تكتسب زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي اثينا يومي 8 و9 ديسمبر الجاري أهمية خاصة ، حيث تأتي لقاءاته في أثينا مع رئيس وزراء اليونان "اليكسيس تسيبراس" ورئيس قبرص "نيكوس انستاسياديس"، في إطار التنسيق الدائم والتشاور المستمر بين الدول الثلاث، ضمن آلية التعاون الثلاثي التي بدأت قبل نحو عامين ، وتمثل استكمالا لقمة قبرص واجتماع وزراء خارجية الدول الثلاث على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. ومن المتوقع ان تناقش القمة الثلاثية مجمل القضايا الإقليمية، وقضية قبرص، وطرق مواجهة الإرهاب والتطورات في الشرق الأوسط ، وسوف يبحث زعماء الدول الثلاث سبل تعزيز التعاون في المحافل والمنظمات الدولية والإقليمية ، مثل الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي، بالإضافة إلى تعميق التعاون الثلاثي في مجالات محددة ، مثل النقل والسياحة والطاقة وغيرها. وقبل القمة الثلاثية ، يعقد الرئيس السيسي لقاءات ثنائية مع رئيس وزراء اليونان ، ثم مع رئيس جمهورية قبرص. وتسهم لقاءات القمة الدورية التي تتم في إطار الشراكة الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص ، في تعزيز البعد المؤسسي لهذه الشراكة، وفي تعميق التعاون وتعدد جوانبه مع مرور الزمن، أما اللقاءات الثنائية بين قيادات مصر واليونان، فتصب في اتجاه تعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين، وتمثل امتداداً للروابط التاريخية والعلاقات الممتازة بين الشعبين المصري واليوناني. وفي تصريحات سابقة ، أكد رئيس الوزراء اليوناني "أليكسيس تسيبراس" على أهمية التعاون الثنائي والثلاثي بين مصر واليونان وقبرص، باعتباره ركيزة للسلام والاستقرار في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط ، مشيراً إلى اتفاق الدول الثلاث على تكثيف هذا التعاون على المستوى الدبلوماسي والفني وكذلك على مستوى المحافل الدولية ، من أجل زيادة القدرة على نقل وجهات النظر المشتركة إلى المجتمع الدولي ، وخاصة في مجالات مواجهة الأفكار الجهادية ، والدفاع عن كل المجتمعات المضطهدة في المنطقة ، وإدارة التحديات الدولية مثل مشاكل اللاجئين وتدفقات الهجرة، ومن أجل دفع السلام والاستقرار في المنطقة. وأشار رئيس وزراء اليونان أن الدول الثلاث تمثل نقطة الالتقاء بين ثلاث قارات ، مشدداً على أهمية استغلال امكانيات هذا الموقع المحوري في مجالات الطاقة والتجارة والنقل بين أوروبا وآسيا وأفريقيا. وقد حضر رئيس الوزراء اليوناني حفل افتتاح قناة السويس الجديدة بناء على دعوة من الرئيس السيسي ، ووصفت الحكومة اليونانية حفل افتتاح القناة بأنه حدث تاريخي عظيم ، ذو مدلول عاطفي خاص بالنسبة للعلاقات المصرية اليونانية ، لما يمثله من استمرارية للروابط التاريخية والتعاون بين الشعبين المصري واليوناني ، حيث شارك اليونانيون في أعمال حفر القناة القديمة منذ بدء العمل فيها في 25 أبريل 1859 ، وبعد افتتاحها في 17 نوفمبر 1869، استقر بعضهم بشكل دائم في منطقة القناة، حيث عملوا كمرشدين للسفن في شركة قناة السويس. ولم يغادر المرشدون اليونانيون مواقعهم بعد تأميم قناة السويس عام 1956 مثل بقية المرشدين الأجانب ، ووقفوا بجانب المصريين خلال هجمات العدوان الثلاثي على مصر ، وساهموا في استمرار العمل بالقناة وعدم توقف الملاحة بها ، فكان موقفهم هذا محل تقدير الشعب المصري في ذلك الوقت.ها في جميع المجالات ، ولا سيما في المجال الاقتصادي ، حيث تمثل مصر الشريك الاقتصادي الأهم بالنسبة لليونان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ومن هذا المنطلق ، شاركت اليونان في المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ بوفد رفيع المستوى، برئاسة وزير الاقتصاد والسياحة والنقل الملاحي اليوناني ، كما شارك في المؤتمر عدد من الشركات اليونانية المستثمرة في مصر ، ومن أهمها البنك الأهلي اليوناني وبنك "بيريوس" ، و شركة "فيجاس" للبترول والغاز ، وشركة "تيرنا" للطاقة المتجددة ، بالإضافة للعديد من شركات الملاحة اليونانية . وتكتسب السوق المصرية جاذبية متزايدة لدى رجال الأعمال والتجارة اليونانيين ، حيث يعتبرون مصر بوابة الوصول لدول المنطقة وخاصة أفريقيا ، فينعكس ذلك على التجارة بين البلدين ، فضلاً عن تنامي الاستثمارات اليونانية في مختلف قطاعات الاستثمار المصرية. وقد أظهرت التقارير الأخيرة لجهاز الإحصاء اليوناني أن مصر تحتل المرتبة الثامنة بين أكبر شركاء اليونان التجاريين على مستوى العالم، حيث توجهت إليها نسبة 4,1٪ من إجمالي الصادرات اليونانية في الفترة من يناير إلى يوليو 2015 ، مقابل نسبة 3,8٪ عن نفس الفترة من عام 2014 . والجدير بالذكر أن البيانات الإحصائية قد أظهرت زيادة مطردة لحجم الصادرات اليونانية إلى مصر خلال السنوات الخمس من 2009 إلى 2013 ، فقد بلغت نسبة ادة في صادرات اليونان 273,5 ٪ مما يعني تضاعفها أربع مرات تقريباً خلال تلك الفترة ، في حين بلغت نسبة الزيادة في حجم واردات مصر من اليونان 130٪ ، وقد حقق التبادل التجاري بين البلدين خلال الفترة من 2009 إلى 2013 زيادة قدرها 185,7 ٪ ، أي أن قيمته قد تضاعفت ثلاث مرات تقريبا.