تردد اسم المشير طنطاوي كثيرا في وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة.. واجتهدت الأقلام التي تناولته في تقييم موقفه وتوصيف وضعه.. البعض رفعه إلي مكانة الزعماء الوطنيين الأفذاذ.. والبعض الآخر أنزله إلي مرتبة الخالفين الخانعين ولم يشأ أحدهم أن يشير إلي وطنيته واخلاصه وصدقه ولم يسع إلي توضيح صعوبة موقفه ومرارة الاختيارات التي قابلته.. ولن أسمح لنفسي بالدلو فيما أفاض فيه الآخرون ومحاولة التاريخ لفترة هذا الرجل لانني لم أكن مشاركا في الأحداث عن قرب.. وإنما واصلت متابعتي لها عن بعد كعادتي مع الرجل الذي خابرته وتابعته لأكثر من خمسين عاما منذ أن التحقت بالكلية الحربية في أواخر 1962 وحتي اقالته واعفائه من منصبه واشهد انه كان دائما مثالا للرجل الجاد المخلص الوطني الذي لا تهزمه الخطوب أو تقهره النوائب أو تستهويه المغريات.. وما دفعني لكتابة هذه السطور هو اصرار الرجل علي الاحتفاظ بخزائن أسراره ولم يأبه بالرد علي قادحيه أو الامتنان لمادحين تاركا الأمر برمته للسجلات التاريخية والتي ستفضح في يوم من الأيام عن مكنوناتها وتلقي الضوء علي أغوارها ومفضلا الاعتكاف في بيته أو ملبيا للدعوات التي يتلقاها أحيانا ولا يستطيع أن يغض الطرف عنها أو مرتحلا للأراضي الحجازية ليغسل همومه في المياه المباركة وينقي روحه من وعثاء المشوار الأغبر الأصفر. المشير طنطاوي واجه في فترة رئاسته للمجلس العسكري بعد قرار تنحي مبارك أصعب وأشق الخيارات التي من الممكن أن يواجهها بشر.. وكان كالمستجير من الرمضاء بالنار.. فإما أن يقذف بمصر في أتون حرب أهلية تقضي علي الأخضر واليابس.. وإما أن يضحي ببعض الأشخاص ويتغافل ويتواني في تطبيق بعض الشعارات.. وكان الرجل كمن يري بلاده وهي تعاني ويلات التمزق التي تعانيها سوريا وليبيا واليمن.. فلا يحفل إزاء هذه الرؤية بتقديم بعض القرابين والقبول ببعض التضحيات حتي يحمي الوطن من التفسخ والتمزق والتشتت.. وحتي لو سلمنا بأن طنطاوي وافق علي ممارسة بعض الضغوط علي السلطة القضائية.. وحتي لو اعترفنا بأنه سمح بتعديل وتغيير النتائج النهائية للمعارك الانتخابية الرئاسية وأن هذا الضغط وذاك التغيير صادف عاطفته وتوافقه مع أو ضد زملائه من رجالات القوات المسلحة السابقين أمثال عمر سليمان وأحمد شفيق. غير اننا نؤكد ان الدافع الأول وراء كل ما اتخذه من قرارات أو مارسه من ضغوط كان من أجل مصر وشعبها.. وأتمني ألا تكون نظرتي قد تأثرت بعوامل التعريه والتقدم في السن والتعاطف مع من علمني الكثير من الحروف. تردد اسم المشير طنطاوي كثيرا في وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة.. واجتهدت الأقلام التي تناولته في تقييم موقفه وتوصيف وضعه.. البعض رفعه إلي مكانة الزعماء الوطنيين الأفذاذ.. والبعض الآخر أنزله إلي مرتبة الخالفين الخانعين ولم يشأ أحدهم أن يشير إلي وطنيته واخلاصه وصدقه ولم يسع إلي توضيح صعوبة موقفه ومرارة الاختيارات التي قابلته.. ولن أسمح لنفسي بالدلو فيما أفاض فيه الآخرون ومحاولة التاريخ لفترة هذا الرجل لانني لم أكن مشاركا في الأحداث عن قرب.. وإنما واصلت متابعتي لها عن بعد كعادتي مع الرجل الذي خابرته وتابعته لأكثر من خمسين عاما منذ أن التحقت بالكلية الحربية في أواخر 1962 وحتي اقالته واعفائه من منصبه واشهد انه كان دائما مثالا للرجل الجاد المخلص الوطني الذي لا تهزمه الخطوب أو تقهره النوائب أو تستهويه المغريات.. وما دفعني لكتابة هذه السطور هو اصرار الرجل علي الاحتفاظ بخزائن أسراره ولم يأبه بالرد علي قادحيه أو الامتنان لمادحين تاركا الأمر برمته للسجلات التاريخية والتي ستفضح في يوم من الأيام عن مكنوناتها وتلقي الضوء علي أغوارها ومفضلا الاعتكاف في بيته أو ملبيا للدعوات التي يتلقاها أحيانا ولا يستطيع أن يغض الطرف عنها أو مرتحلا للأراضي الحجازية ليغسل همومه في المياه المباركة وينقي روحه من وعثاء المشوار الأغبر الأصفر. المشير طنطاوي واجه في فترة رئاسته للمجلس العسكري بعد قرار تنحي مبارك أصعب وأشق الخيارات التي من الممكن أن يواجهها بشر.. وكان كالمستجير من الرمضاء بالنار.. فإما أن يقذف بمصر في أتون حرب أهلية تقضي علي الأخضر واليابس.. وإما أن يضحي ببعض الأشخاص ويتغافل ويتواني في تطبيق بعض الشعارات.. وكان الرجل كمن يري بلاده وهي تعاني ويلات التمزق التي تعانيها سوريا وليبيا واليمن.. فلا يحفل إزاء هذه الرؤية بتقديم بعض القرابين والقبول ببعض التضحيات حتي يحمي الوطن من التفسخ والتمزق والتشتت.. وحتي لو سلمنا بأن طنطاوي وافق علي ممارسة بعض الضغوط علي السلطة القضائية.. وحتي لو اعترفنا بأنه سمح بتعديل وتغيير النتائج النهائية للمعارك الانتخابية الرئاسية وأن هذا الضغط وذاك التغيير صادف عاطفته وتوافقه مع أو ضد زملائه من رجالات القوات المسلحة السابقين أمثال عمر سليمان وأحمد شفيق. غير اننا نؤكد ان الدافع الأول وراء كل ما اتخذه من قرارات أو مارسه من ضغوط كان من أجل مصر وشعبها.. وأتمني ألا تكون نظرتي قد تأثرت بعوامل التعريه والتقدم في السن والتعاطف مع من علمني الكثير من الحروف.