ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية الأربعاء 20 يونيه أن العقوبات الدولية التي فرضت على إيران باتت تشق طريقها كي تستهدف الاقتصاد الإيراني وذلك بعد أقل من أسبوعين من الآن. وأضافت أن ذلك نظرا لفشل محادثات موسكو بين القوى الدولية وإيران دون تحقيق أي اتفاق يقضي بأن توقف إيران برنامجها النووي. وقالت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته على موقعها الالكتروني - "إن الآمال لطالما ساورت ذهن الإيرانيين خلال هذه المحادثات حول احتمال أن تحول دون تفعيل العقوبات الدولية المفروضة على قطاع النفط الإيراني خلال يونيو الجاري ؛ إلا أن احتمالات الماضي باتت الآن حقيقة مع دخول النزاع الدولي طويل الأمد مع إيران مرحلة جديدة غير متوقعة سوف تختبر فيها التهديدات الإيرانية الماضية والتي تنذر برد انتقامي عنيف يشمل إغلاق مضيق هرمز". وأشارت وول ستريت جورنال إلى تصريح كل من المفاوض الرئيسي لكلا الجانبين بأن الكرة صارت في ملعب الآخر، وذلك عقب انتهاء محادثات موسكو بين إيران ومجموعة دول (5+1)، حيث استخدمت مفوضة الشئون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون وكبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي عبارات مماثلة، إذ قالا إن "الفرصة سانحة الآن أمام الخيار الآخر" لكي يعمل على استئناف المفاوضات. وأوضحت أن هذه العقوبات ربما تكون آخر عائق أمام هجوم إسرائيلي محتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية، وهى الخطوة التي يخشى المسئولون الأمريكيون من أنها قد تتسبب في اندلاع صراع أوسع نطاقا يشمل المنطقة برمتها. كما ألقت الصحيفة الأمريكية الضوء على تفاقم الأزمة التي يعاني منها الاقتصاد الإيراني بسبب سوء إدارة الحكومة الإيرانية لمجريات الأمور في البلاد مما أدى إلى زيادة أسعار السلع الأساسية بنسبة تزيد على 50 %. واستطردت (وول ستريت جورنال) إلى القول إن العقوبات الدولية الوشيكة ستكبد الإيرانيين ثمنا أكبر وذلك من خلال استهداف صادرات النفط الإيرانية التي تمثل مصدرا أساسيا من مصادر الدخل، حيث سيفرض الإتحاد الأوروبي حظرا واسع النطاق ضد مبيعات النفط الإيرانية بدءا من بداية يوليو القادم في خطوة سوف تسبق فرض عقوبات آخرى من جانب أمريكا ضد الشركات التي تتعامل اقتصاديا مع البنك المركزي الإيراني. وفي السياق ذاته، أعرب مسئولون أمريكيون - حسبما أفادت الصحيفة - عن عزمهم توجيه تحذير إلى فنزويلا بسبب استعدادها للتعاون مع إيران لتطوير طائرات استطلاع بدون طيار، حيث قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند في هذا الصدد "إنه يتعين على جميع الدول بما فيها فنزويلا الالتزام بالامتثال للعقوبات الدولية ضد إيران". واعتبرت صحيفة (وول ستريت جورنال) أن ما يزيد من فداحة الانتكاسات التي أصابت الوضع الإيراني هو تأييد إيران في وقت سابق لضرورة التوصل إلى اتفاق مبدئي مع الوكالة النووية الأمريكية يسمح بإرسال مراقبي الأخيرة إلى طهران والدخول إلى المواقع العلمية الإيرانية والإطلاع على الوثائق التي تراها واشنطن ذات صلة بالبرنامج النووي الإيراني. وقالت الصحيفة "إن ما يؤكد الخطورة المتنامية للموقف الراهن هو اعتزام لجنة الخدمات المسلحة التابعة لمجلس النواب الأمريكي عقد جلسة استماع في وقت لاحق اليوم لمناقشة الخيارات العسكرية المتاحة للتصدي للبرنامج النووي الإيراني". وحول هذا الأمر، نقلت الصحيفة الأمريكية في ختام تقريرها، عن السيناتور الأمريكي الجمهوري مارك كيرك قوله "إنه عقب فشل ثلاث جولات من المفاوضات النووية مع إيران، فإنه أصبح من الجلي أن طهران تواصل خرق قرارات مجلس الأمن الدولي التي تلزمها بضرورة وقف أنشطة تخصيب اليورانيوم التي تجريها".