خسر الأهلي السوبر بركلات الحظ من نقطة الجزاء، وكسب الشعب المصرى شقيقه الجزائري، هذه هي خلاصة رحلة الأهلي بطل مصر إلى الجزائر على مدار أيامه التي سبقت لقاء السوبر الأفريقي والذي فاز به وفاق سطيف بركلات المعاناة بعد تعادل الفريقين 1/1 في الوقت الأصلي للمباراة . ووضحت العلاقة العائدة بقوة بين مصر والجزائر من تصريحات خاصة قالها للاخبار الدولي محمد راوراوه عضو المكتب التنفيذى للفيفا ورئيس الاتحاد الجزائرى بأن الفائز الحقيقى فى لقاء السوبر هو الشعبين المصرى والجزائرى وتابع : كانت مباراة رائعة فى الملعب والمدرجات ورسالة للعالم بأن العرب أمة واحدة غير قابلة للتفكك وأن العرب مازالو يد واحدة تجمعهم روح المحبة والمودة ..وبارك راوراوه للفريق الجزائرى وشكر الأهلى على أدائه الرائع . قدم الأهلى واحدة من أروع لقاءاته وكان قريبا من الفوز والعودة بكأس السوبر السابعة له ، ولكن الحظ ابتسم للنسور السمراء ، ومنحهم النهاية السعيدة على ملعبهم ووسط جماهيرهم ، ولا يعلم أحد سر الأمطار الغريبة التى انهمرت بغزارة شديدة عقب إهدار باسم على لركلة الجزاء التى رجحت كفة الأشقاء باستاد مصطفى تشاكر بمدينة البليدة ، وهو ما علقت عليه جماهير الناديين بأنه خير للأهلى وشقيقه وفاق سطيف اللذين لعبا اللقاء فى أجواء هادئة وأسرية ، وهو اللقاء الذى جاء تعزيز لعلاقة قوية عائدة بين شعبين عربيين كبيرين جعلت جماهير الناديين غير مهتمين بمن البطل فى ظل عودة البلدين لأحضان بعضهما حتى لو كان ذلك على حطام وأطلال وحساب بطولة السوبر . ردود الفعل عقب المباراة كانت متباينة ولكنها أجمعت على أن الفريقين الكبيرين لعبا مباراة بطولة وكلاهما كان يستحق الكأس ولكنها لعبة القدم التى لا تؤمن بالعواطف ولابد لها من فائز يضحك وخاسر نقول له :"هارد لك " إستمرت أفراح محاربى سطيف كثيرا بعد اطلاق الحكم الايفوارى صافرة اللقاء واعلانه تتويجهم أبطالا ، صاروا يرقصون ويتمايلون على أنغام أغانى جزائرية وطنية وجمهورهم يهتف فى المدرجات فرحا ببطولة غالية تحققت على حساب الأهلى العملاق . وتسببت الأمطار الغزيرة فى نقل مراسم اللتويج بناء على تعليمات الاتحاد الأفريقى الذى حضر منه رئيسه عيسى حياتو وجناحاه الدوليين المهندس هانى أبوريده ومحمد راوراوه عضوى المكتب التنفيذى بالاتحادين الافريقى والدولى وهو ما عزز من قيمة الحدث وأهميته . والعلاقة الطيبة والقوية العائدة بين الشعبين الكبيرين جسدتها مشاهد عديدة سبق وأن تحدثنا عنها ولكنها عادت وطلت مجددا من بوابة السوبر ، فقد لاقى الأهلى اهتماما رسميا وصل الى حد تأمين حافلته بطائرة من الدرك الوطنى بتعليمات من الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقه ، و1500 شرطى من أمام وخلف الحافلة ، إلى جانب تغاضى الجزائريون الأشقاء عن نزوة الاولتراس الذين رقصوا بشكل هيستيرى عقب احراز المتعب عماد لهدف التعادل وأشعلوا الشماريخ دون رغبة الأمن الجزائرى ، وكاد شمروخ طائش أن يؤدى بحياة رجل أمن بعد أصابه بحروق فى جسده ، ولكن الأمر تم تداركه ، وحسن فعل غالبية الأولتراس عندما ذهبوا الى رجال الأمن واعتذروا لهم عن خطأهم وهو ما تقبله الأشقاء بروح عالية . خوان كارلوس جاريدو المدير الفنى للأهلى والذى خرجت أنباء عن قيامه بمهاجمة وتعنيف لاعبى الأهلى فى غرفة خلع الملابس أعرب فى المؤتمر الصحفى عن حزنه العميق لخسارة السوبر مؤكدا أنه كان يتمنى أن يقود فريقه للقب لإسعاد الجماهير ولكن الحظ كان لهم بالمرصاد ، وعكس ما فعله فى الغرف المغلقة أشاد جاريدو باللاعبين ووصفهم بالمقاتلين الذى كافحوا حتى النهاية وكانوا على قدر الحدث معتبرا الهزيمة بركلات الترجيح هى أشبه بمعاناه قاسية وصعبة وتابع جاريدو قائلا : هدف سطيف جاء بسبب سؤ حظ وفى ركلات الترجيح كان أيضا التوفيق ملازما للمنافس ، لم نكن نخسر المباراة وكنا الأفضل من كل الوجوه وقدمنا كرة قوية وهجومية وتفاءلت بركلات الجزاء التى سبقت ومنحتنا السوبر المحلى على حساب الزمالك ولكنه الحظ ، لابد من طى صفحة السوبر بحلوها ومرها والتركيز فى القادم ..ووضحت على جاريدو علامات الضيق خلال المؤتمر الذى هدد بالغائه لأكثر من مرة بسبب الحوارات الجانبية لبعض الحاضرين وعدم التنظيم والفوضى . فرحة وفخر وثقة : وبفرحة عارمة وفخر وثقة تحدث خير الدين ماضوى المدير الفنى لفريق وفاق سطيف قائلا : نحن الآن أسياد القارة عن جدارة واستحقاق فقد أحرزنا دورى الأبطال البطولة الأصعب وصعدنا لمونديال الأندية واليوم نهزم الأهلى سيد القارة وزعيمها ونتوج أبطالا للسوبر ، إنها لحظة تدعونى للفخر واللاعتزاز بانجاز لاعبينا . وتابع ماضوى أفضل مدرب فى أفريقيا عام 2014 كنت أعلم طريقة الأهلى ونجح لاعبونا فى فرض اسلوبهم وتقليص دور الجناحين الاهلويين وإفساد تمريراتهم وحتى بعد تعادل الأهلى كان لاعبونا فى منتهى الالتزام بالهدوء والثبات الانفعالى دون أن يتأثروا بهدف متعب القاتل . وبعيدا عن المؤتمر خص ماضوى الأخبار بتصريحات جديدة قال فيها أن المعلم حسن شحاته أسطورة التدريب المصرى هو مثله الأعلى فى التدريب وصناعة الأجيال وأنه يعشقه كثيرا أما فى الجزائر فهو يعتبر رابح سعدان المدرب الجزائرى القدير والمخضرم هو مثله الأعلى وأنه يحلم بتكرار انجازات سعدان مع منتخب محاربى الصحراء وأن الوقت مازال أمامه لتحقيق هذه الأمنية . كما وصف ماضوى خروج المحاربين من أمم أفريقيا مبكرا بأنه مهانه وعار وشئ مخزى ولم يتوقعه على الاطلاق مشيدا بأهمية وقيمة المدربين الوطنيين مع فرق ومنتخبات بلادهم وضرب مثلا بنفسه . مكاسب وخسائر حمراء : وإذا كان الأهلى قد خسر من وراء ضياع السوبر مجموعة من الأرقام القياسية التى كانت تنظره مثل احراز اللقب للمرة السابعة فى تاريخه والثالثة على التوالى وتعزيز انجازه العالمى للتأكيد على تفوقه على ريال مدريد فى رصيد البطولات والذى توقف فيه الاهلى عند البطولة 20 إلا أن مكاسب فنية كثيرة ومهمة حققها الفريق منها الضغط على المنافس من الخطوط الأمامية وهو ما نفذه وليد سليمان وعبد الله السعيد وتريزيجيه ومعهم احمد عبد الظاهر مما أفقد سطيف الخطورة فى معظم هجماته وكذلك ظهور حسام غالى رغم استبداله بمستوى طيب فى التمرير ونقل الكرة من الدفاع للهجوم وظهور حسين السيد بمستوى رائع وأكد الأهلى أنه مقاتل حتى الدقائق الأخيرة وهى صفات البطل باحرازه هدف التعادل فى الوقت القاتل .. وقال عماد متعب صاحب الهدف الأهلاوى أن فريقه قدم مباراة رائعة وكان ندا قويا وأضاف مهاجم الأهلى فى المؤتمر الصحفى أن التوفيق خان الأهلى وساند الأشقاء . فحوصات لسليمان وغالى : ويستكمل الثنائى وليد سليمان وحسام غالى لاعبا الفريق الأهلاوى فحوصاتهم الطبية بالقاهرة اليوم للإطمئنان عليهم ، وكان د.خالد محمود قد قال فى تصريحاته قبل مغادرة البعثة للجزائر أمس أن سليمان يعانى من ارتجاج خفيف فى المخ وغالى بجذع فى رباط الركبة . وعلى ذكر الحديث فقد شهدت احتفالات سطيف أمس وفاة مشجع واصابة أربعة تعرضوا لحادث خلال احتفالهم بفوز فريقهم بالسوبر وهو الخبر الحزين الذى سيطر على مشاعر جمهور الناديين .