س.أ.ع من فارسكور- دمياط: أحب الاعتكاف في غرفة ببيتي لعدة ساعات يوميا خلال شهر الصوم لكن زوجي يعارضني ويخرجني كثيرا من هذه العبادة بحجة قضاء مصالحه وإعداد بعض طلباته فهل أطيعه أم أصر علي الاعتكاف طلبا للثواب؟ ** يقول د.محمد نجيب عوضين أستاذ الشريعة جامعة القاهرة: الاعتكاف سنة بإجماع الفقهاء ولا يجب إلا بالنذر ويستحب في العشر الأواخر من رمضان كما أن الاعتكاف ليس له وقت محدد ولا حد لدين ناحية الحد الأقصي له ومن ناحية الحد الأدني له فقد ذهب الشافعية إلي أنه ليس له حد أدني حتي ولو اعتكف لحظة فذهب الإمام مالك والمشهور عند أبي حنيفة أن الاعتكاف ينبغي ألا يكون الاعتكاف أقل من يوم وليلة وأفضل أوقاته أن يكون الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان وما عدا هذا الوقت فجائز. والأفضل أن يكون الاعتكاف في المسجد وخصه البعض بالمساجد الثلاثة التي يشد لها الرحال لكن ذهب البعض إلي أن الاعتكاف لا ينحصر في المسجد فقط والاعتكاف يصح من الرجال ومن النساء لأنه عبادة مسنونة لا يحرم منها من يقصدها. والأفضل للمرأة أن تعتكف في منزلها وتختار الوقت الأنسب لتنقطع فيه بالاعتكاف لأن الاعتكاف سنة ينبغي ألا تتعارض مع أمر من الأمور الواجبة عليها فالواجب مقدم في أدائه علي السنة من حيث الأولوية في الفعل كفراغها من أعمال بيتها لزوجها وأولادها إذا لم يكن هناك من يقوم عليها. فإذا أرادت المرأة الاعتكاف استأذنت المرأة زوجها سواء حدث في المسجد أم في المنزل فإذا اعتكفت المرأة بغير إذنه جاز له أن يخرجها من اعتكافها ولا إثم عليه فيثاب الزوجة علي طاعتها لزوجها وهي مقدمة علي الاعتكاف فقد ثبت في صحيح البخاري أن رسول الله صلي الله عليه وسلم ذكر أن يعتكف العشر الأواخر من رمضان فاستأذنته السيدة عائشة رضي الله عنها فأذن لها وسألت حفصة عائشة رضي الله عنها أن تستأذن لها من النبي بالاعتكاف فأذن لها فهذا يبين للأخت السائلة أن الاعتكاف للمرأة سنة صحيحة في المسجد وغيره والأفضل بيتها ولها أن تستأذن زوجها قبل الاعتكاف وعليك طاعة الزوج إن أخرجك من الاعتكاف لحاجة وننصح الرجال ألا يتعسفوا ولا يبالغوا دونما سبب.