الناسُ عبيد عاداتهم كما يُقال، ونحن اعتدنا أن نتسابق لشراء الياميش والفوانيس وتخزين الطعام والشراب إذا ما اقترب شهر الصيام والقيام وتركنا الاستعداد الحقيقي بتهذيب النفس وبدء صفحات جديدة في علاقتنا مع الله.. في هذا التحقيق نواجه أنفسنا بعيوبنا ونبحث مع المتخصصين كيفية إزالة قشورنا الفارغة لنصل إلى جوهر العبادة وروحها، حتى لا نخرج من رمضان كما دخلنا إليه.. في البداية يقول د.سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق: "ها قد أقبل رمضان فهبت على القلوب نفحات نسيم القرب، وسعى للمهجورين بالصلح، ووصلت البشارة للمنقطعين بالوصل، وللمذنبين بالعفو، وللمستوجبين النار بالعتق.يا من طالت غيبته عنا قد قربت أيام المصالحة.. يا من دامت خسارته قد أقبلت أيام التجارة الرابحة". "من لم يربح في هذا الشهر ففي أي وقت يربح؟.. ومن لم يقرب فيه من مولاه وينال رضاه فقل لي بربك متى يفلح؟!. وبلوغ رمضان نعمة كبرى، وإنما يقدرها حق قدرها الصالحون المشمرون. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الله أن يبلغه إياه "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان". "وكان السلف يدعون ربهم ستة أشهر كاملة أن يبلغهم إياه لما يعلمون فيه من الفضيلة.. وأي حسرة أعظم من أن يدخل الإنسان شهر رمضان ويخرج منه وذنوبه مازالت جاثمة على صدره، وأوزاره مازالت قابعة في كتاب عمله؟!. ورمضان ليس شهر كسلٍ ونوم، وأكل وشرب، ووخم وضعف، وإنما هو شهر مسابقة ومنافسة، مسابقة إلى الطاعات، ومنافسة في الخيرات، وسعي إلى العبادات". "إننا خلال سويعات سندخل مضمار سباق وسوق تجارة مع الله عز وجل، وأربح الناس صفقة أسبقهم إلى ربه، وأحسنهم صيامًا وأفضلهم قيامًا وأكثرهم عبادة لربه، وأقلهم معصية، فطوبى لعبد قد أعد لرمضان عدته، واتخذ له أهبته، وعلم أن الأمر جد فشمَّر عن ساعد الجد". فرصة للتعويض ويؤكد د. عبد الناصر الجعفري أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة القاهرة أنه، "حين يعرف المسلم بعض فوائد الصيام، وعظمة شهر رمضان، ولماذا جعله الله فرضا وركنا من أركان الإسلام الخمس تهفو نفسه شوقا لصيامه، وينشرح صدره لصيام النوافل بعده، مما يحقق له سعادة الدارين والنجاة من الأمراض النفسية والروحية التي يسببها غالبا الخوف والحزن، كما أن صيام رمضان وقيامه يشبهان الحج المبرور في أن كلا منها مغفرة لذنوب العمر الذي سبق، ويمتلئ المؤمن ثقة وفرحا بالجزاء الكبير للصوم". و"هذا الشهر الكريم تصفد فيه مردة الشياطين، وتنادي فيه الملائكة المؤمنين يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أدبر، فرمضان فرصة نعوض فيها ما قد يكون فات من الصلاة في المساجد، وقيام الليل وأداء زكاة المال؛ لأنه شهر تضاعف فيه الحسنات وأجور الأعمال؛ فثواب أداء فريضة فيه يعدل ثواب سبعين فريضة فيما سواه، وثواب النافلة فيه يعدل ثواب الفريضة فيما سواه.. والصوم مطهرة الأخلاق، فمن قويت إرادته بالصيام حتى ترك الحلال لله سبحانه فيتمكن من التغلب على الأخلاق الرديئة والعادات السيئة والمحرمة". تهيئة النفس وعن استغلال الشهر الفضيل في العلاج النفسي يؤكد د. يسري عبد المحسن أستاذ الطب النفسي بقصر العيني جامعة القاهرة، أن "شهر رمضان مناسبة لتتهيأ النفس للدخول في عالم الروحانيات، بالابتعاد عن الحسابات المادية في الحياة، مع محاولة انتهاز الفرصة من رمضان لتصفية الذهن بالتقرب إلى الله بالعبادة والتعود على الصبر ومواجهة صعوبات الحياة باليقين التام بأن هناك فرجًا بعد ضيق ويُسرًا بعد عُسر ونبذ الخلافات والصراعات والخصام ومحاولة إصلاح ذات البين، مع ضرورة وجود واجب يومي من تلاوة القرآن: "وتزوَّدوا فإنَّ خيرَ الزادِ التقوى". "وهذه مسألة تدريبية يُدرب الإنسان نفسه بها على الهدوء باقي العام، ففي قراءة القرآن هدوء نفسي وانشراح صدري مما يقوي الإنسان للتغلب على حالات الضيق والكدر والملل والكآبة والحزن.. وعلينا إعادة حساباتنا في رمضان بصورة عقلانية بالاستجابة لأوامر الله واتباع سنة رسوله ومحاولة ترميم الشروخ التي صدعت النفس طوال العام نتيجة التوتر والظروف الصعبة التي نعيشها، بحيث يصبح رمضان بداية لصفحة جديدة لحياة جديدة قوامه السلامة والصحة النفسية". مناسبة للأكل ! د.صلاح جودة مدير مركز الدراسات الاقتصادية، أشار إلى إن "الشعب المصري لديه عادات وتقاليد لا تختلف حتى في أشد الأوقات حاجة وفاقة، حيث ارتبطت جميع مناسباته بالأكل، ففي رمضان تسدد مصر تكاليف فاتورة ياميش رمضان سنويا من الأرصدة الأجنبية للعملة وهى عملة بحق صعبة كما يقولون، وكأن الشعب لا يعرف بأن الدولة تمر بأزمة مالية، وبالأرقام فإن فاتورة ياميش رمضان كانت في 2008 نحو 7.5 مليار جنيه، وفى 2010/2011 بلغت نحو 12 مليار جنيه. "وإذا كانت مصر قد قامت بتوقيع اتفاقيه الكوميسا مع الدول الإفريقية وهى المورد الرئيسي لياميش رمضان فإنها لم تستفد كثيرا من هذه الاتفاقية، وكذلك فوانيس رمضان التي يتم استيرادها من الصين بنحو 65 مليون جنيه، وهي صناعة صغيرة تستطيع مصر بها أن توفر فرص عمل لمدة 3 أشهر على الأقل لمجموعة من الشباب وبذلك توفر العملة الصعبة التي يتم بها استيراد الفانوس، مع دراسة الموروثات الشعبية في كل بلد إسلامي حتى يتم عمل النغمات اللازمة للفانوس كما تفعل الصين وهذا يساعد على توفير ما لا يقل عن5 آلاف فرصة عمل سنوياً، وممكن أن نصدر الفانوس لمعظم الدول الإسلامية وتستطيع مصر أن تحصل على حصة لا تقل عن220 مليون جنيه سنويا.. ولابد من عمل مصارحة وتوعية للشعب بأن البلد في أزمة وأنه علينا جميعا التكاتف لإنهاء هذه الأزمة". الناسُ عبيد عاداتهم كما يُقال، ونحن اعتدنا أن نتسابق لشراء الياميش والفوانيس وتخزين الطعام والشراب إذا ما اقترب شهر الصيام والقيام وتركنا الاستعداد الحقيقي بتهذيب النفس وبدء صفحات جديدة في علاقتنا مع الله.. في هذا التحقيق نواجه أنفسنا بعيوبنا ونبحث مع المتخصصين كيفية إزالة قشورنا الفارغة لنصل إلى جوهر العبادة وروحها، حتى لا نخرج من رمضان كما دخلنا إليه.. في البداية يقول د.سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق: "ها قد أقبل رمضان فهبت على القلوب نفحات نسيم القرب، وسعى للمهجورين بالصلح، ووصلت البشارة للمنقطعين بالوصل، وللمذنبين بالعفو، وللمستوجبين النار بالعتق.يا من طالت غيبته عنا قد قربت أيام المصالحة.. يا من دامت خسارته قد أقبلت أيام التجارة الرابحة". "من لم يربح في هذا الشهر ففي أي وقت يربح؟.. ومن لم يقرب فيه من مولاه وينال رضاه فقل لي بربك متى يفلح؟!. وبلوغ رمضان نعمة كبرى، وإنما يقدرها حق قدرها الصالحون المشمرون. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الله أن يبلغه إياه "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان". "وكان السلف يدعون ربهم ستة أشهر كاملة أن يبلغهم إياه لما يعلمون فيه من الفضيلة.. وأي حسرة أعظم من أن يدخل الإنسان شهر رمضان ويخرج منه وذنوبه مازالت جاثمة على صدره، وأوزاره مازالت قابعة في كتاب عمله؟!. ورمضان ليس شهر كسلٍ ونوم، وأكل وشرب، ووخم وضعف، وإنما هو شهر مسابقة ومنافسة، مسابقة إلى الطاعات، ومنافسة في الخيرات، وسعي إلى العبادات". "إننا خلال سويعات سندخل مضمار سباق وسوق تجارة مع الله عز وجل، وأربح الناس صفقة أسبقهم إلى ربه، وأحسنهم صيامًا وأفضلهم قيامًا وأكثرهم عبادة لربه، وأقلهم معصية، فطوبى لعبد قد أعد لرمضان عدته، واتخذ له أهبته، وعلم أن الأمر جد فشمَّر عن ساعد الجد". فرصة للتعويض ويؤكد د. عبد الناصر الجعفري أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة القاهرة أنه، "حين يعرف المسلم بعض فوائد الصيام، وعظمة شهر رمضان، ولماذا جعله الله فرضا وركنا من أركان الإسلام الخمس تهفو نفسه شوقا لصيامه، وينشرح صدره لصيام النوافل بعده، مما يحقق له سعادة الدارين والنجاة من الأمراض النفسية والروحية التي يسببها غالبا الخوف والحزن، كما أن صيام رمضان وقيامه يشبهان الحج المبرور في أن كلا منها مغفرة لذنوب العمر الذي سبق، ويمتلئ المؤمن ثقة وفرحا بالجزاء الكبير للصوم". و"هذا الشهر الكريم تصفد فيه مردة الشياطين، وتنادي فيه الملائكة المؤمنين يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أدبر، فرمضان فرصة نعوض فيها ما قد يكون فات من الصلاة في المساجد، وقيام الليل وأداء زكاة المال؛ لأنه شهر تضاعف فيه الحسنات وأجور الأعمال؛ فثواب أداء فريضة فيه يعدل ثواب سبعين فريضة فيما سواه، وثواب النافلة فيه يعدل ثواب الفريضة فيما سواه.. والصوم مطهرة الأخلاق، فمن قويت إرادته بالصيام حتى ترك الحلال لله سبحانه فيتمكن من التغلب على الأخلاق الرديئة والعادات السيئة والمحرمة". تهيئة النفس وعن استغلال الشهر الفضيل في العلاج النفسي يؤكد د. يسري عبد المحسن أستاذ الطب النفسي بقصر العيني جامعة القاهرة، أن "شهر رمضان مناسبة لتتهيأ النفس للدخول في عالم الروحانيات، بالابتعاد عن الحسابات المادية في الحياة، مع محاولة انتهاز الفرصة من رمضان لتصفية الذهن بالتقرب إلى الله بالعبادة والتعود على الصبر ومواجهة صعوبات الحياة باليقين التام بأن هناك فرجًا بعد ضيق ويُسرًا بعد عُسر ونبذ الخلافات والصراعات والخصام ومحاولة إصلاح ذات البين، مع ضرورة وجود واجب يومي من تلاوة القرآن: "وتزوَّدوا فإنَّ خيرَ الزادِ التقوى". "وهذه مسألة تدريبية يُدرب الإنسان نفسه بها على الهدوء باقي العام، ففي قراءة القرآن هدوء نفسي وانشراح صدري مما يقوي الإنسان للتغلب على حالات الضيق والكدر والملل والكآبة والحزن.. وعلينا إعادة حساباتنا في رمضان بصورة عقلانية بالاستجابة لأوامر الله واتباع سنة رسوله ومحاولة ترميم الشروخ التي صدعت النفس طوال العام نتيجة التوتر والظروف الصعبة التي نعيشها، بحيث يصبح رمضان بداية لصفحة جديدة لحياة جديدة قوامه السلامة والصحة النفسية". مناسبة للأكل ! د.صلاح جودة مدير مركز الدراسات الاقتصادية، أشار إلى إن "الشعب المصري لديه عادات وتقاليد لا تختلف حتى في أشد الأوقات حاجة وفاقة، حيث ارتبطت جميع مناسباته بالأكل، ففي رمضان تسدد مصر تكاليف فاتورة ياميش رمضان سنويا من الأرصدة الأجنبية للعملة وهى عملة بحق صعبة كما يقولون، وكأن الشعب لا يعرف بأن الدولة تمر بأزمة مالية، وبالأرقام فإن فاتورة ياميش رمضان كانت في 2008 نحو 7.5 مليار جنيه، وفى 2010/2011 بلغت نحو 12 مليار جنيه. "وإذا كانت مصر قد قامت بتوقيع اتفاقيه الكوميسا مع الدول الإفريقية وهى المورد الرئيسي لياميش رمضان فإنها لم تستفد كثيرا من هذه الاتفاقية، وكذلك فوانيس رمضان التي يتم استيرادها من الصين بنحو 65 مليون جنيه، وهي صناعة صغيرة تستطيع مصر بها أن توفر فرص عمل لمدة 3 أشهر على الأقل لمجموعة من الشباب وبذلك توفر العملة الصعبة التي يتم بها استيراد الفانوس، مع دراسة الموروثات الشعبية في كل بلد إسلامي حتى يتم عمل النغمات اللازمة للفانوس كما تفعل الصين وهذا يساعد على توفير ما لا يقل عن5 آلاف فرصة عمل سنوياً، وممكن أن نصدر الفانوس لمعظم الدول الإسلامية وتستطيع مصر أن تحصل على حصة لا تقل عن220 مليون جنيه سنويا.. ولابد من عمل مصارحة وتوعية للشعب بأن البلد في أزمة وأنه علينا جميعا التكاتف لإنهاء هذه الأزمة".