همست الأرملة الدنسة. خرج صوتها فحيحا فى أذن عشيقها كذّب شريك السوء أذنيه. شدت قرنية الشيطان نواجذها عاد السم يخرج من جوفها وبالرغم من الجريمة التي ينغمس فيها المجرم إلا أن ما تطلبه الفاسدة هز كيانه وارتعدت فرائصه وأحس بشيء من الضآلة. قالت المرأة للعشيق. اقتل ابنتى. راجع العامل ما يقوم به. وملأه شعور بالبلادة والبرود. فمنذ دقيقة كانت يده المرتعشة تقتل وتذبح شقيق البنت طفلا لم يتعد الخمس سنوات. وأمام نفس الأم التي تطلب الآن الاجهاز علي ابنتها هي الأخرى. ترك المذنبان الرأسين المذبوحين كانت نظراتهما تخترق وجهيهما بسهام أحد من السيف كانت نظراتهما شاهدة على وجود قلوب أشد قسوة من الحجارة وأن جريمة آخر الزمان ارتكبت وعرف بها أهالى مركز إهناسيا ببنى سويف. ترجع وقائع القصة عندما استيقظ أهالي قرية منهرو التابعة لمركز إهناسيا ببنى سويف على التفاصيل الأولية لجريمة قتل شنعاء كان ضحيتها طفلين عثرت أمهما عليهما مذبوحين فى فراش نومهما بأحد منازل القرية، وسرعان ما تناقلت الألسن والآذان أهالى القرية والجميع يتساءلون عن الشيطان الذى ارتكب هذه الجريمة فى حق المجتمع بأثره. الجميع فى القرية أفزعهم هيئة الطفلين مذبوحين وغارقين فى دمائهما ومسجيان على وجهيهما فى سرير نومهما، فبادر أحد أهالى القرية بإبلاغ عمدتها، الذى قام بإبلاغ العميد هشام فريد، مأمور مركز إهناسيا، وانتقل على الفور المقدم ياسين السوهاجي، نائب المأمور والرائد مصطفى أبوعقرب، رئيس المباحث، لمنزل الطفلين آية رمضان أحمد (8 سنوات) وشقيقها محمد (6 سنوات) وبسؤال والدتهما نجاة رجب كيلانى (30 سنة - أرملة) صاحبة محل بقالة بالقرية، قالت: إستيقظت فى السادسة صباحاً لفتح محل البقالة، وعدت بعد ساعة تقريباً لإحضار الإفطار لأطفالى وإيقاظهما كالمعتاد يومياً، ولكنى وجدتهما مذبوحين وقد فارقا الحياة. وأوضحت الأم فى أقوالها أنها أم للطفلين المذبوحين وهما كل ما تملك من حطام الدنيا بعد أن توفى والدهما رمضان أحمد حسن، عن عمر 70 عاما، وأضافت أنها لا تستطيع الحياة بعد أن فقدتهما، وتساءلت الأم وهى تدلى بأقوالها من الذى لا يعرف للإنسانية عنوان ويقدم على هذا الجرم الشنيع كلمات الأم أبكت الجميع، فقام رجال المباحث الجنائية برفع البصمات الموجودة داخل غرفة الطفلين. وقامت النيابة العامة بمعاينة موقع الجريمة، وتبين من المعاينة أن منزل الطفلين عبارة عن دورين يسكنان فى الدور الأول مع والدتهما، وأن الطفلين كانا نائمين بجوار بعضهما وأن الطفلة آية عثر عليها مذبوحة على أرضية الغرفة فيما وجد محمد على السرير، وتم نقل الجثتين لمشرحة مستشفى إهناسيا المركزي، وأفاد تقرير الطب الشرعي، بأن الطفلين تم ذبحهما بسكين واحد من أسفل الرقبة، ما أدى إلى وفاتهما فى الحال. كثف فريق المباحث الجنائية، برئاسة الرائد مصطفى أبوعقرب، رئيس مباحث أهناسيا مجهوداته ووسع نطاق تحرياته، التى شملت الجيران والمترددين على منزل الأم الأرملة وأولاد وأقارب زوجها المتوفى، إلى أن نجح فى التوصل إلى أن الأم تربطها علاقة غير شرعية مع المدعو نبأ عواد عبدالمطلب طلبة (42 سنة- عامل بالأوقاف) حيث تربطهما علاقة الجيرة وأفادت المعلومات بأن المتهم يتسلل ليلاً إلى منزل والدتهما لإقامة علاقة غير شرعيه معها، وبمواجهة المتهمين اعترفا بأنه فى المرة الأخيرة استيقظ الطفل (محمد) وقال لوالدته سأخبر شقيقى الأكبر (من والده) فقررت الأم بمساعدة عشيقها ذبح الطفل وشقيقته (آية) وخططوا للإبلاغ عن قيام مجهول بذبحهما. وأدلت أم الطفلين المذبوحين وتدعى نجاة.ر.ك، 30 سنة، باعترافات أمام اللواء زكريا أبوزينة، مدير المباحث الجنائية والنيابة العامة بمركز إهناسيا، حيث فاجأت الحاضرين بقولها طلبت من عشيقى أن يتخلص من ابنتي، بعد أن استيقظت على صراخ ابنى بعد ذبحه، خشية افتضاح أمري، حسب التحقيقات. وأضافت فى اعترافاتها: جلست من الساعة الثانية ليلًا حتى السابعة صباحًا بجوارهما عقب ذبحهما، وخرجت إلى الدكان الذى أملكه على بعد 200 متر من المنزل، وطلبت من إحدى جاراتى أن توقظ الأطفال، إلا أنهما لم يستيقظا معها، فصرخت إلى أن جاء أهالى القرية والجيران، وفتحت المنزل ليشاهد الجميع الجثتين، ويعتقدون أن شخصًا قام بذبحهما. وتابعت: تعرفت على عشيقى منذ عام ونصف العام، بعد أن مات زوجي، وهو يسكن أمام المنزل المواجه لى فى قرية (منهرو) بمركز إهناسيا، واعتاد الدخول إلى المنزل بطريقتين إما أن أترك باب المنزل مفتوحًا، أو يأتى عبر سطوح المنزل المكون من طابق واحد، ويدخل لنمارس الرذيلة فى صالة المنزل، بعيدًا عن غرفة الأطفال. واستطردت قائلة: فى اليوم المشئوم استيقظ (محمد) ابني، وشاهدنا فى أوضاع مخلة، وقال لعشيقي: (أنا هقول لأخويا أحمد الكبير، نجل زوجي، المقيم فى المنزل المجاور لى إنك كنت موجود عند أمى بالليل، وفوجئت بعشيقى يأخذ سكينًا، ويذبحه، وعندما استيقظت ابنتى الثانية من النوم، قلت له الحق البنت التانية هتفضحنا، فقام بذبحها وخرج من المنزل، كما ورد فى التحقيقات. قرر المستشار تامر الخطيب، المحامى العام لنيابات بنى سويف، السبت، حبس أم الطفلين المذبوحين، وعشيقها عامل بمسجد، 15 يوماً على ذمة التحقيقات وأمرت بدفن الأطفال بعد التشريح، وتم تشييع جثتيهما لمقابر عائلتهم بقرية منهرو بمركز إهناسيا. ووجهت النيابة العامة العامة للأم وعشيقها تهمة القتل العمد للطفلين آية.م.ر، 8 سنوات، تلميذة بالصف الأول الابتدائي، وشقيقها محمد، 5 سنوات، تلميذ بروضة الأطفال. وحاول أهالى القرية، الفتك بأم الطفلين المذبوحين بالقرية وعشيقها، أثناء قيامهما بتمثيل الجريمة بمسرح ارتكابها، ولكن تدخل على الفور الرائد مصطفى أبوعقرب، رئيس المباحث وقوات الأمن وتم إبعاد الأهالى وتم عمل كردون أمنى حول مسرح الجريمة، ولم يسمح بالدخول إلا لفريق النيابة والمتهمين ومصور جهة التحقيق فقط لتنتهى فصول أبشع جريمة قتل شهدتها بنى سويف منذ عهود طويلة.