نظمت جنوب السودان احتفالية كبري، الأربعاء 25 فبراير، لاستلامها للدراسات المصرية المتعلقة بإنشاء أول سد متعدد الأعراض في ولاية غرب بحر الغزال تمهيدا للبدء في تنفيذ المشروع وطرحه للاستثمار بمشاركة الجهات الدولية والمانحة. وأشار وزيرة المياه والكهرباء في جنوب السودان جيما نونو كومبا والعميد رزق زكريا حاكم ولاية غرب بحر الغزال إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أول رئيس مصري يحول الوعود إلى حقيقة، بينما أوروبا تسعي لتحقيق مصالحها الخاصة والترويج بأن جنوب السودان في حالة حرب ونزاع داخلي وهو ما ردت عليه القاهرة بمشروعات تنموية تخدم المواطن في الجنوب. وأشاد المشاركون في الاحتفالية بالدور الذي تلعبه مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي في دعم جنوب السودان خلال الفترة الماضية. وقال وزير الموارد المائية والري د. حسام مغازي، إن مصر لن تسمح لأي دولة بالوقيعة بينها وبين دول حوض النيل، مضيفا أن قيام مصر بإعداد دراسات سد "واو" علي نهر سيوي بولاية غرب بحر الغزال في جنوب السودان وحضور الدول المانحة للمشاركة في الاحتفال بتسليم وزيرة المياه والكهرباء جيما نونو كومبا دراسات المشروع تؤكد أننا لسنا ضد التنمية في دول حوض النيل لأنها ستأتي ثمارها الإيجابية على الشعوب. وأضاف مغازي في كلمته التي ألقاها خلال الاحتفال أن هذا اليوم تاريخي في العلاقة بين مصر وجنوب السودان، مشيرا إلى أن تلك الخطوة ترسي حجر أساس في العلاقة بين البلدين بإنشاء أول سد متعدد الأغراض يتم أقامته في جنوب السودان بتكلفة تصل إلى ملياري دولار . وأوضح ان سد "واو" يعد أحد المشروعات الحيوية التي ستغير خريطة جنوب السودان، مضيفا أنه أول سد في دولة جنوب السودان بعد 5 سنوات من العمل المتواصل من خبراء الري والكهرباء بمصر لإعداد الدراسات الفنية عانى فيها الفريقان من صعوبات في الوصول للمواقع ومرت مصر خلالها بثورتين وجاء اليوم الذي نعلن فيه انتهاء الدراسات، وتسليمها لجنوب السودان. وأضاف أن المشروع يحقق 6 فوائد لجنوب السودان منها توليد الكهرباء بقدرة 10 ميجا وات ويسمح بري مساحة 30 ألف فدان بمنطقة " واو " طوال العام، بالإضافة إلى تزويد القرى المحيطة بمياه الشرب، وتصميم نموذجًا لقرية متكاملة حول السد لتحقيق التنمية بشكل متكامل وتنظيم المياه في نهر "شيوي" الواصل إلى نهر الجور الذي يصب في النيل الأبيض. ولفت إلى ان مصر وضعت خطة لإنشاء 3 محطات لمياه الشرب في منطقة "واو" التي ستخدم القرى المحيطة وسيتم افتتاح المحطة الأولي في أغسطس المقبل لخدمة المحرومين من مياه الشرب النظيفة في منطقة بحر الغزال وتم الانتهاء من إنشاء معمل لرصد نوعية المياه وتم تسليمه للحكومة في جوبا في ديسمبر الماضي . وأشار الوزير إلى أنه يجري حاليا تطهير بحر الغزال حتى يتم السماح لحركة الملاحة النهرية بالاستمرار، موضحا أن مصر لا تتحدث إلا عن مشروعات واقعية، مضيفاً أن التواجد المصري في جنوب السودان يؤكد أننا دولة أفعال تساهم في مساعدة الأشقاء الأفارقة. وقالت وزيرة المياه والكهرباء في جنوب السودان جيما نونو كومبا أن مصر وعدت وأوفت، مضيفة أن احتفال اليوم باستلام دراسات سد "واو" متعدد الأغراض يؤكد أن القاهرة تنفذ ما تم الاتفاق عليه لصالح الشعبين. وأضافت أن المرحلة القادمة تحتاج للمزيد من الجهد لحث الجهات الدولية علي المشاركة في تمويل المشروع لكي يساهم في إمدادات مياه الشرب في المناطق المحيطة بمدينة واو وتوفير مياه الزراعة خلال فترات الجفاف. ومن جانبه قال رزق زكريا حاكم ولاية غرب بحر الجبل أن المشروعات المصرية في جنوب السودان تحقق المنفعة المشتركة للبلدين، مشيرا إلى أن الاستعمار هو الذي صنع الحدود وتسبب في قطع شرايين الدم الواحد الذي يحتاج الي الحفاظ عليه بالمشروعات.