إذا كنت من أبناء الصعيد مثلى.. ولديك أسرة وعائلة وبلد مرتبط بهم.. وتسافر لصلة الرحم والمودة.. فخذها منى نصيحة: إياك أن تتعب نفسك بحثا عن تذكرة قطار.. إياك أن تتخيل أن بمقدورك وأنت مواطن عادى أن تذهب إلى شباك التذاكر ليقول لك الموظف مرحبا بك.. تذكرتك عندنا.. إياك ان تتخيل أن مباحث السكة الحديد تحارب مافيا السوق السوداء خاصة وأنت قادم من مدينة «نجع حمادى».. اللغز يكمن فى شخصية واحدة فقط.. فيلم «هى فوضى» حيث أمين الشرطة حاتم.. واللى ملوش خير فى «بولكمين المحطة» ملوش خير فى مصر.. رغم أننى على علاقة طيبة برجال المباحث والقيادات الأمنية وموظفى السكة الحديد.. لكن لا تتعب نفسك.. فلا توجد تذاكر فى الشباك.. لا يوجد إلا أمين شرطة يتحكم فى عناء المواطنين.. رئيس مباحث السكة الحديد بنجع حمادى وقنا يجلس فى مكتبه المكيف.. يشرب الشاى والنسكافيه.. ولا يدرى ماذا يحدث فى أرجاء المحطة.. هنا «الأمين حاتم».. وهنا أمناء المطرية، كلهم «الأمين حاتم».. وفى العديد من أقسام الشرطة ستجد «حاتم».. يا سادة.. إننى من أشد المدافعين والمؤيدين لرجال الشرطة الأوفياء والمخلصين لبلدهم وعملهم.. لكننا اليوم أمام «إمبراطورية أمناء الشرطة».. يا سادة.. مفيش حاتم بيتحاكم.. فيه مواطن ذليل.. مواطن بيتسحل.. مواطن بينضرب على «قفاه» ليخرج جثة هامدة من حجز الأقسام بتقرير بسيط مكتوب فيه «توفى نتيجة هبوط فى الدورة الدموية».. أناشد قيادات الداخلية بتنظف الثوب الأبيض من البقع السوداء قبل فوات الأوان.. بل أدعو وزير الداخلية أن يعيد المحاكمات العسكرية لأمبراطورية الأمناء لضبط ايقاع الشارع ومنظومة الأمن.. فلا تجعلوا من كان معكم بالأمس.. مؤيدا وداعيا ومدافعا عنكم.. يدعو عليكم بسبب تجاوزات البعض من الأمناء والضباط.. دامت مصر آمنة، مطمئنة.. واللى ملوش خير فى «حاتم» ملوش خير فى مصر.