احتضن مقر مجلس الوزراء، على مدار الخميس 4 فبراير، جلسة مباحثات موسعة بين الجانبين المصري برئاسة المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء والكونغولي برئاسة أوجستان ماتاتا رئيس وزراء الكونغو. حضر المباحثات عن الجانب المصري وزراء «الكهرباء، والبيئة، والموارد المائية والري، والسياحة، والتعاون الدولي، والتجارة والصناعة»، ومن الجانب الكونغولي: «البيئة، والطاقة، والسياحة، والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، ونائب وزير التعاون الدولي، وسفير الكونغو الديمقراطية بالقاهرة». في بداية اللقاء، رحب المهندس شريف إسماعيل برئيس الوزراء الكونغولي والوفد المرافق له، مشيرًا إلى أن العلاقات الثنائية تشهد في الوقت الراهن زخمًا غير مسبوق، خصوصًا بعد الزيارة الأخيرة للرئيس جوزيف كابيلا إلى مصر للمشاركة في مراسم افتتاح قناة السويس الجديدة، معربًا عن تقديره لتلك المشاركة، والتطلع لقيامه بزيارة ثنائية لمصر في أقرب وقت مناسب، حيث ستسهم في إعطاء دفعة قوية للعلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين. وصرح المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء السفير حسام القاويش بأن رئيس الوزراء قدم الشكر إلى الكونغو قيادة وشعبا على دعمها لمصر في الحصول على العضوية غير الدائمة لمجلس الأمن للفترة 2016-2017 عن المقعد الإفريقي المخصص لشمال إفريقيا. وشدد على أن مصر عازمة على العمل من خلال عضويتها في المجلس، وعضوية مجلس السلم والأمن الأفريقي التي تبدأ في أبريل المقبل على الدفاع عن كافة القضايا التي تحقق مصالح الكونغو الديمقراطية، وكافة الدول الإفريقية الشقيقة من أجل مواجهة موجات العنف والتطرف التي تؤثر بالسلب على جهود الاستقرار والتنمية في مختلف الدول. وأكد المهندس شريف إسماعيل على تقدير مصر لموقف الكونغو تجاه السعي لإحداث توافق بين دول حوض النيل للوصول إلى اتفاق شامل يضم جميع دوله ويضمن الأمن المائي لجميع أطرافه، مشددًا على أن دعم العلاقات المصرية الأفريقية بصفة عامة، ودول حوض النيل بصفة خاصة، يعد أحد أهم ركائز السياسة الخارجية المصرية. ونوه رئيس الوزراء إلى ترحيب مصر بالتطورات الإيجابية في شرق الكونجو، لاسيما الإنجازات العسكرية للجيش الكونغولي في القضاء علي حركات التمرد والمجموعات المسلحة، وشدد على مواصلة مصر لجهودها في مساندة الحكومة الكونغولية في هذا الصدد. وفي ختام حديثه، أوضح رئيس الوزراء أن ما أسفرت عنه المباحثات اليوم من نتائج إيجابية ستعمل على دفع العلاقات المصرية الكونغولية وتطويرها إلى آفاق أرحب، وبما يرضي تطلعات الشعبين الشقيقين المصري والكونغولي. من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الكونغولي عن اعتزاز بلاده بالعلاقات مع مصر وحرصها على تنميتها، مؤكدًا أن بلده تعتبر شريكا اقتصاديًا هامًا لمصر في منطقة وسط إفريقيا، مشددًا على دعمها لجهود مصر في المجالات الاقتصادية والتجارية وغيرها من القطاعات ذات الاهتمام المشترك. كما أشاد بالنجاحات التي حققتها مصر خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها حفر قناة السويس الجديدة، والتي تعد فخرًا لمصر وإفريقيا معًا، مشيرًا إلى أن الاقتصاد الكونغولى يعد من الاقتصادات النامية بقوة الآن، والتي تحقق معدلات نمو جيدة، موضحا أن مذكرات التفاهم المقرر توقيعها خلال الزيارة ستدعم الشراكة بين البلدين. وأكد أهمية تضافر الجهود الدولية لمكافحة الفكر المتطرف، خصوصًا أن الإرهاب لا دين ولا وطن له، معربًا عن تطلعه إلى إيفاد مصر للدعاة والأئمة من الأزهر الشريف إلى الكونغو الديمقراطية للتعريف بسماحة الدين الإسلامي. وتناولت الجلسة عرضا لمختلف مشروعات التعاون القائمة والمتاحة بين الجانبين في مختلف القطاعات، وأشار وزير الموارد المائية المصري إلى أنشطة التعاون المصري الكونغولي في مجال المياه، والتي من بينها التعاون في حفر 30 بئرا لمياه الشرب بالكونجو، والمساهمة في إنشاء مركز تنبؤ للتغيرات المناخية هناك، وإعداد دراسة جدوى بشأن إنشاء بنية كهرومائية على نهر السيميليكى. وتم الاتفاق على تبادل الخبرات في مجال الزراعة والري، والتعاون في مجال تدريب وبناء القدرات في مجال الموارد المائية، وتقديم مصر للعديد من المنح الدراسية. واستعرض وزير الكهرباء المصري للاتفاقات الموقعة بين البلدين، ومنها الخاصة بإنشاء محطتين لتوليد الكهرباء بالخلايا الشمسية، خصوصًا وأن مصر تتوسع في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، منوهًا إلى تدريب 130 كونغوليًا في مجال هندسة الكهرباء، كما أعرب عن التطلع لمزيد من التعاون في مجال الطاقة الكهربائية. وتقدم وزير البيئة المصري بالشكر إلى الكونغو لمساندتها مصر في الفوز برئاسة مؤتمر البيئة الأفارقة، ودعم الموقف الأفريقي الموحد في مؤتمر البيئة بباريس، معربًا عن تطلعه إلى مزيد من التعاون، والعمل على تفعيل الاتفاقية الموقعة بينهما في مجال تدريب السكان المحليين على البناء باستخدام مواد صديقة للبيئة. وأعرب وزير السياحة المصري عن رغبته في زيادة التعاون المصري الكونغولي في مجال السياحة، وبخاصة تبادل الدعم في استضافة المؤتمرات والمعارض السياحية بالبلدين. وفي ختام جلسة المباحثات، تم التوقيع على عدد من بروتوكولات التعاون ومذكرات التفاهم بين الجانبين، وهي بروتوكول تعاون بين الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية بقناة السويس ووكالة تطوير وترويج مشروع سد انجا الكبير بالكونجو الديمقراطية، وذلك في مجال إدارة المشروعات الكبرى للبنية التحتية، ومذكرة تفاهم للتعاون بشأن إنشاء مركز للمعلومات ودعم اتخاذ القرار بالكونغو، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ومذكرة تفاهم في مجال السياحة، إلى جانب التوقيع على العقد التنفيذي لمشروع إنشاء محطة كهرباء بالطاقة الشمسية بالكونغو. وعقب انتهاء المباحثات تم عقد مؤتمر صحفي بحضور رئيسي وزراء البلدين تم فيه الإشارة إلى ما تناولته المباحثات من مجالات التعاون الثنائية المختلفة.