بعث بابا الإسكندرية قداسة البابا تواضروس الثاني، الجمعة 15 يناير، برسالة سلام من وسط وادي الملوك أحد أشهر المناطق الأثرية بالبر الغربي للأقصر، دعا فيها سياح العالم أجمع، وجموع المصريين لزيارة الأقصر، والتعرف على الإمكانات الأثرية التي لا مثيل لها في العالم كله وما تحمله آثارها. وأضاف البابا تواضروس الثاني أن تلك الآثار هي بمثابة تراث للإنسانية جمعاء، كما أكد البابا على أمن وأمان الأقصر، وسعادته بزيارتها والتجول بين آثارها، وانبهاره بما رآه من رسوم ونقوش في مقبرة الفرعون الذهبي توت عنخ آمون والملكة نفرتيتي، ومعبد الملكة حتشبسوت، وما استمع له من حكايات عن مصر القديمة وإيزيس وأوزيريس وحورس وغيرهم من رموز مصر الفرعونية. وأكد البابا في رسالته للعالم من الأقصر، على وحدة المصريين، وعلى حالة التسامح التي تجمع بين مسلميها ومسيحييها، مشيرا إلى أننا تعلمنا من آثار الأجداد من قدماء المصريين علمتنا محبة العمل والعبادة والتسامح والسلام، حيث لم تحمل نقوش ورسوم معابد ومقابر الفراعنة أية رسوم للقتل أو السفك أو العنف، وإنما حوت مناظر تعلمنا العمل والعبادة والوحدة، وهى التعاليم التي تتميز بها مصر وشعبها حتى اليوم. وقال البابا إنه إذا كان أجدادنا وآثارهم بهذه العظمة ، فإن علينا أن نحمل تاريخنا فوق رؤوسنا ، وأن يكون دافعا لنا لنكون عظماء في حياتنا، فالماضي بحسب قول البابا تعطينا الثقة كمصريين بالمستقبل. ووجه البابا رسالة لوسائل الإعلام بأن تعمل على نشر الإيجابيات، وألا تعظم من السلبيات ، وقال البابا لممثلي وسائل الإعلام : " إبنو بداخلنا روح التفاؤل والأمل "، مشيرًا إلى أن التركيز على السلبيات وتجاهل الإيجابيات يحبط المجتمع . جاء ذلك أمس في ختام زيارة قداسة البابا إلى الأقصر التي لم يتبق منها سوى زيارة مستشفى السرطان بالأقصر. وأكد مصطفى زمزم المستشار الإعلامي للمستشفى أن تأسيس المستشفى جاء كثمرة للتعاون بين مؤسسة شفاء الخيرية وجمعية الأورمان في ظل رؤية وهدف مشترك، حيث قاما بتكوين مؤسسة خيرية غرضها تقديم العلاج المجاني لمرضى السرطان بالأقصر تكونا عونا سندا لمرضى المحافظات المجاورة. وأوضح أنه تم اختيار محافظة الأقصر لكونها أكثر محافظة التي لم تشملها الرعاية الطبية لعلاج السرطان إيماناً بأهمية توفير العلاج لغير القادرين خاصة وأن مريض السرطان يحتاج إلى مستشفى متكامل يقدم كل خدمات التشخيص من أحدث الأجهزة (أشعه تشخيصيه- أجهزة معامل ) وكل أنواع العلاج (جراحي- كيميائي- إشعاعي) وكل أنواع خدمات التأهيل (نفسي- اجتماعي- جسدي) من خلال متخصصين في مرض السرطان ، وان سفر الكثير من المرضى (مع أقاربهم كمرافقين) إلى القاهرة للتشخيص والعلاج و ما يتبع ذلك من عبء و معاناة مادية و عائلية و نفسية مما يدفع البعض إلى تأخر التشخيص وعدم استكمال العلاج خاصة غير القادرين هذه المعاناة هي ما دفعت مؤسسي مستشفى سرطان الأقصر وصاحب فكرة إنشاء المستشفى المهندس حسين شكري رئيس مجلس إدارة مؤسسة شفاء لإنشاء هذا الصرح الطبى العالمى والذى تم الإنتهاء من المرحلة الأولى منه والتي تتضمن تقديم العلاج الإشعاعي، العلاج الكيماوي ، بجانب قسم للأشعة التشخيصية وعيادات خارجية ، والمعامل المتقدمة، بالإضافه إلى صيدلية إكلينيكية ومعامل متقدمه وبنك الدم ومكاتب للإدارة والخدمات المعاونة وتكلفت150 مليون جنيه . وأضاف بأن المرحلة الثانية، تتضمن أسرة المرضى، والرعاية الحرجة، وعيادات متخصصة، وسكن الأطباء ،وخدمات الرعاية للعلاج الداخلي، بجانب إقامة مركز بحوث للاكتشاف المبكر، والتشخيص، والعلاج، والتدريب، والأبحاث، وليس فقط توفير العلاج للمصابين، كما أن الهدف من إقامة المستشفى،هو استمرارية النجاح وذلك سيتم من خلال الاستفادة من الخبرات المتميزة داخليا وعالميا ونقلها الى المستشفى بالأقصر ويل إجمالي التكلفه إلى 400 مليون جنيه. وأشار إلى أن المستشفى سيغطى العديد من المحافظات المجاورة مثل الوادي الجديد، أسوان، قنا، أسيوط ،سوهاج، البحر الأحمر وتستوعب المستشفى أكثر من 8000 مريض بالسرطان سنويا ، وتقديم خدمات علاجية متميزة لهم.