ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن حالة عدم اليقين التي تكتنف مستقبل أفغانستان، دفعت بالآلاف من الأفغان إلى السعي لطريق الهروب من خلال طلبات الحصول على تأشيرات أجنبية ومناشدات اللجوء ورحلات طويلة عبر الحدود. و أشارت الصحيفة إلى أن الأوضاع الحالية تجبر الأسر الأفغانية على السير ضد تيار رغبتهم في عدم العودة إلى أفغانستان بعد سنوات من الهروب، ليجدوا دولة تحولت بفعل التطورات والحرب التي تسبب بها التدخل الأمريكي منذ عشر سنوات، فضلا عن أعمال التمرد المستمرة. وأشارت الصحيفة الأمريكية، في سياق تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني الخميس 21 يونيو ، إلى أن بعض العائدين اختاروا العودة بدافع حنينهم للوطن والذي ازداد من خلال تجدد الأمن في أفغانستان، لكن معظمهم عاد مجبرا نظرا لأن الحكومة الباكستانية أبدت عدم استعدادها لتمديد وضعهم كلاجئين. وأضافت الصحيفة أن عدم استعداد الحكومة الباكستانية لتجديد تأشيرات اللاجئين الأفغان جاء نتيجة تصاعد حده التوترات بين أفغانستانوباكستان إثر غارة أسامة بن لأدن، لذا لن يكون أمام الأسر الأفغانية المتواجدة هناك سوى خيار العودة إلى أراضيهم. وقالت الصحيفة "إن ما يقرب من 3 ملايين أفغاني سيتم ترحيلهم من باكستان بحلول نهاية العام في حالة عدم منحهم إذن بتمديد فترة وجودهم، وذلك وفقا لمكتب المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابع للأمم المتحدة". ورجحت الصحيفة أن عملية الترحيل الجماعي يمكن أن تزيد من زعزعة الاستقرار في أفغانستان، وإجهاد اقتصادها وتحدي قواتها الأمنية المتدربة حديثا، مشيرة إلى أنه مع ذلك فإن مسئولي المفوضية متفائلون بأن تحل هذه القضية، حيث استجاب العديد من الأفغان في باكستان إلى اقتراب نهاية المهلة المحددة من خلال التوجه إلى وطنهم بعد سنوات في المنفى. ولفتت الصحيفة إلى أن أكثر من 8 ملايين أفغاني فروا إلى باكستان في الفترة مابين عامي 1979 و2002، مشيرة إلى عودة نصفهم على الأقل منذ عام 2001 ممن اجتذبهم وعد "أفغانستان ما بعد طالبان"، ولكن عندما أثبت هذا الوعد فشله، فر العديد مرة أخرى، بسبب النزاع الذي طال أمده. وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية - في ختام تعليقها - إلى خوف بعض الأسر الأفغانية العائدة من باكستان من إن يتهمهم السكان بأنهم جواسيس باكستانيون مما يهدد أسرهم، إضافة إلى أن بعض العائدين يعتبرون أنفسهم باكستانيين أكثر من كونهم أفغان ولكنهم مجبرين على عدم قول ذلك ، فضلا عن سوء المعيشة في أفغانستان، في إشارة إلى أن بعض الأسر جاءت من مخيمات اللاجئين التي تقع خارج مدينة بيشاور، كبرى مدن شمال غرب باكستان.