بالرغم من أن علاقاتنا معها تاريخية وقديمة، فهي في شمال البحر الأبيض المتوسط ونحن في جنوبه، إلا أن مصر واليونان لم يكتفيا فقط بهذا البعد التاريخي لحضارتين من أقدم الحضارات التي شهدها العالم، وإنما قررتا اتخاذ خطوات مكثفة لتنمية وتعزيز هذه العلاقات حاضرا ومستقبلا وفي مختلف القطاعات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.. أما الوجه الذهبي للعلاقات فقد تبلور في الجانب السياسي منها حيث التقارب في المواقف المتعلقة بالقضايا الدولية والإقليمية وفي مقدمتها الأزمة السورية والوضع في ليبيا والهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب. ومن أهم المواقف التي اتخذتها اليونان وحظيت علي تقدير مصر والمصريين، تأييدها الكامل لثورة ٣٠يونيو والاعتراف بأنها معبرة عن إرادة الشعب المصري وكان وزير الخارجية اليوناني من أوائل المسئولين الأجانب الذين زاروا مصر عقب يونيو مباشرة بل ولعب دورا في شرح الوضع بمصر خلال مشاركته في اجتماع وزراء الخارجية الأوربيين عقب هذه الزيارة مباشرة. ومن المنتظر أن يقوم الرئيس السيسي بزيارة إلي العاصمة اليونانية أثينا يومي ٨و٩ ديسمبر المقبل، وهذه الزيارة ترجمهة حقيقية للتقارب القوي بين البلدين وذلك في ضوء ما ستشهده من خطوات ايجابية لدعم التعاون المشترك، كما ستشهد أثينا عقب القمة الثنائية المصرية اليونانية قمة ثلاثية بانضمام رئيس قبرص والهدف دعم استقرار البحر المتوسط وتنشيط التعاون المشترك.. ويحدثنا عن هذه الزيارة وأهميتها "يورغوي تيسبراس " الأمين العام للشئون الاقتصادية الدولية بوزارة الخارجية اليونانية، والذي يجيب أيضا عن العديد من التساؤلات عن الخطوات الجارية في إطار التعاون المصري اليوناني، وكذلك حول ما يثار من أن التقارب الثلاثي المصري القبرصي اليوناني موجه أساسا ضد تركيا والموقف اليوناني من مشكله اللاجئين في أوروبا. وسألناه في البداية عن رؤية اليونان لأهمية زيارة الرئيس السيسي وما هي الموضوعات التي ستتناولها؟ بلا شك اليونان يتطلع قيادة وشعبا لزيارة الرئيس السيسي والذي نعتبره من أبرز وأهم زعماء المنطقة ولعب دورا مهما في تجنيب مصر والمصريين مناخ عدم الاستقرار الذي تمر به الدول المحيطة بمصر حاليا.. الزيارة من المنتظر إجراؤها يومي ٨و٩ديسمبر المقبل، ومن المنتظر أيضا أن يرافق الرئيس السيسي خلالها وفد رفيع المستوي من الوزراء ورجال الأعمال، والذين سيعقدون لقاءات مهمة مع نظرائهم باليونان.. أما بالنسبة للقمة المصرية اليونانية والتي تجمع الرئيس السيسي ورئيس الوزراء اليوناني اليكسيس تسيبراس فسوف تمتد أجندتها إلي جانب العلاقات الثنائية، إلي بحث كافة المستجدات بالمنطقة وجهود تحقيق الاستقرار في ليبيا في ضوء ما توصل إليه اتفاق "الصخيرات "بين الأطراف الليبية والأوضاع في سوريا في ضوء اجتماعات فيينا وتوسيع المشاركة فيها لتشمل أطرافا إقليمية مؤثرة كمصر، إلي جانب تحقيق الاستقرار والأمن في منطقة المتوسط ومكافحة الإرهاب الذي أصبح من أخطر التحديات التي تواجه العالم وهو ما رأيناه في لبنان وفرنسا مؤخرا وهو ما يستدعي تضافر الجهود لمواجهته.. مصر تلعب دورا مهما في مواجهة الإرهاب وينبغي التعاون معها من الجميع واليونان في مقدمة الدول التي يهمها التعاون مع مصر لمواجهته.. هل سيتم توقيع اتفاقيات خلال هذه الزيارة؟ بالطبع، وقد شهدت الفترة الماضية مناقشة هذه الاتفاقيات، وقد زرت القاهرة وعقدت لقاءات مع وزيري النقل والطاقة وعدد من المعنيين وممثلي اتحادات الغرف التجارية وذلك في إطار الترتيب لهذه الاتفاقيات التي تشمل مجالات متنوعة للتعاون المشترك في مقدمتها الطاقة والنقل وأيضا ربط قناة السويس بالموانئ اليونانية لتعزيز النقل البحري. ما هي رؤيتك لأهمية القمة الثلاثية المصرية اليونانية القبرصية والتي ستشهدها اليونان أيضا؟ إنها قمة بالغة الأهمية للدول الثلاث ولمنطقة المتوسط فعقب القمة الثنائية المصرية اليونانية ستعقد قمة ثلاثية بانضمام الرئيس القبرصي نيكوس أنستاسيادس وسوف يحتل التعاون الثلاثي جدول القمة إلي جانب تنمية واستقرار منطقة شرق المتوسط، والتعاون في مكافحة الإرهاب والاستفادة من الاحتياطيات الهيدروكربونية في منطقة شرق المتوسط، وتعزيز التعاون في مجالات السياحة والملاحة البحرية لنقل الركاب والبضائع. ماذا عن تقييمك للوضع الحالي للتعاون المشترك خاصة وأن اليونان مدخل لمصر إلي أوربا ومصر مدخل لليونان إلي إفريقيا والدول العربية؟ لنتحدث بصراحة فالعلاقات السياسية تفوق ما تحقق اقتصاديا وتجاريا، ولأن هناك إرادة سياسية فإن المستقبل واعد للتعاون المشترك، فإلي جانب ما سيتم توقيعه من اتفاقيات تعزز التعاون الثنائي يجري أيضا العمل علي تجديد الاتفاقيات التي جري توقيعها منذ سنوات بين البلدين في مجالات الاستثمار والتجارة والنقل والطاقة، وهناك فرص جيدة جدا للتعاون في قطاعات النقل والطاقة، إلي جانب زيادة عدد الشركات اليونانية المستثمرة بمصر. شهدت الفترة الماضية الإعلان عن اكتشافات مهمة للغاز بمصر، ما هو تعليقك؟ هذا مهم جدا للسوق الداخلي بمصر وتنشيط الاستثمارات بها، كما أنه سيتم في المدى البعيد التصدير لأوربا وهذا مهم لليونان خاصة بالنسبة للغاز المسال. لقراءة الحوار كاملا برجاء اقتناء عدد أخبار اليوم الصادر اليوم السبت..