قالت ملك ياسين مدير ثقافة الطفل بوزارة الثقافة السورية إن وجود مكتبة في البيت عنصر رئيس لابد من وجوده لتشكيل الخطوط العريضة التى يسير عليها المجتمع، كما أن من المفيد أن ينشأ الأطفال فى ظل مكتبة تساهم فى تكوين شخصياتهم وتنمية مهاراتهم منذ الصغر، من هنا جاء اهتمام وزارة الثقافة السورية فى إحداث مكتبات متخصصة في المراكز الثقافية المختلفة لتكون أماكن صديقة وآمنة للأطفال والشباب، وإدراج مشاريع ضمن خطة مديرية ثقافة الطفل بالوزارة لتعود القراءة فى جميع أنشطتها التى تتم على مدار العام، وتشجيع إصدار الكتب والمطبوعا التى تخص الطفل، وربطها بفنانين متخصصين برسوم الأطفال لجعلها مشوقة وممتعة. جاء هذا فى ندوة بعنوان "دور الكتاب فى ثقافة الطفل" استضافها مخيم الطفل بمعرض القاهرة الدولى للكتاب بإشراف الشاعر أشرف عامر وشارك بها كل من هيثم حافظ رئيس اتحاد الناشرين السوريين، والأديبة السورية لينا كيلانى. وأضافت ياسين: تعد القراءة هى العامل الأهم فى تشكيل عقل الطفل وتكسبه القدرة على الفهم والتعبير وتنمى اتجاهاته الفكرية لخدمة المجتمع وتنميته، فهى قاعدة أساسية لكل العلوم وهى بلا شك العملية الأساسية فى فهم الإرث الثقافى والوطنى والاتصال بالإرث الثقافى للآخرين، وللأسف تشهد المجتمعات العربية تراجعا واضحا فى القراءة، يضاف إليه قلة عدد المكتبات، وتضاؤل أعداد دور النشر سيما التى تعنى بمنشورات الطفل، وهذا الخمول والإهمال تجاه القراءة يهدد الأمة العربية بحدوث عواقب خطيرة فى المستقبل كفقدان الهوية وضياع الموروث التاريخى الأصيل. وأشارت ياسين إلى التجربة السورية فى مجال ثقافة الطفل قائلة: تقوم المديرية سنويا بالإعلان عن مسابقات سنوية للأطفل ولأدباء الأطفال فى مجالات القصة والشعر والمقالة والرواية والمسرحية بموضوعات متعلقة بالكتاب مثل كتابى نافذتى إلى العالم، كتابى صديقى الوفى، أعطنى كتابا وتنشر الأعمال الفائزة ضمن مطبوعات الوزارة، وفعاليات اليوم الوطنى للتشجيع على القراءة الذى يتضمن ورش عمل مع الأطفال محورها الكتاب، والعمل على تطوير صناعة الكتاب وخلق جيل من الفنانين الشباب وتطوير أساليبهم وتقنياتهم الفنية من خلال إقامة ورش عمل تخصصية لرسوم كتب الأطفال، وتأهيل المراكز الثقافية لتكون أماكن صديقة وآمنة للأطفال والشباب وتحسين البنى التحتية لتكون ملائمة لتقديم النشاطات المناسبة، إضافة إلى إقامة ورش عمل لأمناء مكتبات الأطفال فى المراكز الثقافية. كما تنظم المديرية سنويا معارض دائمة وموسمية لكتاب الطفل ومنشوراته ضمن فعالياتها فى المحافظات السورية على مدار العام وأطلقت الوزارة مؤخرا مشروع الكتاب الإلكترونى الناطق للأطفال، ومن أهم منجزات الوزارة فى مجال تشجيع القراءة للأطفال نشر كتب منوعة مخصصة للأطفال فى مجالات الأدب والفن والموسيقى والبيئة والصحة "10" كتيبات صحية خلال عام 2015 تهدف من خلالها إلى مراعاة أذواق ومواهب الأطفال وتحفزهم على بناء مكتباتهم الخاصة فى منازلهم. واستعرضت ياسين عددا من إصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب فى مجال أدب الطفل مثل مجلة أسامة، وكتاب أسامة الشهرى، وسلسلة المبدعون، وسلسلة كتيبات صحية توعوية، والأعمال الأدبية للأطفال الفائزين فى المسابقات، والأعمال الأدبية لكبار الكتاب المتخصصين فى الأدب الموجه للأطفال، وسلسلة أعلام العرب، والكتاب الإلكترونى الناطق للأطفال.