القول بأن مصر تمر الآن بظروف استثنائية بالغة الدقة والحساسية، فى ظل ما تواجهه من تحديات جسيمة تستهدف النيل منها وإعاقة تقدمها، وتسعى للتأثير بالسلب على سلامتها وأمنها واستقرارها،..، هو قول صحيح - فى مجمله وتفاصيله - أصاب كبد الحقيقة، وعبر بدقة عن الواقع فى ظل ما نعيشه ونشهده حاليا ومنذ فترة ليست بالقصيرة. والمتابع لما جرى ويجرى طوال السنوات القليلة الماضية وحتى الآن، وما شهدته مصر والمنطقة من وقائع وأحداث، وما نجم عنها من تفاعلات وتطورات، وما أدت اليه من نتائج،..، يدرك باليقين صحة هذه المقولة فى التعبير عن الواقع ورصد المتغيرات التى طرأت والنتائج التى تتشكل وتظهر. فالقراءة الموضوعية للأحداث والمتغيرات التى شهدتها المنطقة من حولنا، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن ما جرى وما حدث لم يكن من قبيل الصدفة على الإطلاق، بل انه جرى فى اطار خطة محددة ومعدة مسبقا،..، بل اننا لا نتجاوز الواقع إذا ما قلنا ان هذه الخطة وذلك المخطط كان جاهزا للتنفيذ قبل وقوعه بعدة سنوات، وكان واضعوه والمخططون له ينتظرون ويتحينون الفرصة لبدء التنفيذ. وليس على من يتشكك فى ذلك إلا أن يعود فقط لتصفح وقراءة الاوراق والابحاث والتصريحات الصادرة عن الادارة الامريكية فى فترة الرئيس الامريكى «بوش الابن» وعلى لسان وزيرة خارجيته «كوندى ليزا رايس» فى ذلك الوقت، قبل واثناء وبعد الغزو الامريكى للعراق، حول «الفوضى الخلاقة» وولادة «الشرق الاوسط الجديد» على انقاض القلاقل والانهيار والتدمير الذى من المقرر ان يصيب المنطقة العربية ودولها. وأحسب ان القراءة الموضوعية تتطلب منا فى الوقت ذاته التأكيد على أمر بالغ الأهمية وهو أن الوجود المسبق لمخطط أمريكى لإحداث تغيير شامل أو تدمير شامل للوضع الذى كان قائما فى المنطقة العربية، واستبداله بوضع اخر يتوافق مع الرؤية الامريكية،..، لا ينفى ولا يلغى على الاطلاق ان ما حدث وما جرى ما كان له ان يحدث أو يجرى دون وقائع وظروف إقليمية ومحلية أدت اليه وساعدت على حدوثه. «وللحديث بقية»