أن تشاهد طفلا يلفظ أنفاسه الأخيرة أمامك بعد ما تحول لهيكل عظمي بسبب الجوع وبالكاد يستطيع المشي فأنك لا تشاهد فيلمًا في هوليود ولكنك في قرية مضايا التي تحاصرها قوات الحكومة السورية لوجود مقاتلين مسلحين داخلها. مضايا .. الجميع جائعين وقالت هناء سنجر مندوبة منظمة اليونيسف في سوريا بحسب شبكة "سي إن إن" الإخبارية إن 22 طفلاً تحت سن ال5 يعانون من سوء التغذية في مضايا، و6 أطفال من عمر 6 ل18 عامًا يعانون من سؤ التغذية الحاد، وكان واحد منهم علي الذي توفي أمام أعينهم. وأضافت سنجر "الأشخاص الذين التقينا بهم في مضايا كانوا يعانون من الهزل والضعف الشديد، والأطباء هنا يعملون على مدار الساعة من أجل توفير الرعاية للأهالي مما تسبب في استنزافهم عقليا وجسديا"، مشيرة إلى أن ما يحدث في مضايا لا يمكن أن يحدث في القرن ال21. وأوضحت أن المجاعة التي تحدث في سوريا ليست من ناتجة عن الجفاف أو الفيضانات إنما هي ناتجة عن أفعال البشر، مطالبة بإصدار إدانة دولية لما يحدث في مضايا. جريمة حرب وأكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن استخدام سلاح التجويع في سوريا يعد "جريمة حرب"، مشيرا إلى أن فريق الأممالمتحدة كانوا شهداء على عدد من اللحظات المؤثرة بعد ما شاهدوا أُنسًا كانوا مجرد "جلد على عظام" وبالكاد يستطيعون السير على أقدامهم. وأضاف كي مون أن الأممالمتحدة وشركائها نجحوا في إيصال المساعدات الإنسانية ل5% فقط من الناس الذين بحاجة للطعام واصفا الوضع في سوريا ب"غير المعقول". وحمل بان كي مون جميع الأطراف مسئولية ما يحدث في سوريا بمن فيهم الحكومة باعتبارها المسئول الأول عن حماية الشعب السوري. لا نية لإجلاء المرضى من مضايا وتعيش مدينة مضايا التي يبلغ عدد سكانها ال40 ألف شخص تحت حصار الحكومة السورية منذ أشهر وذلك عقب سيطرة المليشيات المسلحة عليها، وأرسلت الأممالمتحدة قافلتي مساعدات من أجل كسر حصارها، كما تعاني مدينتي الفوعة وكفراية والتي يبلغ عدد سكانهما 20 ألف مواطن من المجاعة منذ أشهر. وأشار أحد المصادر التابعة للأمم المتحدة إلى أنه لا نية لإجلاء ال400 مواطن والذين يحتاجون لتلقي علاج عاجل في مضايا، مضيفًا أن الأطباء وخبراء التغذية المتواجدين مع قوافل المساعدات سيقومون بعلاج تلك الحالات. سوريا .. 5 سنوات من الحرب الأهلية وتعاني سوريا من حربًا أهلية ممتدة منذ 5 سنوات بين الرئيس بشار الأسد وحكومته وعدد من المسلحين بالإضافة لمسلحي تنظيم داعش، وقتل خلال تلك الحرب بحسب الأممالمتحدة قرابة ال250 ألف شخصًا، غالبيتهم من المدنيين، فيما اضطر 10.5 مليون سوري لترك منازلهم، فيما اضطر 5 ملايين سوري للهجرة من البلد إلى أوروبا.