هو دبلوماسي القرن بلاشك له تاريخ طويل ومؤثر في الشئون الدبلوماسية ودور في دعم المشاركة المصرية في العديد من المؤتمرات الدولية والإقليمية. كما كان مشاركا بارزا في اتفاقية كامب ديفيد للسلام،وتقلد مناصب متعددة مهمة منها وزير الدولة للشئون الخارجية في مصر.وأمين عام للأمم المتحدة ورئيس المنظمة الفرانكوفونية الدولية. السطور التالية سنحاول فيها قدر المستطاع الاقتراب من هذه الشخصية المهمة د. بطرس غالي الرئيس الشرفي حاليا للمجلس القومي لحقوق الانسان،، للتعرف علي وجهة نظره وخبرته تجاه العديد من الموضوعات في مصر والمنطقة والعالم،،منها تقييمه للوضع الحالي بمصر،وتفسيره للسياسة الأمريكية تجاه الإخوان،،وكيف نواجه أزمة سد النهضة،،والتحديات التي تواجه مصر ،،وكيف يري الأوضاع بالمنطقة،سوريا والعراق وليبيا واليمن وجنوب السودان،وتأثيرها علي مصر ومستقبل الأممالمتحدة وإصلاحها . بداية هناك آراء تري أن التحديات التي تواجهها مصر حاليا هي نوع من المؤامرة التي تتشابك فيها الأدور الدولية والإقليمية،وخاصة من جانب أمريكا صاحبة المصلحة في وجود الإخوان في الحكم ؟ -أريد هنا التأكيد علي نقطة مهمة للغاية وهي »عقدة المؤامرة« والتي لا أميل إليها في تفسير الأحداث والمواقف ..فلا يجب كلما حدث شيء أن نقول أنه مدبر من الخارج . إذا كان هذا حقيقي ..كيف تفسر التصعيد الإخواني لأعمال العنف ونشر القنابل في أنحاء متفرقة من البلاد بعد زيارة وفد منهم الي واشنطن،،وقبل كل ذلك كيف لواشنطن استقبالهم وهم مصنفون كتنظيم ارهابي بمصر ؟ إذا فهمنا السياسة الامريكية والتيارات والآراء المتعددة التي تتحكم فيها سنزيل هذا اللبس،،فيوجد في أمريكا تيارات سياسية متعددة منها المعارض للاخوان والمؤيد لهم ايضا، وأستطيع القول بشكل حاسم انه كقاعدة عامة السياسة الامريكية حاليا ضد الإخوان كيف تكون ضد الاخوان وتحتجز صفقة طائرات الأباتشي في وقت تواجه فيه مصر حربا شرسة مع الارهاب في سيناء،حتي وان أفرجت عنها مؤخرا فقط؟ -أريد هنا توضيح أن وقف هذه الصفقة تم في وقت كان فيه التيارالمؤيد للإخوان هوالمسيطر،،أما الأشهر الماضية فقد حدث التحول الذي أقصده. حقوق الإنسان والقضاء بالنسبة للملف الذي يشغلكم حاليا باعتباركم الرئيس الشرفي للمجلس القومي لحقوق الإنسان ..بماذا تفسر مسلسل الإدانة المتكررة لأوضاع حقوق الإنسان بمصر من جانب الغرب وأمريكا؟ -أري أن هناك صحفا وإعلاما غربيا له اتصال خاص مع دولة أو دول معينة صاحبة مصلحة في إبراز صورة قبيحة عن مصر . كيف يتم التعامل مع هذا الوضع من واقع خبرة سيادتكم؟ -التعامل يكون ايضا من جانب الاعلام المصري ولكن للأسف الاعلام الرسمي ضعيف كيف نقويه؟ -للإجابة علي هذا سأطرح تساؤلا آخر : لماذا نهتم فقط بالكورة ونستورد لها الخبراء الأجانب؟!ولماذا لا نتعامل مع الإعلام بذات المنطق وتطويره من خلال الخبرات الأجنبية المتقدمة؟! ماذا عن التعليق الخارجي علي أحكام القضاء المصري ؟ -يمكن تفسير ذلك بأنه مازالت هناك دول لها مصلحة في التشويش علي مصر وتقدم رشوة لبعض الصحف الأجنبية والأوربية والتي تروج لتسييس أحكام القضاء ..وهنا أوجه سؤالا لهذه الصحف: هناك أحكام قضائية مماثلة في مختلف أنحاء العالم لماذا لا تشيرون اليها ..اذن التفسير الوحيد لذلك الوضع أن هناك اتجاه معينا لتوجهات معينة . ذكرت اتجاهاً معين وربطه بتوجهات معينة .. ممن ؟ -تختلف الآراء حول قطر،تركيا وأجهزة إسرائيلية ..وليس لدي معلومة لترجيح جهة معينة مؤتمر شرم الشيخ مصر مقبلة خلال الشهر القادم علي عقد مؤتمر مهم وصفه الرئيس السيسي بأنه الذراع الإقتصادية لمصر ..فما هي أهمية ذلك المؤتمر الذي سيعقد بمدينة شرم الشيخ، من وجهة نظركم؟ -أهمية كبيرة بالطبع فأي مؤتمر يساعد علي الانفتاح علي العالم الخارجي ودعم علاقاتنا الثنائية مع الدول الأخري يصب في مصلحة مصر ..وهنا لابد أن أثمن الخطوات المتخذة لتنشيط علاقاتنا مع دول مهمة كالهند والصين وروسيا والتي قام رئيسها بوتين بزيارة بالغة الأهمية للقاهرة مؤخرا..ولكنها غير كافية وبشكل قاطع أكبر خطر واجه مصر كان الانغلاق والخوف من الاتصال مع العالم الخارجي . ذكرتم عبارة «غير كافية» فماذا ينقصها؟ -غير كافية اذا اقتصرت فقط علي مستوي القمة،،لابد ان تشمل هذه الخطوات أيضا المستوي الوزاري والخبراء ورجال الأعمال، والمنظمات غير الحكومية في مصر والدول المختلفة،،فالتعاون من خلال لقاءات القمة لا يتعدي وصفه مجرد الخطوة الأولي .والعبرة ليست بها فقط. مستقبل علاقاتنا بإفريقيا ارتباطا بملف علاقاتنا الدولية والاقليمية ..قمتم بدور سيذكره التاريخ في دعم علاقتنا الإفريقية ،خاصة ان هذا الملف لاقي اهمالا كبيراً لسنوات طويلة بعد ذلك، فكيف يتم استعادة الدور المصري في افريقيا في ضوء الخطوات التي تتخذ حاليا؟ -لابد هنا من إعادة الإهتمام بالمشاكل الإفريقية. سيادتكم هناك من سيقول إن لدينا العديد من المشاكل الداخلية والتي يجب ان تكون لها الأولوية في هذه المرحلة وحينما تستقر الأوضاع الداخلية يمكن الانتقال الي الاهتمام بمشاكل الآخرين ..كيف تري ذلك ؟ -الرد أنه يجب أن نجتهد في المسارين الداخلي والخارجي في ذات الوقت.. وهنا عاد د. بطرس غالي الي ذكرياته في العمل الإفريقي وقال : كنت حريصا علي استمرار وانتظام زيارات وفود رجال الاعمال المصريين الي افريقيا والتي تصل لأكثر من مرة في العام الواحد،،وقال بشكل حاسم اليوم اذا كنت اهتم بأثيوبيا وجنوب السودان،علي سبيل المثال،مرة لابد أن يكون الواقع عشرين مرة. ألا تتفق في أن مصر اليوم تواجه منافسة حقيقية في دورها الاقليمي في افريقيا مع أثيوبيا،حيث ارجع البعض موقفها من سد النهضة الي السعي لهذه الزعامة،وهناك ايضا نيجيريا وجنوب افريقيا ؟ -لا اتفق مع مقولة منافسة مصر اقليميا فالبحث عن الزعامة لفترة في القارة الافريقية ليس ضد مصر،، وأؤكد هنا أن مصر امتلكت سلاحين لدعم علاقاتها الافريقية في الماضي هما سلاح مساندة حركات التحرير لكي تتخلص الدول الافريقية من الاستعمار التقليدي الانجليزي والفرنسي والبرتغالي،والامداد بالاسلحة والخبراء في هذا السلاح ،،وسلاح مساعدة المنظمات الدولية وأهمها حركة عدم الانحياز،،وانتهت فعالية هذه الاسلحة بالحصول علي الاستقلال وانتهاء الحرب الباردة ، حيث فقدت حركة عدم الانحياز أهميتها التي توطدت مع وجود معسكرين شرقي وغربي بقيادة الاتحاد السوفيتي السابق وأمريكا . هل يمكن ان يكون هناك سلاح جديد؟ بلا شك والذي يجب ان يعتمد علي تنشيط عملية امداد مصر للدول الافريقية بالخبراء والاطباء،،وما يحدث حاليا اننا لم نطور سلاحا جديدا . لماذا؟ -ما تزال الثقافة المصرية متجهة الي الشمال فلسنوات طويلة كان هناك تواجد ثقافي انجليزي وفرنسي في مصر، وهوما أثر في التربية في المجتمع المصري والتي جعلت اي موظف اودبلوماسي ينظر الي اوربا ولا يهتم بالجنوب ، هل تتفق اذن مع ما يقوله البعض من ان العلاقات مع افريقيا يجب ان تقوم علي الشراكة ؟ -بالطبع وهذا لا يختلف مع ما انادي به من دعم الوجود المصري من ناحية تقديم الخبرات،،المهم هو تأكيد مدي اهتمامنا بالمشاكل الافريقية،،وأتذكر ما قمت به من تدريب العديد من الكوادر الافريقية في مجال السفن والطب والشئون العسكرية. تم مؤخرا إنشاء الوكالة المصرية من أجل التنمية بوزارة الخارجية والتي تقوم بذات الدور ..الا يعد ذلك كافيا ؟ -لا ليس كافيا، خاصة مع بزوغ تحديات جديدة فالدول التي كانت تسيطر علي افريقيا كانت معدودة مثل فرنسا وبريطانيا،،ولهذا السبب انضمت مصر الي منظمة الفرانكوفونية في الماضي والتي كانت خطوة موفقة لكي يكون لمصر نفوذ في الدول الافريقية الناطقة بالفرنسية،،اما اليوم فهناك منافسات في افريقيا من أطراف عديدة منها الصين والهند وليس اسرائيل فقط التعامل مع سد النهضة سد النهضة الأثيوبي نال الكثير من الاهتمام خلال الفترة الماضية،،ما الذي تودون الإشارة إليه بصدده ؟ -التفاوض هوالحل الوحيد،،الي جانب خلق مصالح مشتركة مع اثيوبياوشراء اللحوم الاثيوبية والتعاون في الكهرباء، واقامة محطات كهرباء مشتركة وربط دول حوض النيل من خلال المحطات التي تبني علي السدود للربط الكهربائي بينها مثلما حدث بين امريكا وكندا،،واعطاء الاولوية للمنتجات الافريقية والاثيوبية ،وقد حاولت خلق تلك المصلحة من خلال مجموعة «اندوجو» والتي كانت اول محاولة لانشاء تنظيم اقليمي يضم دول حوض النيل والتي انتهت للاسف، والسد الاثيوبي ليس بجديد بل بدأ التفكير فيه منذ زمن،،فهم في أثيوبيا مثل مصر يعانون من مشكلة الانفجار السكاني،،والخطورة ليست في سد النهضة وانما في السدود الجديدة والتي يمكن ان تقام في السودان واوغندا،،ولذلك لابد من انشاء منظمة علي غرار منظمة نهر «الميكونج «في آسيا والتي تشرف عليه وتتولي المواصلات والكهرباء والري ،، وقد حاولت انشاء منظمة مماثلة لنهر النيل الا انني فشلت لعدم الاهتمام من جانب المعنيين بمصر بالرغم من اننا دولة مصب! وهذا اضعف الموقف المصري،الي جانب اهمال السودان ونسيان ان ملك مصر كان اسمه ملك مصر والسودان ،،لابد من عودة الاهتمام بالسودان وافريقيا ودول حوض النيل. المساعدات والعلاقات العربية ماذا عن رؤيتكم للعلاقات الحالية المصرية العربية وبالأخص الخليجية ؟ -العلاقات بين مصر والدول العربية وتحديدا دول الخليج ممتازة بدليل المساعدات الكبيرة التي قدمت لمصر من دول الخليج بعد ثورة يونيه وللان،،وأتمني أن تستمر المساعدات سواء من الخليج اومن الشركاء الآخرين وذلك الي ان نجد وسائل أخري لدعم اقتصادنا . سيادتك تتمني استمرار المساعدات ..ألا يعد ذلك تكريسا للتبعية وللاعتماد المصري علي الآخرين؟ -قد يكون لديك حق فلا توجد مساعدات «لوجه الله » ولكن ليس لدينا حل آخر بالذات في المرحلة الحالية، حتي مساعدات اليابان والصين والتي تعتبر غير مشروطة ؟ -من قال انها غير مشروطة ! الشعب يساند الرئيس لننتقل الي الخطوات المتخذة للإنتهاء من خريطة الطريق التي اعلن عنها بعد يونيو،،كيف تري ذلك ؟ -لم يتبق غير الانتخابات البرلمانية والتي يتم الاستعداد لها حاليا،،وهذا مؤشر للتحرك الجدي في هذه الخريطة. ما هوتقييمكم لآداء الرئيس السيسي خلال الأشهر الماضية داخليا وخارجيا ؟ -الرئيس السيسي ما زال في بداية الطريق،، وأمامه تحديات هائلة تحتاج جهودا مضنية لمواجهتها فما حدث خلال السنوات الثلاث الماضية «خرب»أشياء كثيرة في مصر وهنا أشار غالي الي اجندة السلام التي طرحها خلال وجوده في الأممالمتحدة وقال : العبرة ليست بالصلح بين دولتين انما مرحلة ما بعد الصلح اي البناء وذلك حتي لا يعود الخلاف اي الدبلوماسية الوقائية،،وابرز الاشياء التي تشير الي نجاح السيسي هوان الشعب المصري مؤيد ومتحمس له سيادتكم ألا تتفقون أن الوضع الإقليمي المحيط بنا يعتبر مهددا خطيرا لنا؟ -بالفعل الاوضاع حولنا في غاية في التوتر مثل الاوضاع في جنوب السودان وليبيا والخلاف بين المغرب والجزائر، والذي طالما حاولت لعب دور لإنهائه،وسوريا وفلسطين والعراق واليمن،،وبالرغم من كل ذلك فالتاريخ يحدثنا عن الكثير من الدول التي كانت الاوضاع متوترة حولها واستطاعت ان تتقدم . كيف ؟ -بالارادة السياسية والتي تفوق في اهميتها الامكانيات الاقتصادية. ارتباطا بذلك ..أود من سيادتكم التعليق علي الأوضاع في ليبيا والعراق وسوريا واليمن؟ -في الحقيقية ليس لدي معلومات دقيقة للحكم والتفسير بإستثناء ما تثيره وسائل الإعلام والصحف ففي هذه المناطق تلعب اجهزة عديدة ودول ادوارا فيها وليس لدي اتصال بها للمعرفة الدقيقة. ملف المحاكمات والارهاب ما هوتقييمكم للمحاكمات التي تجري للرئيس الاسبق و السابق مبارك ومرسي ؟ -لابد منها ولدينا ثقة كاملة في القضاء المصري. أحد سفراء اوربا قال ان محاكمات مبارك اكثر عدلا من محاكمات نظام مرسي..ما تعليقك ؟ لا يجب الالتفات الي هذا ولا يجب ان يؤخذ كمعيار ماذا عن رؤيتكم للوضع في سيناء؟ -سوف تتغلب مصر علي الارهاب الموجود بها،،وقد عشت تجارب مشابهة في امريكا الوسطي وشيلي وهندوراس ونيكاراجوا،،والطبيعي ان تأخذ هذه المعالجات بعض الوقت،،والمشكلة لدينا اننا نعتقد ان هذه التحديات في مصر فقط وهذا غير صحيح فهناك مشاكل مشابهة في مناطق اخري حيث المواجهات بين جيش منظم وقوي أخري في امريكا الوسطي وامريكا اللاتينية واسيا،،وادراك ذلك سيساعدنا في معالجة هذه المشاكل، هناك مثلث يضم تركيا وقطر وحماس والذين اتفقوا علي معاداة مصر ودعم الاخوان وارهابهم ،،فهل تعتبر ذلك خطرا علي خطواتنا الحالية لعودة مصر إلي ممارسة دورها؟ -لا ويبقي التفاوض هوالحل الوحيد لإنهاء الخلافات الدولية . كيف تري المستقبل في مصر ؟ -المستقبل في مصر مرتبط بمشكلة الانفجار السكاني،،وللاسف لدينا حكومة تقليدية لا تستطيع التماشي مع الواقع الجديد من العولمة،،هناك ايضا ملف الهجرة ولابد من انشاء وزارة قوية للهجرة ومنح امتيازات لمصريي الخارج لما لهم من دور في دعم مصر اقتصاديا،، وكونهم سفراء لمصر فهم الممثل الحقيقي لها. ولا أنكر ان منحهم المشاركة في الانتخابات كان خطوة ايجابية. الأممالمتحدة لننتقل الي المجال الدولي الذي عملتم به لخمس سنوات في الاممالمتحدة ..تعلمون التحرك المصري حاليا للحصول علي مقعد غير دائم بمجلس الأمن لعامي 2016-2017 فما هي فرصتها؟ -فرصتها جيدة جدا . خلال توليكم لمنصب الامين العام للأمم المتحدة ووقوف امريكا ضدكم وضد التجديد لكم لفترة اخري.. هل شعرتم بالضيق وما الذي تودون قوله هنا ؟ - نعم تضايقت ولكن في السياسة يجب تقبل الايام الحلوة والمرة،،وكان موقف امريكا غير مفهوم الا في ضوء انها تريد امينا عاما مواليا لها. فيما يتعلق بدعاوي اصلاح الاممالمتحدة وهوالملف الذي قمتم فيه بجهد مهم،،ما هي وجهة نظركم الحالية ؟ -الاممالمتحدة تمر بأزمة حيث أنشئت منذ 1945وفي ذلك الوقت كان اللاعب الوحيد في العالم الدولة،اما اليوم فإلي جانب الدول هناك ما يطلق عليه «فاعلين غير دوليين» والذين قد تتجاوز اهميتهم الدول،،ولذلك يجب الاهتمام بهم،،وعلي الصعيد المصري لابد من انشاء منظمات غير حكومية مصرية،،وتدعيم الدبلوماسية الشعبية والتي انشئت بطريقة تجاريه وتحتاج الي دراسة وتحضير واستمرارية وفيما يتعلق باصلاح مجلس الامن من خلال زيادة عدد المقاعد الدائمة،،فليس العبرة بالمقعد الدائم وانما بتنفيذ القرارات،،فهناك مئات من القرارات الخاصة بفلسطين ولم تنفذ وهذا دليل ضعف المجلس،،والحل كما قلت دعم الفاعلين غير الدوليين وهوما سيحقق ديمقراطية الاممالمتحدة وهذا موضوع مهم للغاية لا تشير له وسائل الاعلام حيث تتحدث فقط عن ديمقراطية الدولة متجاهلة ان مشاكل الدول لن تعالج مستقبلا مما يستدعي الاهتمام بعلاقاتنا الخارجية الا يعد ذلك تدخلا في الشأن الداخلي ؟ -لا أبدا فالشأن الداخلي سيعالج علي مستوي دولي ولذلك هناك حاجة الي كسب تأييد الدول المختلفة في كل المناطق امريكا اللاتينية وسط اسيا وغيرها،،فالعولمة نوع من الاشتباك بين مصالح الدول،،والانفتاح يعزز المصالح ويحتوي الاضرار. كيف ترون مستقبل العلاقات المصرية التركية؟ -العلاقات بين الشعوب مستمره،،ولاشك ان هناك فرصة ضاعت علي تركيا بزوال حكم الاخوان حيث حلم عودة الخلافة،،ومما لا شك فيه ان لها اطماع في مصر أخيرا يبقي أن نشير الي أن د-بطرس غالي جاء من أسرة مصرية مهمة وهنا نشير الي وصف وصفته صحيفة الإندبندنت البريطانية لأسرة د- بطرس غالي بأنهامرموقة مشيرة إلي جده هو بطرس باشا غالي رئيس الوزراء المصري في اوائل القرن العشرين . وحصل علي أوسمة وجوائز من عشرات الدول من بينها مصر وبلجيكا وإيطاليا وكولومبيا وجواتيمالا وفرنسا وإكوادور والأرجنتين ونيبال ولوكسمبورج والبرتغال والنيجر ومالي والمكسيك واليونان وشيلي وألمانيا والدنمارك وجمهورية أفريقيا الوسطي والسويد وجمهورية كوريا. ومنحه المعهد الدولي للقانون التابع لأكاديمية العلوم الروسية الدكتوراة الفخرية عام 1992 وكذلك من معهد الدراسات السياسية بباريس ومن الجامعة الكاثوليكية في لوفان ببلجيكا كما حصل علي جائزة رجل السلام برعاية مؤسسة معا من أجل السلام. ومن بين أنشطته المهنية والأكاديمية الأخري كان الدكتور بطرس بطرس غالي عالما وباحثا بمنحة من فولبرايت بجامعة كولومبيا في الفترة من 1954-1955 ومديرا لمركز الأبحاث في أكاديمية لاهاي للقانون الدولي بين 1963و1964 وأستاذا زائرا بكلية الحقوق في جامعة باريس منذ 1967 حتي 1968، وقد ألقي محاضرات في القانون الدولي والعلاقات الدولية في جامعات في أفريقيا وآسيا وأوربا وأمريكا اللاتينية وأمريكا الشمالية. هو دبلوماسي القرن بلاشك له تاريخ طويل ومؤثر في الشئون الدبلوماسية ودور في دعم المشاركة المصرية في العديد من المؤتمرات الدولية والإقليمية. كما كان مشاركا بارزا في اتفاقية كامب ديفيد للسلام،وتقلد مناصب متعددة مهمة منها وزير الدولة للشئون الخارجية في مصر.وأمين عام للأمم المتحدة ورئيس المنظمة الفرانكوفونية الدولية. السطور التالية سنحاول فيها قدر المستطاع الاقتراب من هذه الشخصية المهمة د. بطرس غالي الرئيس الشرفي حاليا للمجلس القومي لحقوق الانسان،، للتعرف علي وجهة نظره وخبرته تجاه العديد من الموضوعات في مصر والمنطقة والعالم،،منها تقييمه للوضع الحالي بمصر،وتفسيره للسياسة الأمريكية تجاه الإخوان،،وكيف نواجه أزمة سد النهضة،،والتحديات التي تواجه مصر ،،وكيف يري الأوضاع بالمنطقة،سوريا والعراق وليبيا واليمن وجنوب السودان،وتأثيرها علي مصر ومستقبل الأممالمتحدة وإصلاحها . بداية هناك آراء تري أن التحديات التي تواجهها مصر حاليا هي نوع من المؤامرة التي تتشابك فيها الأدور الدولية والإقليمية،وخاصة من جانب أمريكا صاحبة المصلحة في وجود الإخوان في الحكم ؟ -أريد هنا التأكيد علي نقطة مهمة للغاية وهي »عقدة المؤامرة« والتي لا أميل إليها في تفسير الأحداث والمواقف ..فلا يجب كلما حدث شيء أن نقول أنه مدبر من الخارج . إذا كان هذا حقيقي ..كيف تفسر التصعيد الإخواني لأعمال العنف ونشر القنابل في أنحاء متفرقة من البلاد بعد زيارة وفد منهم الي واشنطن،،وقبل كل ذلك كيف لواشنطن استقبالهم وهم مصنفون كتنظيم ارهابي بمصر ؟ إذا فهمنا السياسة الامريكية والتيارات والآراء المتعددة التي تتحكم فيها سنزيل هذا اللبس،،فيوجد في أمريكا تيارات سياسية متعددة منها المعارض للاخوان والمؤيد لهم ايضا، وأستطيع القول بشكل حاسم انه كقاعدة عامة السياسة الامريكية حاليا ضد الإخوان كيف تكون ضد الاخوان وتحتجز صفقة طائرات الأباتشي في وقت تواجه فيه مصر حربا شرسة مع الارهاب في سيناء،حتي وان أفرجت عنها مؤخرا فقط؟ -أريد هنا توضيح أن وقف هذه الصفقة تم في وقت كان فيه التيارالمؤيد للإخوان هوالمسيطر،،أما الأشهر الماضية فقد حدث التحول الذي أقصده. حقوق الإنسان والقضاء بالنسبة للملف الذي يشغلكم حاليا باعتباركم الرئيس الشرفي للمجلس القومي لحقوق الإنسان ..بماذا تفسر مسلسل الإدانة المتكررة لأوضاع حقوق الإنسان بمصر من جانب الغرب وأمريكا؟ -أري أن هناك صحفا وإعلاما غربيا له اتصال خاص مع دولة أو دول معينة صاحبة مصلحة في إبراز صورة قبيحة عن مصر . كيف يتم التعامل مع هذا الوضع من واقع خبرة سيادتكم؟ -التعامل يكون ايضا من جانب الاعلام المصري ولكن للأسف الاعلام الرسمي ضعيف كيف نقويه؟ -للإجابة علي هذا سأطرح تساؤلا آخر : لماذا نهتم فقط بالكورة ونستورد لها الخبراء الأجانب؟!ولماذا لا نتعامل مع الإعلام بذات المنطق وتطويره من خلال الخبرات الأجنبية المتقدمة؟! ماذا عن التعليق الخارجي علي أحكام القضاء المصري ؟ -يمكن تفسير ذلك بأنه مازالت هناك دول لها مصلحة في التشويش علي مصر وتقدم رشوة لبعض الصحف الأجنبية والأوربية والتي تروج لتسييس أحكام القضاء ..وهنا أوجه سؤالا لهذه الصحف: هناك أحكام قضائية مماثلة في مختلف أنحاء العالم لماذا لا تشيرون اليها ..اذن التفسير الوحيد لذلك الوضع أن هناك اتجاه معينا لتوجهات معينة . ذكرت اتجاهاً معين وربطه بتوجهات معينة .. ممن ؟ -تختلف الآراء حول قطر،تركيا وأجهزة إسرائيلية ..وليس لدي معلومة لترجيح جهة معينة مؤتمر شرم الشيخ مصر مقبلة خلال الشهر القادم علي عقد مؤتمر مهم وصفه الرئيس السيسي بأنه الذراع الإقتصادية لمصر ..فما هي أهمية ذلك المؤتمر الذي سيعقد بمدينة شرم الشيخ، من وجهة نظركم؟ -أهمية كبيرة بالطبع فأي مؤتمر يساعد علي الانفتاح علي العالم الخارجي ودعم علاقاتنا الثنائية مع الدول الأخري يصب في مصلحة مصر ..وهنا لابد أن أثمن الخطوات المتخذة لتنشيط علاقاتنا مع دول مهمة كالهند والصين وروسيا والتي قام رئيسها بوتين بزيارة بالغة الأهمية للقاهرة مؤخرا..ولكنها غير كافية وبشكل قاطع أكبر خطر واجه مصر كان الانغلاق والخوف من الاتصال مع العالم الخارجي . ذكرتم عبارة «غير كافية» فماذا ينقصها؟ -غير كافية اذا اقتصرت فقط علي مستوي القمة،،لابد ان تشمل هذه الخطوات أيضا المستوي الوزاري والخبراء ورجال الأعمال، والمنظمات غير الحكومية في مصر والدول المختلفة،،فالتعاون من خلال لقاءات القمة لا يتعدي وصفه مجرد الخطوة الأولي .والعبرة ليست بها فقط. مستقبل علاقاتنا بإفريقيا ارتباطا بملف علاقاتنا الدولية والاقليمية ..قمتم بدور سيذكره التاريخ في دعم علاقتنا الإفريقية ،خاصة ان هذا الملف لاقي اهمالا كبيراً لسنوات طويلة بعد ذلك، فكيف يتم استعادة الدور المصري في افريقيا في ضوء الخطوات التي تتخذ حاليا؟ -لابد هنا من إعادة الإهتمام بالمشاكل الإفريقية. سيادتكم هناك من سيقول إن لدينا العديد من المشاكل الداخلية والتي يجب ان تكون لها الأولوية في هذه المرحلة وحينما تستقر الأوضاع الداخلية يمكن الانتقال الي الاهتمام بمشاكل الآخرين ..كيف تري ذلك ؟ -الرد أنه يجب أن نجتهد في المسارين الداخلي والخارجي في ذات الوقت.. وهنا عاد د. بطرس غالي الي ذكرياته في العمل الإفريقي وقال : كنت حريصا علي استمرار وانتظام زيارات وفود رجال الاعمال المصريين الي افريقيا والتي تصل لأكثر من مرة في العام الواحد،،وقال بشكل حاسم اليوم اذا كنت اهتم بأثيوبيا وجنوب السودان،علي سبيل المثال،مرة لابد أن يكون الواقع عشرين مرة. ألا تتفق في أن مصر اليوم تواجه منافسة حقيقية في دورها الاقليمي في افريقيا مع أثيوبيا،حيث ارجع البعض موقفها من سد النهضة الي السعي لهذه الزعامة،وهناك ايضا نيجيريا وجنوب افريقيا ؟ -لا اتفق مع مقولة منافسة مصر اقليميا فالبحث عن الزعامة لفترة في القارة الافريقية ليس ضد مصر،، وأؤكد هنا أن مصر امتلكت سلاحين لدعم علاقاتها الافريقية في الماضي هما سلاح مساندة حركات التحرير لكي تتخلص الدول الافريقية من الاستعمار التقليدي الانجليزي والفرنسي والبرتغالي،والامداد بالاسلحة والخبراء في هذا السلاح ،،وسلاح مساعدة المنظمات الدولية وأهمها حركة عدم الانحياز،،وانتهت فعالية هذه الاسلحة بالحصول علي الاستقلال وانتهاء الحرب الباردة ، حيث فقدت حركة عدم الانحياز أهميتها التي توطدت مع وجود معسكرين شرقي وغربي بقيادة الاتحاد السوفيتي السابق وأمريكا . هل يمكن ان يكون هناك سلاح جديد؟ بلا شك والذي يجب ان يعتمد علي تنشيط عملية امداد مصر للدول الافريقية بالخبراء والاطباء،،وما يحدث حاليا اننا لم نطور سلاحا جديدا . لماذا؟ -ما تزال الثقافة المصرية متجهة الي الشمال فلسنوات طويلة كان هناك تواجد ثقافي انجليزي وفرنسي في مصر، وهوما أثر في التربية في المجتمع المصري والتي جعلت اي موظف اودبلوماسي ينظر الي اوربا ولا يهتم بالجنوب ، هل تتفق اذن مع ما يقوله البعض من ان العلاقات مع افريقيا يجب ان تقوم علي الشراكة ؟ -بالطبع وهذا لا يختلف مع ما انادي به من دعم الوجود المصري من ناحية تقديم الخبرات،،المهم هو تأكيد مدي اهتمامنا بالمشاكل الافريقية،،وأتذكر ما قمت به من تدريب العديد من الكوادر الافريقية في مجال السفن والطب والشئون العسكرية. تم مؤخرا إنشاء الوكالة المصرية من أجل التنمية بوزارة الخارجية والتي تقوم بذات الدور ..الا يعد ذلك كافيا ؟ -لا ليس كافيا، خاصة مع بزوغ تحديات جديدة فالدول التي كانت تسيطر علي افريقيا كانت معدودة مثل فرنسا وبريطانيا،،ولهذا السبب انضمت مصر الي منظمة الفرانكوفونية في الماضي والتي كانت خطوة موفقة لكي يكون لمصر نفوذ في الدول الافريقية الناطقة بالفرنسية،،اما اليوم فهناك منافسات في افريقيا من أطراف عديدة منها الصين والهند وليس اسرائيل فقط التعامل مع سد النهضة سد النهضة الأثيوبي نال الكثير من الاهتمام خلال الفترة الماضية،،ما الذي تودون الإشارة إليه بصدده ؟ -التفاوض هوالحل الوحيد،،الي جانب خلق مصالح مشتركة مع اثيوبياوشراء اللحوم الاثيوبية والتعاون في الكهرباء، واقامة محطات كهرباء مشتركة وربط دول حوض النيل من خلال المحطات التي تبني علي السدود للربط الكهربائي بينها مثلما حدث بين امريكا وكندا،،واعطاء الاولوية للمنتجات الافريقية والاثيوبية ،وقد حاولت خلق تلك المصلحة من خلال مجموعة «اندوجو» والتي كانت اول محاولة لانشاء تنظيم اقليمي يضم دول حوض النيل والتي انتهت للاسف، والسد الاثيوبي ليس بجديد بل بدأ التفكير فيه منذ زمن،،فهم في أثيوبيا مثل مصر يعانون من مشكلة الانفجار السكاني،،والخطورة ليست في سد النهضة وانما في السدود الجديدة والتي يمكن ان تقام في السودان واوغندا،،ولذلك لابد من انشاء منظمة علي غرار منظمة نهر «الميكونج «في آسيا والتي تشرف عليه وتتولي المواصلات والكهرباء والري ،، وقد حاولت انشاء منظمة مماثلة لنهر النيل الا انني فشلت لعدم الاهتمام من جانب المعنيين بمصر بالرغم من اننا دولة مصب! وهذا اضعف الموقف المصري،الي جانب اهمال السودان ونسيان ان ملك مصر كان اسمه ملك مصر والسودان ،،لابد من عودة الاهتمام بالسودان وافريقيا ودول حوض النيل. المساعدات والعلاقات العربية ماذا عن رؤيتكم للعلاقات الحالية المصرية العربية وبالأخص الخليجية ؟ -العلاقات بين مصر والدول العربية وتحديدا دول الخليج ممتازة بدليل المساعدات الكبيرة التي قدمت لمصر من دول الخليج بعد ثورة يونيه وللان،،وأتمني أن تستمر المساعدات سواء من الخليج اومن الشركاء الآخرين وذلك الي ان نجد وسائل أخري لدعم اقتصادنا . سيادتك تتمني استمرار المساعدات ..ألا يعد ذلك تكريسا للتبعية وللاعتماد المصري علي الآخرين؟ -قد يكون لديك حق فلا توجد مساعدات «لوجه الله » ولكن ليس لدينا حل آخر بالذات في المرحلة الحالية، حتي مساعدات اليابان والصين والتي تعتبر غير مشروطة ؟ -من قال انها غير مشروطة ! الشعب يساند الرئيس لننتقل الي الخطوات المتخذة للإنتهاء من خريطة الطريق التي اعلن عنها بعد يونيو،،كيف تري ذلك ؟ -لم يتبق غير الانتخابات البرلمانية والتي يتم الاستعداد لها حاليا،،وهذا مؤشر للتحرك الجدي في هذه الخريطة. ما هوتقييمكم لآداء الرئيس السيسي خلال الأشهر الماضية داخليا وخارجيا ؟ -الرئيس السيسي ما زال في بداية الطريق،، وأمامه تحديات هائلة تحتاج جهودا مضنية لمواجهتها فما حدث خلال السنوات الثلاث الماضية «خرب»أشياء كثيرة في مصر وهنا أشار غالي الي اجندة السلام التي طرحها خلال وجوده في الأممالمتحدة وقال : العبرة ليست بالصلح بين دولتين انما مرحلة ما بعد الصلح اي البناء وذلك حتي لا يعود الخلاف اي الدبلوماسية الوقائية،،وابرز الاشياء التي تشير الي نجاح السيسي هوان الشعب المصري مؤيد ومتحمس له سيادتكم ألا تتفقون أن الوضع الإقليمي المحيط بنا يعتبر مهددا خطيرا لنا؟ -بالفعل الاوضاع حولنا في غاية في التوتر مثل الاوضاع في جنوب السودان وليبيا والخلاف بين المغرب والجزائر، والذي طالما حاولت لعب دور لإنهائه،وسوريا وفلسطين والعراق واليمن،،وبالرغم من كل ذلك فالتاريخ يحدثنا عن الكثير من الدول التي كانت الاوضاع متوترة حولها واستطاعت ان تتقدم . كيف ؟ -بالارادة السياسية والتي تفوق في اهميتها الامكانيات الاقتصادية. ارتباطا بذلك ..أود من سيادتكم التعليق علي الأوضاع في ليبيا والعراق وسوريا واليمن؟ -في الحقيقية ليس لدي معلومات دقيقة للحكم والتفسير بإستثناء ما تثيره وسائل الإعلام والصحف ففي هذه المناطق تلعب اجهزة عديدة ودول ادوارا فيها وليس لدي اتصال بها للمعرفة الدقيقة. ملف المحاكمات والارهاب ما هوتقييمكم للمحاكمات التي تجري للرئيس الاسبق و السابق مبارك ومرسي ؟ -لابد منها ولدينا ثقة كاملة في القضاء المصري. أحد سفراء اوربا قال ان محاكمات مبارك اكثر عدلا من محاكمات نظام مرسي..ما تعليقك ؟ لا يجب الالتفات الي هذا ولا يجب ان يؤخذ كمعيار ماذا عن رؤيتكم للوضع في سيناء؟ -سوف تتغلب مصر علي الارهاب الموجود بها،،وقد عشت تجارب مشابهة في امريكا الوسطي وشيلي وهندوراس ونيكاراجوا،،والطبيعي ان تأخذ هذه المعالجات بعض الوقت،،والمشكلة لدينا اننا نعتقد ان هذه التحديات في مصر فقط وهذا غير صحيح فهناك مشاكل مشابهة في مناطق اخري حيث المواجهات بين جيش منظم وقوي أخري في امريكا الوسطي وامريكا اللاتينية واسيا،،وادراك ذلك سيساعدنا في معالجة هذه المشاكل، هناك مثلث يضم تركيا وقطر وحماس والذين اتفقوا علي معاداة مصر ودعم الاخوان وارهابهم ،،فهل تعتبر ذلك خطرا علي خطواتنا الحالية لعودة مصر إلي ممارسة دورها؟ -لا ويبقي التفاوض هوالحل الوحيد لإنهاء الخلافات الدولية . كيف تري المستقبل في مصر ؟ -المستقبل في مصر مرتبط بمشكلة الانفجار السكاني،،وللاسف لدينا حكومة تقليدية لا تستطيع التماشي مع الواقع الجديد من العولمة،،هناك ايضا ملف الهجرة ولابد من انشاء وزارة قوية للهجرة ومنح امتيازات لمصريي الخارج لما لهم من دور في دعم مصر اقتصاديا،، وكونهم سفراء لمصر فهم الممثل الحقيقي لها. ولا أنكر ان منحهم المشاركة في الانتخابات كان خطوة ايجابية. الأممالمتحدة لننتقل الي المجال الدولي الذي عملتم به لخمس سنوات في الاممالمتحدة ..تعلمون التحرك المصري حاليا للحصول علي مقعد غير دائم بمجلس الأمن لعامي 2016-2017 فما هي فرصتها؟ -فرصتها جيدة جدا . خلال توليكم لمنصب الامين العام للأمم المتحدة ووقوف امريكا ضدكم وضد التجديد لكم لفترة اخري.. هل شعرتم بالضيق وما الذي تودون قوله هنا ؟ - نعم تضايقت ولكن في السياسة يجب تقبل الايام الحلوة والمرة،،وكان موقف امريكا غير مفهوم الا في ضوء انها تريد امينا عاما مواليا لها. فيما يتعلق بدعاوي اصلاح الاممالمتحدة وهوالملف الذي قمتم فيه بجهد مهم،،ما هي وجهة نظركم الحالية ؟ -الاممالمتحدة تمر بأزمة حيث أنشئت منذ 1945وفي ذلك الوقت كان اللاعب الوحيد في العالم الدولة،اما اليوم فإلي جانب الدول هناك ما يطلق عليه «فاعلين غير دوليين» والذين قد تتجاوز اهميتهم الدول،،ولذلك يجب الاهتمام بهم،،وعلي الصعيد المصري لابد من انشاء منظمات غير حكومية مصرية،،وتدعيم الدبلوماسية الشعبية والتي انشئت بطريقة تجاريه وتحتاج الي دراسة وتحضير واستمرارية وفيما يتعلق باصلاح مجلس الامن من خلال زيادة عدد المقاعد الدائمة،،فليس العبرة بالمقعد الدائم وانما بتنفيذ القرارات،،فهناك مئات من القرارات الخاصة بفلسطين ولم تنفذ وهذا دليل ضعف المجلس،،والحل كما قلت دعم الفاعلين غير الدوليين وهوما سيحقق ديمقراطية الاممالمتحدة وهذا موضوع مهم للغاية لا تشير له وسائل الاعلام حيث تتحدث فقط عن ديمقراطية الدولة متجاهلة ان مشاكل الدول لن تعالج مستقبلا مما يستدعي الاهتمام بعلاقاتنا الخارجية الا يعد ذلك تدخلا في الشأن الداخلي ؟ -لا أبدا فالشأن الداخلي سيعالج علي مستوي دولي ولذلك هناك حاجة الي كسب تأييد الدول المختلفة في كل المناطق امريكا اللاتينية وسط اسيا وغيرها،،فالعولمة نوع من الاشتباك بين مصالح الدول،،والانفتاح يعزز المصالح ويحتوي الاضرار. كيف ترون مستقبل العلاقات المصرية التركية؟ -العلاقات بين الشعوب مستمره،،ولاشك ان هناك فرصة ضاعت علي تركيا بزوال حكم الاخوان حيث حلم عودة الخلافة،،ومما لا شك فيه ان لها اطماع في مصر أخيرا يبقي أن نشير الي أن د-بطرس غالي جاء من أسرة مصرية مهمة وهنا نشير الي وصف وصفته صحيفة الإندبندنت البريطانية لأسرة د- بطرس غالي بأنهامرموقة مشيرة إلي جده هو بطرس باشا غالي رئيس الوزراء المصري في اوائل القرن العشرين . وحصل علي أوسمة وجوائز من عشرات الدول من بينها مصر وبلجيكا وإيطاليا وكولومبيا وجواتيمالا وفرنسا وإكوادور والأرجنتين ونيبال ولوكسمبورج والبرتغال والنيجر ومالي والمكسيك واليونان وشيلي وألمانيا والدنمارك وجمهورية أفريقيا الوسطي والسويد وجمهورية كوريا. ومنحه المعهد الدولي للقانون التابع لأكاديمية العلوم الروسية الدكتوراة الفخرية عام 1992 وكذلك من معهد الدراسات السياسية بباريس ومن الجامعة الكاثوليكية في لوفان ببلجيكا كما حصل علي جائزة رجل السلام برعاية مؤسسة معا من أجل السلام. ومن بين أنشطته المهنية والأكاديمية الأخري كان الدكتور بطرس بطرس غالي عالما وباحثا بمنحة من فولبرايت بجامعة كولومبيا في الفترة من 1954-1955 ومديرا لمركز الأبحاث في أكاديمية لاهاي للقانون الدولي بين 1963و1964 وأستاذا زائرا بكلية الحقوق في جامعة باريس منذ 1967 حتي 1968، وقد ألقي محاضرات في القانون الدولي والعلاقات الدولية في جامعات في أفريقيا وآسيا وأوربا وأمريكا اللاتينية وأمريكا الشمالية.