فى نهاية رمضان يسن الاعتكاف وهو إلزام النفس بالإقامة فى بيت منسوب له لقطعه عن كل منسوب لخلق الله فى خرج من إلف بيته إلى إلف بيت ربه ويخرج من إلف وجوده مع أهلع إلى إلف وجوده فى مناجاة ربه ويخرج من كل مااعتادخارج بيت الله ليخلص وقتًا فيه يصفو لله. كل ذك أخذ الإنسان من الوجود إلى الإلف بالموجد. فوجود الإنسان فى بيت ربه يعطيه شحنة وبعد الشحنة يخرج الإنسان ليستقبل أمر حياته بما أفاض الله عليه من فى ض إيمانه و فى ض تقواه و فى ض بره و فى ض رضاه ليزاول الحياة بهمة ونشاط. واختلف العلماء فى الاعتكاف، بعضهم اشترط أن يكون المرء صائمًا حين يعتكف، واشترطوا أيضا أن يكون الاعتكاف لمدة معينة، وأن يكون بالمسجد، وقالوا:- إن أردت الاعتكاف، فاحصر حركتك فى مكان هو بيت الله.وكثير من العلماء يقولون:- إنك إذا دخلت المسجد تأخذ ثواب الاعتكاف مادمت قد نويت سنة الاعتكاف؛ بشرط ألا تتكلم فى أى أمر من أمور الدنيا؛ لأنك جئت من حركتك المطلقة فى الأرض إلى بيت الله فى تلك اللحظة، فاجعل لحظاتك لله. ولذلك ” حينما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا ينشد ضالته فى المسجد أى شيئا قد ضاع منه فقال له:- ” لا ردها الله عليك فإن المساجد لم تبن لهذا “.لماذا؟ لأن المسجد مكان للعبادة، ولذلك أقول لمن يحدثنى فى المسجد بأى شيء يتعلق بحركة الحياة:- ” أبشر بأنها لن تنفع “؛ لأنك دخلت المسجد للعبادة فقط، إن لحظة دخولك المسجد هى لحظة جئت فيها لتقترب من ربك وتناجيه، وتعيش فى حضن عنايته، فلماذا تأتى بالدنيا معك؟ وليكن لنا فى أحد الصحابة قدوة حسنة؛ كان يقول:- كنا نخلع أمر الدنيا مع نعالنا. وزاد صحابى آخر فقال له:- وزد يا أخى أننا نترك أقدارنا مع نعالنا.وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكففى المسجد فى العشر الأواخر من رمضان، فهل معنى ذلك أن الاعتكاف لا يصح إلا فى المساجد؟ لا؛ إن الاعتكاف يصح فى أى مكان، ولكن الاعتكاف بالمسجد هو الاعتكاف الكامل؛ لأنك تأخذ فيه بالزمان والمكان معًا.