قالت مسئولة المكتب الإعلامي لليونيسيف بالأردن، جولييت توما، إن الأممالمتحدة ساهمت بشكل كبير في معالجة أزمة التعليم التي يعيشها السوريون منذ بداية أزمتهم منذ 5 أعوام، إلا إنهم بحاجة لمزيد من الدعم من المجتمع الدولي لمواجهة الوضع الحالي. وأوضحت في كلمتها "عبر سكايب" خلال المؤتمر الذي نظمه مكتب الأممالمتحدة في القاهرة لتسليط الضوء على مؤتمر المانحين المنعقد في لندن، الخميس 4 يناير أن الأممالمتحدة أطلقت مبادرة عام 2015/2016 بالشراكة مع 10 منظمات أخرى للحصول على الدعم اللازم لمشكلة التعليم في سوريا قبل انعقاد مؤتمر المانحين. وأشارت "توما" إلى أنه هناك 2 مليون طفل سوري خارج المدارس، ومع تزايد الأزمة استمرت الأعداد في التصاعد ولم تعد الأممالمتحدة وحدها قادرة على توفير الإمدادات اللازمة، كما أن المدارس المتواجدة الآن في سوريا تتراوح ما بين 500 إلى 600 مدرسة لم تعد صالحة للاستخدام، إما لتعرضها للقصف أو لاستخدامها من قبل أطراف النزاع أو من الشعب السوري كملاجئ آمنه. وأكدت توما أن الأزمة لم تؤثر فقط على الطلاب ولكن على المعلمين، فقد رصدت اليونيسيف في آخر إحصائياتها أن ما يقرب من 52 ألف موظف في سلك التعليم ترك وظيفته بسبب النزوح. أما مسألة تعليم الأطفال السوريين اللاجئين في دول الجوار، لها عدة أسباب، أهمها، " قوانين الدول المستضيفة للاجئين، وأجهزة التعليم التي أصبحت مضغوطة بشكل كبير، الوضع الاقتصادي المتردي عند العائلات السورية والتي تلجا أحيانا لأن تُخرج الأطفال للعمل أو تزوج الفتيات في سن مبكرة بدلا من التعليم، بالإضافة لنقص الموارد في مدارس البلاد المستضيفة للاجئين. ولفتت توما إلى أن اليونيسيف قامت بإنشاء مدارس خاصة للاجئين السوريين داخل المخيمات لاستقبال ما يقرب 70 – 80 % من الأطفال السوريين، إلا إن عدد كبير من اللاجئين أصبح يعيش حالياً خارج المخيمات، وأصبح هناك ضغط على الدول التي استضافت اللاجئين بشكل كريم لمدة 3 سنوات. وأوضحت توما أن مشكلة اللغة تمثل تحدي آخر أمام الطلاب السوريين، ففي تركيا على سبيل المثال عليهم أن يتعلموا إما اللغة التركية أو الكردية لأنها لغة المناهج الرسمية في هذه البلد. وذكرت "توما" أن اليونيسف قامت بمبادرة طبع المناهج منذ المرحلة الابتدائية وحتى الإعدادية لتشمل مواد " اللغة العربية – الرياضيات – العلوم واللغة الإنجليزية" وقامت بتوزيعها على اللاجئين باللغة العربية في المخيمات، بينما تبحث حالياً مبادرة أخرى لتوزيع "حاسبات لوحيه" تعمل بالطاقة الشمسية، عليها مناهج اللاجئين السوريين، للوصول إليها عن طريق الإنترنت إلا إن هذا الحل واجه الكثير من الصعوبات لانقطاع الكهرباء الدائم في سوريا وعدم توافر الإنترنت بشكل مستمر.