في 28 من أكتوبر 1924، قام حزب الوفد بعد فوزه 195 مقعدا من 214 في الإنتخابات النيابية بتشكيل أول وزارة شعبية ، برئاسة مصري من أصول ريفية ، "سعد زغلول". شكل زعيم الأمة سعد زغلول أول وزارة شعبية من حزب الوفد الذي ينتمي إليه. وكان قد تقدم إلى سلطات الاحتلال البريطاني في مصر يطلب السماح له ومعه أحمد الباسل ومحمد محمود وإسماعيل صدقي بالسفر إلى باريس، لعرض مطالب المصريين في الاستقلال عن بريطانيا والحق في انشاء دستور وطنى وحياة نيابية. حدد سعد زغلول موعد إفتتاح البرلمان في 15 مارس 1924 ووجهت الدعوة إلى جميع الصحف لإيفاد مندوبين عنها لحضور الحفل واستثنيت "السياسة" فلم يدعها رئيس مجلس النواب أحمد مظلوم باشا. عرض سعد باشا برنامج وزارته وكان يهدف إلي التخلص من التحفظات الأربعة في تصريح 28 فبراير التي كانت تعوق الاستقلال التام لمصر، فطرح المطالب الوطنية وهي:- الاستقلال التام بجلاء القوات الانجليزية عن البلاد .. قيام مصر بمسؤلياتها في حماية قناة السويس.. حرية الحكومة المصرية في وضع سياستها الخارجية.. الحكومة المصرية هي التي تتولي شئون الأقليات و الأجانب.. و لكن الحكومة البريطانية رفضت هذه المطالب و ناصبت وزارة سعد العداء. و جاءتها الفرصة عندما قام أحد المصريين بدافع الوطنية باغتيال سردار الجيش المصري في السودان سيرلي ستاك Sirlee Stack و هو في القاهرة ، فأستغلت الحكومة البريطانية هذا الحادث و وجه لورد اللنبي إنذاراً لوزارة سعد زغلول يطالب فيه: أن تقدم الحكومة المصرية اعتذاراً عن هذه الجريمة.. وأن تقدم مرتكبي هذه الجريمة و المحرضين عليها للمحاكمة و العقاب..أن تقدم تعويضاً مقداره نصف مليون جنيه استيرليني للحكومة البريطانية.. تسحب القوات المصرية من السودان.. و تقوم بزيادة مساحة الأراضي المزروعة مقطناً في السودان. كان الإنجليز يهدفون من هذا الإنذار إبعاد مصر عن السودان لتنفرد به بريطانيا ووضع السودان و مصر في تنافس اقتصادي حول محصول القطن و ظهور إنجلترا بمظهر المدافع عن مصالح السودان إزاء مصر. وافق سعد زغلول علي النقاط الثلاثة الأولي و رفض الرابعة. فقامت القوات الإنجليزية بإجلاء وحدات الجيش المصري بالقوة من السودان، فتقدم سعد زغلول باستقالته. بعد استقالة سعد زغلول، قام الملك فؤاد بتكليف زيور باشا برئاسة الوزارة كما قام بحل البرلمان. و لكن نواب البرلمان اجتمعوا خارج البرلمان و قرروا التمسك بسعد زغلول في رئاسة الوزراء. فقامت الحكومة البريطانية بإرسال قطع بحرية عسكرية قبالة شواطئ الأسكندرية في مظاهرة تهديدية، لذلك قرر سعد زغلول التخلي عن فكرة رئاسة الوزراء حتي لا يعرض مصر لنكبة أخري مثل ما حدث عام 1882م. توفي سعد زغلول في 23 أغسطس 1927م و خلفه في رئاسة الوفد مصطفي النحاس.