عرفت الراحلة ليلى مراد بقدراتها الصوتية المميزة، ولقبت ب "قيثارة الغناء العربي"، فهي من أبرز نجمات السينما الكلاسيكية، وتمر الذكرى ال98 على ميلادها في 17 فبراير 1918. ولدت ليليان زكي مراد موردخاي، يوم 17 فبراير عام 1918م في حي محرم بك بالإسكندرية، الأسرة يهودية الأصل فهي ابنة الملحن المعروف إبراهام زكي موردخاي أو زكي مراد، وشقيقة الفنان منير مراد.. عانت ليلى مراد من طفولة فقيرة وأقرب إلى التشرد في محطات كثيرة منها حيث تعرضت أسرتها للطرد من المنزل لنفاذ أموالهم بعدما سافر والدها ليبحث عن عمل بالخارج وانقطعت أخباره لسنوات، فاضطرت للدراسة بالقسم المجاني برهبانية نوتردام ديزابوتر، وتخرجت بعد ذلك من هذه المدرسة. بدأت مشوارها مع الغناء في سن أربعة عشر عاما حيث تعلمت على يد والدها زكي مراد والملحن المعروف داود حسني، وبدأت بالغناء في الحفلات الخاصة ثم الحفلات العامة، ثم تقدمت للإذاعة كمطربة عام 1934 ونجحت، بعدها سجلت اسطوانات بصوتها، عام 1937 وقفت أمام الموسيقار محمد عبد الوهاب والمخرج محمد كريم في فيلم يحيا الحب، وكانت غيرت اسمها إلى ليلى مراد، وحينما أنشئت دار الإذاعة المصرية تعاقدت معها علي الغناء مرة كل أسبوع، وكانت أولى الحفلات الغنائية التي قدمتها الإذاعة في 6 يوليو عام 1934 غنت فيها موشح "يا غزالاً زان عينه الكحل"، ثم انقطعت عن حفلات الإذاعة بسبب انشغالها بالسينما ثم عادت إليها مرة أخرى. كان لقاء "قيثارة الغناء العربي" مع الموسيقار محمد عبد الوهاب -خلال حفل غنائي أقامه لها والدها على مسرح القاهرة عام 1932م- كان بمثابة الانطلاقة الحقيقية لمشوارها الفني، حيث أشاد بها عبد الوهاب واتفق مع والدها على أن تكون هي مشروعه الفني، فوقع معها عقدا لتلعب دور البطولة عام 1937م في فيلم "يحيا الحب" ثم عقدا بعشر اسطوانات ليكون بذلك أول من فتح لها باب الشهرة والمجد. أصبحت من أشهر نجمات السينما المصرية بعد مشاركتها في فيلم "ليلة ممطرة"، مع يوسف وهبي، وقدمت خلال مشوارها الفني عدد من الأفلام والأغاني المميزة التي ما زالت محفورة في ذاكرة عشاق الفن الأصيل حتى الآن، غنت للحب والحياة والأمل، فكانت حقا قيثارة تعزف بصوتها أجمل الألحان، وتجبر كل من يسمعها على الإصغاء والارتقاء بمشاعره وروحه حتى يكاد يصل إلى السماء. بلغ رصيدها من الأفلام حوالي 27 فيلما ومن أبرزها: "قلبي دليلي" "ليلى" و"ليلى بنت الفقراء" و"ليلى بنت الأكابر"و"حبيب الروح" و"عنبر" و" سيدة القطار" و "الماضي المجهول" و"غزل البنات" و"شاطئ الغرام". لحن لها كبار الملحنين منهم: محمد فوزي، محمد عبد الوهاب، منير مراد، رياض السنباطي، زكريا أحمد والقصبجي، وقدمت ليلى مراد حوالي 1000 أغنية، ومن أهمها: "يا أعز من عيني" و"قلبي دليلي" و"يا شاغلني وأنا شغلاك" و"حيران" و" أتمخطري يا خيل" و"شحات الغرام" و"قلبي لقلبك مال" و"من بعيد يا حبيبي بسلم" وعيني بترف" و"طيار" و" بتبص لي كده ليه". ارتبط اسم ليلى مراد باسم أنور وجدي بعد أول فيلم لها معه ومن إخراجه وهو فيلم "ليلى بنت الفقراء"، وكانت واحدة من اثنان في تاريخ السينما المصرية أنتجت لهما أفلام بأسمائهما إضافة إلى الفنان "إسماعيل ياسين". ومن أبرز المحطات في حياة الراحلة ليلى مراد هو إعلان إسلامها عام 1946م حيث توفيت مسلمة، بالإضافة إلى اتهامها عام 1956 بالتبرع ماديا لإسرائيل إلا أن التحقيقات أثبتت براءتها من كل ما نسب إليها من اتهامات. تزوجت الفنانة ليلى مراد أكثر من مرة، وواجهت أياما صعبة في تجاربها مع 3 زيجات، أولها من الفنان أنور وجدي الذي استمر زواجها به حوالي 8 سنوات ولكنه انتهى بالطلاق عقب توترات ومشدات كثيرة، ومن طيار لم يرد كشف سر زواجه وهو وجيه أباظة الذي أنجبت منه ابنها أشرف، والثالث المخرج فطين عبد الوهاب الذي لم تشعر معه بالانسجام، وأنجبت منه ابنها زكي فطين عبد الوهاب. في 21 نوفمبر لعام 1995م توفيت "قيثارة الغناء العربي"عقب سنوات من اعتزال الحياة الفنية والإعلامية حيث اكتفت بالعيش وحيدة تربى ابنيها أشرف وزكى، بعيدة عن العيون والشائعات حوالي أربعين عاما، وكان آخر أفلامها "الحبيب المجهول" مع الفنان "حسين صدقي".