أهداف عديدة يحققها زيادة التعاون السياسي العسكري المصري اليوناني القبرصي خلال الفترة الأخيرة وبالأمس بدأت المرحلة الرئيسية للتدريبات البحرية الجوية المشتركة بين مصر واليونان. حضر التدريبات الفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة وعدد كبير من قادة الجيش في البلدين وسبق هذه المناورات ثلاث مناورات بحرية وجوية أخرى خلال العامين الماضيين، وأجرى قبلهم الرئيس السيسي ثلاث زيارات لليونان وقبرص خلال عام واحد. وأكد خبراء عسكريون أن زيادة التعاون العسكري بين البلدين سمح لمصر بضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد وهى أولا حماية مصالحنا في مياه البحر المتوسط خاصة بعد اكتشاف آبار غاز حقل ظهر في منطقة شرق المتوسط. كما أنه رسالة ردع لأي أعمال إرهابية أو عدائية قد تحاول الجماعات الإرهابية أو الدول غير الصديقة في استهداف المصالح المصرية في تلك المنطقة ثالثا هو فنح مجلات كثيرة للتعاون الاقتصادي في ظل تامين جيد لتلك الاستثمارات بالمنطقة . من جانبه قال الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء مختار قنديل إن التعاون العسكري مع اليونان هدفه حماية مشروعات الغاز العملاقة لمصر في منطقة البحر المتوسط وتبادل المعلومات ومحاربة الإرهاب لمنع أي تهديدات قد يستهدف تلك الحقول مستقبلا أو يهدد مصالح مصر بتهريب الأسلحة والإرهابيين إلى أراضينا لذلك تشارك غواصات بحرية وطائرات وسفن حربية فضلا عن أن العلاقات مع اليونان قديمة وعدد كبير من اليونانيين كانوا مقيمين في كل محافظات مصر واليونان دولة بحرية من الطراز الأول ولديها ساحل بحري يمتد لأكثر من ١٣ ألف كيلو متر. وأضاف أنه من الأهمية لمصر الاستفادة من الموانئ اليونانية في أعمال التامين وكذلك التبادل الاستثماري بين البلدين، مشيرًا إلى رغبة اليونان في أن يكون لديها حليف قوى في المنطقة مثل مصر، وكذلك قبرص التي تستفيد من استيراد مصر للغاز منها وإعلان السيسي عدم وقف استيراده حتى بعد اكتشافات الغاز الكبيرة بالمتوسط . وأكد مستشار كلية القادة والأركان اللواء أركان حرب محمد الشهاوي أن التدريبات العسكرية المشتركة مع اليونان هي رسالة ردع للتدخلات التركية والإسرائيلية في هذه المنطقة وأيضا لمنع أعمال الهجرة غير الشرعية والقرصنة على السفن بما يهدد أعمال التجارة البحرية بمنطقة البحر المتوسط. وأشار إلى أن المناورات البحرية والجوية الحالية بين البلدين ليست الأولى وليست كذلك مفاجئة حيث شهدت الفترة الأخيرة تطورا كبيرا، سواء كان عن طريق تبادل الزيارات بين وزراء الدفاع والقادة العسكريين كما أن تحالف مصر واليونان وقبرص" الذي أطلقه الرئيس السيسي للعمل المشترك من أجل تنمية الموارد وترسيم الحدود البحرية ساهم في خلق علاقة تعاون حقيقية قائمة على تحقيق المصالح لكل الأطراف وهذا التحالف يزعج بالتأكيد تركيا التي هي على خلاف دائم من تلك الدول. ويرى مستشار أكاديمية ناصر العسكرية اللواء هشام محمد أن التعاون المصري اليوناني القبرصي هدفه خلق جبهة دولية قوية لمواجهة المخاطر التي تحيط بمنطقة شرق المتوسط خاصة مع فقدان السيطرة الليبية على سواحلها وانتشار أعمال القرصنة والتهريب وهو بالتأكيد ما يمنح الإرهابيين والأعداء فرصة ذهبية للتحرك وتنفيذ مخططاتهم دون رادع حقيقي وقوي. وأشار إلى أن التحالف يواجه الأطماع إقليمية في مصادر الطاقة لمصر وقبرص واليونان ويضمن مستوى من التامين الجيد للاستثمارات القادمة في تلك المنطقة الواعدة ويحميها من تربصات الأعداء .