تحجر قلبها كالصخر وجلست القرفصاء بجوار الحائط تحاول أن تدارى جسدها العاري تماما بعباءتها السوداء، حيث فوجئت بنظرات طفلها الصغير التي صاحبها عتاب وبراءة غير مسبوقة وهو يردد "هقول لأخويا الكبير"، عندما شاهدها أثناء ممارستها الرذيلة مع عشيقها. اخفت وجهها بين كفيها وبصوت خافت شابه الرعب والفزع أخذت تردد أيضا "الواد حيفضحنا". انتفض العشيق المجرد من ملابسه وبسرعة شديدة تمكن من السيطرة على طفلها الصغير الذي فوجىء به يتوسط الغرفة وبخطوات سريعة شل حركته وكمم فمه وتوجه إلى المطبخ وأحضر سكينا وقام بذبحه أمام أمه التي انتفخ صدرها وازدادت دقات قلبها بعد أن اخترقت نظراتها المنبعثة من بين أصابعها لتجد طفلتها الصغيرة أيضا والتي لحقت بشقيقها تخرج مسرعة من غرفتها للاطمئنان على شقيقها الذي سقط في بركة من الدماء وقبل أن تنطق بكلمة أو صرخة كان قد انقض عليها العشيق ويخترق نصل سكينه اللامع رقبتها ويذبحها وترقد بجوار شقيقها ليبدو المشهد كما لو كانا طائرين صغيرين تم ذبحهما. وبهدوء غير مسبوق وصوت خافت طلبت الأم القاتلة من عشيقها الهرب، معتقدة بأنها ستنجو من عقاب السماء. جلست الأم بجوار جثتيهما حتي الصباح تحجرت الدموع في مقلتيها وعجزت عن الانذراف على خديها كما لو كان اعتراضا علي جريمتها البشعة. توجهت إلى المحل الذي تمتلكه وكأن شيئا لم يحدث حتى صادفتها جارة لها وطلبت منها أن تذهب توقظ طفليها من النوم حيث لم يطاوعها قلبها إيقاظهما نظرا لاستغراقهما في نوم عميق عقب سهرة الأمس أمام الفيلم العربي. تجمع أهالي القرية على صراخ وعويل رج أرجاء المنزل ليكتشفوا الجريمة الشنعاء، بينما تنطلق صرخات الأم الخائنة لتوهم الجميع بأن هناك من قتل طفليها ولابد من الأخذ بالثأر منه. وبتضييق الخناق عليها وتحريات المباحث التي أكدت أن الأم على علاقة بجار لها منذ فترة وإنهما اعتادا ممارسة الرذيلة ليلا بعد أن يطمئنا بأن طفليها خلدا إلى النوم. اعترفت الأم بصحة الواقعة وأضافت بأن العشيق كان يأتي إليها عن طريق التسلق فوق الأسطح أو أنها كانت تترك له باب المنزل مفتوح. وبعد القبض على العشيق والزوجة الخائنة وأثناء قيامهما بتمثيل مسرح الجريمة خرج عليهما أهالي القرية ليفتكوا بهما وقتلهما ولكن تدخل رجال الشرطة وتم عمل كردون بشري حول مسرح الجريمة بعد أن انتقل فريق من رجالات النيابة. قرر المستشار تامر الخطيب المحامي العام الأول لنيابات بني سوف حبس الأم وعشيقها 45 يوما على ذمة التحقيقات.