تشير التوقعات إلى أن اسبانيا سوف تواجه مصيرا حالك السواد بالرغم من كل التطمينات التي أدلى بها مؤخرا رئيس البنك المركزي الأوروبي "ماريو دراغي". فقد كشفت التقارير الصادرة – الأحد 29 يوليو- في بروكسل أن التصريحات المطمئنة للمؤسسة المالية الأوروبية بفرانكفورت قد سمحت لمدريد بتسجيل نقاط جيدة في البورصة عند الإقفال بعد أن كانت قد بدأتها بداية غاية في السوء مع هبوط سوق الأوراق المالية انتهت دون 6آلاف نقطة لأول مرة منذ عام2003 مع ارتفاع معدلات الاقتراض إلى مستويات قياسية منذ إنشاء منطقة اليورو. وكان رئيس البنك المركزي الأوروبي "ماريو دراجي" قد أكد مؤخرا أن البنك المركزي الأوروبي لن يسمح باستمرار الوضع الحالي للسندات أي تكاليف التمويل بالنسبة لدول جنوب أوروبا التي هى في مستويات غير محتملة على المدى المتوسط،ما يجعل هذه الدول في واقع الأمر غير قادرة على بلوغ الأسواق ،وفقا لما أعلنته مؤسسة"لينك سيكيورتيس"للأوراق المالية في إشارة إلى اسبانيا و ايطاليا وهنا ترى مؤسسة "لينكس" ضرورة منح نفحة أوكسوجين إلى الأسواق المالية ،فيما أشار البنك المركزي الأوروبي إلى احتمال إعادة تنشيط برنامج شراء الديون السيادية أو ضخ سيولة مالية جديدة. ويرى المحللون الاقتصاديون أن هذه التصريحات ايجابية و لكن من الأفضل انتظار الوقائع على الأرض حيث يعقد البنك المركزي الأوروبي اجتماعه القادم في 2 أغسطس المقبل ،ما يعد بمثابة فرصة حقيقية لترجمة عبارات التأييد والمؤازرة إلى إجراءات ملموسة، ولكنهم يعتبرون انه إذا ما أقدم البنك المركزي الأوروبي الذي تأسس عام 1998 ومقره فرانكفورت على التخفيف من الضغوط على المدى القصير ،فمن الصعب الاعتقاد بأن اسبانيا التي تشكل في الوقت الراهن هاجسا بالنسبة لمنطقة اليورو، سوف تكون قادرة على الخروج من الأزمة الحالية بسهولة، ومن ثم فان وعود البنك المركزي بإعطاء دفعة قوية لا يعني أن مشاكل اقتصاديات دول جنوب أوروبا و التي لا تزال بحاجة إلى إصلاحات هيكلية هامة قد انتهت ،خاصة وأن الوزير الألماني للمالية "وولف جانج سكوبل" قد كذب كل ما يتردد حول إطلاق مشروع يقضى بشراء سندات من قبل الصندوق الأوروبي للإنقاذ في إطار خطة جديدة لمساعدة أسبانيا. ومما يزيد من المخاوف حول مستقبل اسبانيا انه بالرجوع إلى أحدث الإحصاءات، نجد أن اسبانيا قد سجلت في نهاية شهر يونيو الماضي ما يقرب من 7،5 مليون عاطل أي ما يعادل 63،24 % من مجموع السكان و53% من هؤلاء من الشباب ،يضاف إلى ذلك أن اسبانيا التي فقدت محركها الاقتصادي في عام 2008مع انفجار السوق العقاري ليست لديها آية آمال في تحقيق النمو على المدى المتوسط. وكان رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي، قد أكد استعداد البنك لحماية منطقة اليورو بكل السبل واتخاذ الإجراءات كافة لحماية العملة الأوروبية الموحدة،موضحا - خلال مؤتمر مع المستثمرين الأوروبيين في العاصمة بروكسل -أن مهمة البنك تقتضي أيضا التدخل في حالة الارتفاع الكبير في معدلات الاقتراض من قبل بعض الدول الأعضاء بمنطقة اليورو ، إذا كان هذا الاقتراض يحد من حركة السياسة النقدية لهذه الدول .