ضاقت بالأب سبل الحياة فلم يجد إلا الموت والذي اعتبره طوق النجاة، فالمجني عليه هو فلذة كبده (8 سنوات) وقرة عينه حيث أراد ألا يتركه وحيداً في هذه الدنيا يعاني أهوالها التي مر بها ومارسها، وعلم قسوتها، فاعتقد بأنه لا جرم عليه وإشفاقاً منه، فاصطحبه وألقى به في النيل من فوق أحد الكباري بدمياط. فعلا ذلك بكل أسى حتى لا يتركه في هذه الحياة يتخبط بين جنباتها دون عون، ولكي ينتقم من أمه ويذيقها مرارة الفراق من أعز أحبائها ويحرق سويداءها ولتعيش ماتبقى من حياتها في عذاب دائم لا فرار منه. البداية عندما تلقى اللواء فيصل دويدار مدير أمن دمياط إخطاراً يفيد بعثور الأهالي على جثة لطفل تطفو فوق سطح مياه النيل، على الفور تم تشكيل فريق بحث أشرف عليه اللواء سيد العشماوي مدير المباحث وقاده العميد حسام الباز رئيس المباحث الجنائية، والعقيد محمد عبد الحميد مفتش المباحث، وبعمل التحريات المكثفة لسرعة حل لغز غرق الطفل تمكن المقدم أحمد سلامة رئيس مباحث مركز دمياط من القبض على والد الطفل والذي تبين أنه وراء الجريمة، وتم تحرير محضر بالواقعة. وأمام المستشار حاتم فاضل رئيس النيابة ذكر والد الطفل المتهم في أقواله بأنه يمر بحالة نفسية سيئة نتيجة كثرة الديون وثرثرة زوجته التي لاتكف عن المشاجرة معه وطلب المصروف رغم علمها بتوقف عجلة العمل لكسب الرزق حيث أنه يعمل (نجار). وتخلى أشقاؤه وعائلته عنه، فشعر بالخوف على ابنه الصغير وقرر التخلص منه حتى لايتركه وحيداً في الدنيا يواجه قسوتها وعذابها دون عون خاصة وأنه كان قد اتخذ قرارًا بالانتحار أيضاً لولا أن تمكنت الشرطة من القبض عليه. وقرر وكيل النائب العام حبس الأب المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات وصرح بدفن جثة الطفل بعد العرض على الطب الشرعي.