تقدم القاضي بمحكمة قنا الابتدائية، المستشار محمد السحيمي، باستقالته من القضاء لمجلس القضاء الأعلىن السبت 30 بنابر. وذكر "السحيمي" في الاستقالة، أن السبب الرئيسي وراء قراره يرجع إلى شعوره باستهداف وزير العدل المستشار أحمد الزند له منذ توليه الوزارة، بسبب معارضته له أثناء توليه رئاسة نادي القضاة. وجاء في نص الاستقالة: " سيادة القاضي الجليل، رئيس مجلس القضاء الأعلى، وضعتم على صدورنا وشاح شرف العدل، وقد أقسمنا إقامته بين الناس أساسا للمك، وتلك مسئولية تحملتها وأنا مدفوع بعزم أستمده من انتماء إليكم، وهو الذي يبعث على الفخر، وانتماء آخر أحمل له في نفسي تقديرا عميقا، إذ فارقته ليلقى ربه، وهو والدي، الذي أفنى من عمره خمسين عاما بينكم، كان فيها ربا لبيت من بيوت القضاة، يقوم عليهم خادما وسيدا". وأضاف: "لأن العدل أمانة السماء فإن أهل الأرض جميعهم مؤتمنون عليه أن يؤدوه فيما بينهم، لا تثريب على من لم يقدر، فقلة الحيلة لا تنال من شرف الرجال، وإنما يهجر الأنبياء أرضهم إذا اشتدت يد الشرك تنال عصبته منهم، وإني ها هنا لا أشكو ضعف قوتي ولا هواني على وزير العدل، فإن قدر هو على ظلمي وما خشي أن تحيط به ظلمات يوم القيامة فإن لمثلي رب يرده، فإن أمهله في دنياه هذه فإنه لن يهمله في يوم موقف عظيم". وتابع: "كان الوزير في يوم صوت القضاة، رئيسًا لناديهم، وقد عارضته في ملأه حينئذ أشد معارضة، فأسرها في نفسه حتى إذا اعتلى وزارته عاود الخصومة من ديوانها، فأضحى صوتنا سوطًا علينا، فنبهني تنبيها توقفني عن ترقية، ثم أقصاني إلى الجنوب، حيث محكمة قنا ليترصدني بأعباء العمل، فوزعه بين رفاقي من القضاة بغير عدل، حتى أصبح المنظور لدي من دعاوى الجنح يفوق في اليوم ألفًا وربت الدعاوى المدنية فجاوزت الثلاثمائة وخمسين، فهل أكذب بعد كل هذا أنهم يتعجلون خلاصًا مني، بل أصدق أن الوزير منتقم غير ذي عفوٍ، وإني لَأعاجل عنقي بذبحٍ قبل أن ينالها بطعنة موتور". وأردف قائلًا: "إن القاضي الجزئي بمحكمة قنا لا قبل له بوزير العدل، لا يملك سوى نفسه ويملك الوزير نفوس رجال، غير أن مِثلي إذا استكره على الأمر ما وسعه البقاء عليه". وأضاف: "إذا كان الوزير لا يحفظ عهد أبي، وقد رافقه لسنواتٍ يعبران عن ضمير القضاء في أحلك ما مرتْ به بلادنا، فهانت عنده عظامُه إذ بلت - وإني من تلك العظامِ دمًا من دمٍ - فإنكم حفاظون للعهود أوفياء لها، لا تضيعون أصلاب رجالكم، فما لمتجبرٍ من سلطانٍ عندكم إذا أَغثتم الملهوفَ فصار ذا بأس، فإن بلغكم كتابي هذا عند مجلسكم فردوه، وما تردون إلا نفسي إلي، أما إذا بلغكم وقد رضيتم فتلك استقالتي، أرفعها إليكم وما يرفع النفوس سوى عز بأهله، فاقبلوها وإني لكم من الشاكرين". واختتم الاستقالة بالآية القرآنية (فستذكرون ما أقول وأفوض أمر ى إلى الله إن الله بصير بالعباد)، منهياً حديثه بالتوقيع اسمه: القاضي محمد عبدالمنعم السحيمي، الرئيس بمحكمة قنا الابتدائية.