التاريخ: 11 نوفمبر 1944..المكان: شقة فوق سطوح العمارة 43 شارع قصر النيل ومطبعة الأفلام الخاصة في شارع مظلوم بالقاهرة..الحدث: صدور العدد الأول لصحيفة أخبار اليوم.. حديث العامة والساسة والصحفيين..الشعار: من حق الشعب أن يعرف..الأبطال: مصطفى وعلى أمين ونخبة من رواد شاركوهم وآزروهم فى تحقيق الحلم. اليوم.. بين يديك العدد 3653 - 70 عاما كاملة.. تغيرت الشقة وأصبحت الآن مباني ضخمة.. والجريدة أصبحت أحد إصدارات أشهر وأكبر وأول مؤسسة صحفية مصرية فى الشرق الأوسط.. مؤسسة عملاقة ذات الأحد عشر إصدارا صحفيا متميزا في الريادة والمقدمة منهم "جريدة الأخبار" ومطبعة مظلوم بالإيجار.. أصبحت مجمع المطابع العملاق في مدينة 6 أكتوبر. رحلة الحلم الذي بدأ قبل إصدار أول عدد بأحد عشر عاما.. ما زالت تضيق بها الطموحات.. فما زال في الحلم الدائم بقية.. لتلاميذ تلاميذ أجيال الرواد والآباء المؤسسين.. جيل بعد جيل من أساتذة مدرسة أخبار اليوم الصحفية.. أبناء الدار لم يقولوا عنها هكذا.. ولكنه المسمى الذي أطلقه رواد الصحافة وأساتذة تدريس علومها في مصر والعالم العربي.. وذلك بعد مفاجأة العدد الأول، الذي أحدث صدمة في عالم الصحافة من حيث الشكل والحجم والموضوعات الصحفية وطبيعة الصياغة التحريرية.. كان مفاجأة.. أن حقق أعلى توزيع منذ عرفت مصر الصحافة.. بلغ مائة وعشرة آلاف و26 نسخة.. حينها كان سكان مصر 15 مليونا و920 ألفا.. أكثر من نصفهم أمي لا يقرأ ولا يكتب.. وأكثر مراكز وقرى البلاد الوصول إليها بطرق "مدقات". لم يكن النجاح لخبرة الرواد فقط والأشكال الصحفية الجديدة.. ولكن في العهد الذي أخذته على نفسها.. الحرية الكاملة في حق الشعب أن يعرف.. كان هذا شعارها.. وما زال.. وسوف يستمر إلى الأبد.. رغم ما عانت بسببه في أعدادها التالية.. بمصادرة الجريدة المرة تلو الأخرى.. وما جرى عليها من خسائر مادية كبيرة.. ولم يثنها ذلك أن يكون ولاؤها الدائم للوطن والشعب لا تتبع ملكا.. أو حزبا.. ولا وصاية عليها من أي فئة أو تكتلات سياسية.. أمام كل أزمة تواجهها الجريدة.. كانت لمصطفى أمين مقولة دائمة »الضمير والحرية تعنى نجاحا.. وصحافة بلا حرية.. لا قيمة لها فالإطار الذهبي لا يخفى رداءة الصورة. من مفارقات القدر.. أن يكون حادث حصار الإنجليز لقصر عابدين في 4 فبراير 1942.. الباعث الرئيسي للتوءم مصطفى وعلي أمين.. لضرورة أن يتحول حلم إصدار الجريدة الحرة إلى واقع وحقيقة مهما كانت الظروف.. ولدت أخبار اليوم هكذا في مناخ تعانى فيه مصر من احتلال.. وقرارها السياسي والاقتصادي مرهون بقوى خارجية.. واليوم.. وبعد 70 عاما والاستقلال الوطني وثلاث ثورات شعبية.. تمر مصر بأحداث لا تقل خطورة عما كانت عليه.. بل الأسوأ منها.. مؤامرات أعداء الداخل والخارج.. لتفتيت وتثبيط وإحباط همتها وعزيمتها والنيل من وحدة شعبها وجيشها.. ومحاولات فرض واقع استعماري جديد على دول المنطقة.. لن يقدر إرهاب الداخل والخارج وتآمر الغادرين على مصر.. العصية دائما على الجميع طوال التاريخ. 70 عاما.. مشوار سنين تغيرت فيه التواريخ والأماكن والأشخاص.. ولم تتغير مبادئ وقيم مؤسسة أخبار اليوم الصحفية.. سنوات طويلة من العمل الشاق جيلا بعد جيل، لتظل أخبار اليوم.. صوتا للشعب وضميرا للأمة.. شعارها الدائم.. الحرية والأمانة الصحفية.. عاشت انتصارات مصر وكبواتها.. فكانت باعثة دائما للأمل وأن النصر قادم.. وأي غمة ستزول.. عبرت عن آلام الشعب وتضحياته.. ناقشت همومه.. طالبت بحقوقه في وجه الحاكم لم تخش في الحق لومة لائم.. كانت لسان حال العرب وقضاياهم.. تدعو للعمل.. والأمل.. والتفاؤل. لا نجد اليوم أفضل مما قاله العملاق مصطفى أمين "سوف أصبح فعلا ماضيا.. وأخبار اليوم.. الفعل الحاضر باستمرار". ستظل أخبار اليوم.. ومصر وشعبها.. الفعل الحاضر والحلم الدائم.. ستظل أخبار اليوم.. مدينة لكل قارئ يقتطع من قوت يومه لشرائها.. ومدينة لمصر الكبيرة.. وطن الحرية والريادة الدائمة.. واليوم.. نؤكد العهد والشعار الدائم لجريدتك المفضلة «من حق الشعب أن يعرف".