تتسبب آثار تغير المناخ في عشرات الآلاف من الوفيات سنويا وفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، انطلاقاً من موجات الحر الشديد والفيضانات وغيرها من ظواهر الطقس المتطرفة، وتغير أنماط المرض، وتدهور نوعية الهواء والغذاء والماء، والصرف الصحي. ويوفر مؤتمر الأممالمتحدة حول تغير المناخ COP-21 الذي سيفتتح في الثلاثين من نوفمبر الجاري بباريس للعالم فرصة هامة للوصول ليس فقط للحد من تغيّر المناخ وآثاره، ولكن أيضا لحماية صحة الأجيال الحالية والمستقبلية. وتعتبر منظمة الصحة العالمية اتفاق باريس من أهم الاتفاقات الصحية - وقالت إنه اتفاق لديه القدرة على إنقاذ الأرواح في أنحاء العالم. ويمكن أن تجلب وسائل مكافحة تغير المناخ المعروفة والموثقة جيدا، المكاسب الصحية الهامة، وكما توضح موجزات منظمة الصحة العالمية الجديدة حول تغير المناخ والصحة لكل بلد، تعتبر الاستثمارات منخفضة الكربون في مسار التنمية، والطاقة النظيفة المتجددة، وتعزيز المرونة تجاه المناخ، جميعها استثمارات في مجال الصحة. ويتوقع أن ينقذ تنفيذ التدخلات التي أثبتت جدواها للحد من انبعاثات ملوثات المناخ قصيرة الأجل، مثل الكربون الأسود والميثان، وتحقيق معايير فعالة للانبعاثات والمركبات، ما يقرب من 2.4 مليون شخص سنويا، والحد من ظاهرة الاحتباس الحراري بنحو 0.5 درجة مئوية بحلول 2050 . كما يتوقع أن يساهم وضع رسوم على الوقود الملوث للتعويض عن الآثار الصحية السلبية في خفض الوفيات الناجمة عن تلوث الهواء الطلق بمقدار النصف، والحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة تتجاوز 20٪، وجمع إيرادات تصل إلى ما يقرب من 3 تريليون دولار سنويا - أكثر من نصف إجمالي قيمة الإنفاق على الرعاية الصحية من قبل جميع الحكومات في العالم. ويعد تعزيز المرونة الصحية لمخاطر تغير المناخ، بما في ذلك تدابير مثل نظم الإنذار المبكر لأكثر موجات الحر شدة وتواترا، وحماية المياه والصرف الصحي وخدمات النظافة من آثار الفيضانات والجفاف، من شأنه أن يكفل عدم تباطؤ أو تراجع التقدم الذي أحرز مؤخرا ضد الأمراض المتأثرة بالمناخ. وترى منظمة الصحة العالمية أن مؤتمر الأممالمتحدة المعني بتغير المناخ هو الوقت المناسب للقطاع الصحي لإسماع صوته في مناقشة المناخ الدولية "ونطلب من البلدان العمل معا وتقديم التزامات جريئة لحماية كوكبنا وصحة الأجيال الحالية والمستقبلية." ومن أجل تمكين وزراء الصحة وغيرهم من صناع القرار من مناصرة قضايا الصحة في مفاوضات المناخ المقبلة، أطلقت منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية المتعلقة بتغير المناخ وشركاء آخرين، أول موجزات قطرية حول تغير المناخ والصحة ل14 بلدا. وتوفر الموجزات معلومات حديثة حول الآثار الحالية والمستقبلية لتغير المناخ على صحة الإنسان، واستجابات السياسات الحالية في كل بلد على حدة. كما أنها تسلط الضوء على أن الإجراءات الرامية إلى التخفيف من تغير المناخ، مثل التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة والنقل العام والمشي وركوب الدراجات، يمكن أيضا أن تفيد الصحة. ومن بين البلدان التي شملتها الدراسة، بنغلاديش، والبرازيل، وكولومبيا، ومصر، واثيوبيا، وغانا، وماليزيا، والمغرب، ونيجيريا، وعمان، وبيرو، والفلبين، وتايلند وتنزانيا. وسيتم إطلاق موجزات إضافية في ديسمبر وأوائل عام 2016.