قال عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، إن الدولة المصرية مستمرة وتتطور؛ خاصة بعد إقرار الدستور الذي وضع آليات تضمن اتباع وتطبيق معايير الديمقراطية وتوفير الحقوق الأساسية للمواطنين وحسن الحكم والفصل بين السلطات واللامركزية في الحكم. وأكد موسى - في كلمته خلال مؤتمر "الديمقراطية من أجل القرن الحادي والعشرين"؛ والذي تنظمه مكتبة الإسكندرية على مدى ثلاثة أيام - أنه بمرور الوقت سيتحقق تحسن في إدارة الدولة بتطبيق كل المبادئ الموضوعة بالدستور، وأنه بالانتهاء من استحقاقات خارطة الطريق تسير مصر في الاتجاه الصحيح لإعادة بناء الدولة نحو الاستقرار والتنمية استقرار الأوضاع الذي سينعكس على أوضاع العالم العربي. وأعتبر موسى الديمقراطية كأفضل نظام لإدارة الدول؛ ليس فقط بالانتخابات ولكن بالاعتناء بحقوق الإنسان والمواطن، وتنمية الشعوب وتحقيق الحريات وسيادة القانون، مرجعاً أسباب الفشل في منطقة الشرق الأوسط إلى سوء إدارة الحكم وما ترتب عليها من فشل ملفات الصحة والتعليم والإدارة والزراعة والتجارة والصناعة. وحذر موسى من تصاعد الإرهاب بشكل خطير في منطقة الشرق الأوسط، والأزمات المتلاحقة في ليبيا واليمن وسوريا والعراق كما أن لبنان ليست بعيدة عن الخطر، مؤكداً أن الشعوب العربية لن تقبل بسايكس - بيكو جديدة؛ مشيراً إلى خطأ من يظن انقياد الدول العربية وراء دول بعينها في المنطقة لأن العالم العربي لا يبحث عمن يقوده من الخارج. وفيما يتعلق برأيه تجاه مواقف تركيا، أكد عمرو موسى أن الشعوب العربية تكن تقديرا للشعب التركي الذي تربطه به علاقات تاريخية، ويعتبر الدولة التركية دولة صديقة لديها ثقافة قريبة من ثقافتنا، مشيرا إلى محاولات إقامة مناخ صحي من التعاون مع الجانب التركي ولكن إدارة أردوغان ارتكبت أخطاء جسيمة بمساندتها جماعات متطرفة من شانها زعزعة الاستقرار في المنطقة وهذا أمر غير مقبول وترفضه المجتمعات العربية حكومات وشعوبا. ونوه موسى إلى دور إيران المحوري في الأزمات الطاحنة بالشرق الأوسط، لافتا إلى أنها لا تستطيع أن تقود العالم العربي، مبيناً أن العالم العربي ليس لديه مانع في إقامة تعاون مع الدولة الإيرانية دون التدخل في شئون الدول وإدارتها. وعبر موسى عن قلقه من اشتداد الصدام السني الشيعي الذي قد يمتد لقرون ولن ينتهي إلا بتفاهم بين جميع الأطراف على استبعاد الموضوع السني الشيعي من خريطة الصدام والصراع عبر الثقافة الراقية.