قال هيثم حافظ رئيس اتحاد الناشرين السوريين إن الشعب السوري اختار القراءة والثقافة لتكون سبيله الأول في مواجهة الأزمات التي يمر بها الوطن والمنطقة العربية حفاظا على الهوية العربية والتراث الإسلامى. وأضاف حافظ "صامدون وواثقون أننا سنعود فقد مر الوطن بظروف أصعب فى الماضى وعاد بفضل إخلاص وصمود أبنائه فلن يبقى إلا الخير، ومتفائل بمستقبل صناعة النشر رغم كل الصعوبات، ولذا قررنا أن يكون عام 2016 هو عام القراءة للجميع لأن القراءة أساس تقدم أى مجتمع، ونحن نسعى لبناء جيل جديد من أطفالنا يحمل راية المستقبل عبر ثقافة حقيقية تنبذ العنف وتدعو إلى قبول الآخر بمساندة كافة مؤسسات المجتمع، مشيرا إلى أن الأسرة هى الأساس فى عملية تنشئة الطفل". وأجاب حافظ على سؤال أحد الحاضرين لماذا لا يكون كل الأدب الموجه للطفل يدعو إلى تكريس مفهوم الوحدة العربية؟ بأنهم في سوريا هم أول المهمومين بالعروبة ودليله على ذلك أنهم لا ينشرون أي مطبوعات بغير العربية الفصحى، ولا يوجد أي منشور بلهجة عامية. وفي كلمتها أشارت الأديبة لينا كيلانى إلى التحديات التى تنافس كتاب الطفل كوسائل الاتصال الحديثة وهو ما يستدعى ضرورة إيجاد كتاب عربى رصين يجذب الطفل من حيث الشكل والمحتوى ويخضع لمعايير إصلاح واضحة، على ألا يقتصر الأمر على الكتاب الورقى فقط بل والإلكترونى أيضا والذى أصبح أكثر حضورا فى عالم الطفل، مشيرة إلى ضرورة وجود مكتبة داخل البيت لأن غذاء العقل لا يقل أهمية عن غذاء الجسم، وانتقدت ندرة وجود نقاد لكتب وأدب الطفل، وهو ما يساهم على عدم تطوير وتجديد مضامين أدب وكتب الطفل، وطالب أن تحتوى قصص الطفل على قصص التراث لغرس الانتماء للوطن. وكانت كيلانى قد أشادت فى كلمتها بمبادرة "كتاب ورغيف" التى ترعاها وزارتا الثقافة والتموين داعية إلى إطلاق مبادرة لتوزيع الكتب مجانا على الطلاب المتفوقين بالمدراس والجامعات وفى وسائل الموصلات على الركاب. ومن جانبها تحدثت ملك ياسين حول تجربة وزارة الثقافة السورية فى مجال أدب الطفل حيث تعد القراءة من المهارات الأساسية التى تساعد الطفل على تنمية لغته وقدراته وتكوين الشخصية المبدعة المبتكرة، لذا تقوم الوزارة بنشر المكتبات ومراكز الثقافة فى أنحاء البلاد كافة، حيث بلغت المراكز الثقافية أكثر من 500 مركز ورغم تناقص العدد بفعل الأزمات التى تمر بها البلاد إلا أنهم مستمرون فى إقامة الفعاليات والأنشطة الثقافية كالمسابقات الأدبية والفنية فى مجالات القصة والشعر والرواية والمسرح وغيرها ونشر الأعمال الفائزة ضمن مطبوعات الوزارة التى تعتبر الكتاب هو المحور الأساسى فى ثقافة الطفل.