسال طائرات عسكرية وسفن تابعة لقواتها البحرية للقيام بمراقبة الصين هذا فضلا عن بعثها لمدمرات وحاملات صواريخ وقاذفات قنابل إلى مناطق قريبة جدا من جزر نانشا الصينية وشعابها وإجراءها لمناورات وتسييرها لدوريات بحرية مشتركة مع حلفائها، مبينا أن كل هذا التصرفات من الجانب الأمريكي هي التي تزيد من حدة التوترات بالمنطقة وتؤدى بالفعل إلى عسكرتها. وفى تعليق على تصريحات أدلى بها أمس المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي قال فيها إن صور الأقمار الصناعية التجارية أظهرت أن الصين نشرت مؤخرا منظومة صواريخ في جزيرة يونجشينج التي تعد أكبر جزر شيشا وأن واشنطن ترى في هذا علامة على إصرار بكين على مواصلة إضفاء صبغة عسكرية على بحر الصين الجنوبي وعلى عدم قيامها بأي تحرك لاستقرار الأحوال، أكد هونج أن الصين جادة تماما في قولها إنها لا توجد لديها أي نية لعسكرة جزر نانشا التي لها سيادة كاملة عليها بحكم التاريخ والوثائق الشرعية. كما بين أن وجود مرافق لأغراض الدفاع الوطني على جزيرة يونجشينج لا يعد خبرا جديدا حيث إنه يعود إلى عدة عقود ماضية خاصة وان هذه الجزيرة وكل جزر شيشا هي جزء أصيل من الأراضي الصينية. وردد ما أكده من قبل وزير الخارجية الصيني وانج يى من أن الامتناع عن عسكرة المنطقة يجب أن يأتي من قبل جميع الأطراف المعنية سواء الدول الإقليمية أو غيرها، مشددا على رفض الصين لوجود أي معايير مزدوجة بهذا الشأن. وحذر هونج في تصريحاته اليوم كلا من استراليا ونيوزيلندا من تجاهل الحقائق والتقدم بنصائح غير بناءة فيما يخص منطقة بحر الصين الجنوبي وذلك بعد مرور ساعات فقط من مطالبة الصينلاستراليا بأن تظل على التزامها بموقفها المحايد من النزاعات الإقليمية في بحر الصين الجنوبي وأن تنأى بنفسها عن التدخل في أمور ليست طرفا فيها. فوفقا لبيان صحفي صادر عن وزارة الخارجية الصينية، دعا مستشار الدولة الصيني يانج جيه تشى استراليا، خلال لقاء له في بكين أمس بوزيرة خارجيتها جولى بيشوب، إلى الامتناع عن القيام بأي فعل من شأنه أن يضر بالسلام والاستقرار الإقليمي أو بالعلاقات بين البلدين. وقال إن للصين حقوقا تاريخية منذ قديم الأزل على العديد من جزر بحر الصين الجنوبي ولهذا فإن من حقها أن تحمى سيادتها الإقليمية ومصالحها البحرية. ودافع يانج عن الإنشاءات التي تقوم بها الصين ببعض الجزر، مشيرا إلى أن غالبية ما تم بناؤه هي مرافق مدنية الغرض منها خدمة الصالح العام والمجتمع الدولي كما أوضح أن العدد المحدود من المنشآت العسكرية التي تم إقامتها هناك هي لأغراض دفاعية فقط، مؤكدا أن عمليات البناء الصينية تأتى في إطار القانون الدولي ولا تعنى أبدا أن الصين تقوم بعسكرة المنطقة.