تعرضت بوركينا فاسو لضربة إرهابية أوقعت أكثر من 25 قتيلا، وتعتبر تلك الهجمة ليست الأولى، الأمر الذي جعل بوركينا فاسو في مصاف الدول المستهدفة من قبل الجماعات المتطرفة. من جهتها، وصفت صحيفة فان مينوت الفرنسية، بوركينا فاسو بأنها أصبحت "هدفا" للإرهابيين، وأن عام 2016 ربما يخبئ الكثير لتلك الدولة الإفريقية التي ستشهد أحداثا قد تؤثر على القارة بأكملها. وأشارت الصحيفة إلى أنه أسباب هذا الهجوم عديدة ربما يكون موقع بوركينا فاسو الجغرافي أحد أهم تلك الأسباب، هذا الموقع الذي يجعلها لقمة سائغة للهجمات المتكررة، فمنفذي هجوم واجادوجو أول أمس الجمعة هم مجموعة مختار بلمختار، تلك المجموعة التابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، ومن المعروف أن ذلك التنظيم يمارس نشاطه بصورة كبيرة في دولتي مالي والنيجر الملاصقتين لدولة بوركينا فاسو خاصة بعد اندلاع الأزمة الليبية. سببًا آخر رجحته الصحيفة الفرنسية وهو عدم استتباب الأمن في بوركينا فاسو، ففي أعقاب الانتفاضة الشعبية والاضطرابات التي شهدتها البلاد وتنحي الرئيس بليز كومباوري في 2014، أصبحت الأوضاع الأمنية على المحك خاصة بعد تنحي كومباوري والذي كان معروفًا بمجهوداته الكبيرة في حل كافة الأزمات ببلاده خاصة الأزمات الإقليمية وإطلاق سراح الرهائن. وعلى الرغم من تولي الرئيس الحالي روش مارك كريستيان كابوري مقاليد الحكم في نوفمبر الماضي، إلا أن قصر الفترة لم يمكنه من وضع خطة محكمة لمواجهة خطر الإرهاب وإعلان سياسة كفيلة بإبعاد خطر الجهاديين عن بلاده، بالإضافة إلى تأثر الأمن بالوضع السياسي. ولفتت الصحيفة إلى أن عدم استقرار الوضع السياسي ليس سببا قويا لهجمات أمس ولكنه سبب فرعي، فاستهداف الفنادق والمطاعم والأماكن السياحية التي يتردد عليها الأجانب يوضح أن استهداف الغرب هو السبب الأقوى. وفيما يخص استهداف الغرب، فكانت فرنسا هي أولى تلك الدول المستهدفة ولا عجب في ذلك فقيامهم بتنفيذ مهامهم الإرهابية بمزاعم "الانتقام للنبي" يعيد إلى الأذهان ما حدث لصحيفة شارلي إبدو الفرنسية العام الماضي، كما توسعت دائرة الرغبة في الانتقام بعد قيام فرنسا بنشر جنودها في منطقة الساحل الإفريقي لمحاربة الجهاديين في مالي، وقيام بوركينا فاسو بالعمل ذاته كنوع من الدعم لفرنسا في القارة.