القصير من الإسكندرية: كلنا خلف القيادة السياسية.. ومصر أولًا وفوق كل اعتبار    الكهرباء: الانتهاء من إصلاح عطل محطة محولات جزيرة الدهب وجاري فصل سيارات الطورائ    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الاثنين 28 يوليو    كوريا الشمالية ترفض المصالحة مع الجارة الجنوبية    ترامب: الاتحاد الأوروبي وافق على شراء معدات عسكرية أمريكية    تتغيب عنه واشنطن.. انطلاق المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية بنيويورك اليوم    الخارجية السودانية تدين إعلان قوات الدعم السريع «حكومة وهمية» وتطلب عدم الاعتراف بها    الداخلية تكشف ملابسات وفاة متهم محبوس بقرار نيابة على ذمة قضية مخدرات ببلقاس    مفيش واحدة عايزة تهد بيتها، بسمة بوسيل تكشف حقيقة عودتها لتامر حسني (فيديو)    هدى المفتي: ويجز فنان خطير.. وأغنية «البخت» ملهاش علاقة بيا    وائل جسار ل فضل شاكر: سلم نفسك للقضاء وهتاخد براءة    تنسيق الثانوية العامة 2025 بالقاهرة.. درجة القبول والشروط لطلاب الانتظام والخدمات    اصطدام جرار زراعى بقطار المناشى بالبحيرة أثناء عبوره السكة الحديد دون وقوع إصابات    منها «الاتجار في المخدرات».. ما هي اتهامات «أيمن صبري» بعد وفاته داخل محبسه ب بلقاس في الدقهلية؟    السيطرة على حريق بمصنع كريازي في العبور دون إصابات    تراجع سعر الفراخ البيضاء واستقرار كرتونة البيض في الأسواق اليوم الاثنين 28 يوليو 2025    رسمياً تنسيق الجامعات 2025 القائمة الكاملة لكليات علمي علوم «الأماكن المتاحة من الطب للعلوم الصحية»    الهند تعتزم نشر 40 عنصرًا من قوات الكوماندوس في ليبيا    «مكنتش بتاعتها».. بسمة بوسيل تفجر مفاجأة بشأن أغنية «مشاعر» ل شيرين عبدالوهاب.. ما القصة؟    بعد تصدره التريند.. استقرار سعر الدولار أمام الجنيه المصري في التعاملات الصباحية ليوم الإثنين 28 يوليو 2025    الجبهة الوطنية بالمنيا: نعمل لصالح المواطن بعيدًا عن أي اصطفافات سياسية شكلية    كريم رمزي: جلسة مرتقبة بين محمد يوسف ونجم الأهلي لمناقشة تجديد عقده    مدرب بيراميدز يهاجم تحديد موعد المباراة تحت درجات حرارة قاتلة: "الأمر يتعلق بصحة اللاعبين وليس بالمنافسة"    جامعة العريش تنظم حفلا لتكريم أوائل الخريجين    لا أماكن بكليات الهندسة للمرحلة الثانية.. ومنافسة شرسة على الحاسبات والذكاء الاصطناعي    السيطرة على حريق أعلى سطح منزل في البلينا دون إصابات    تنسيق الكليات 2025، الحدود الدنيا لجميع الشعب بالدرجات والنسب المئوية لطلبة الثانوية بنظاميها    ردا على الأهلي، ماذا فعل الزمالك مع زيزو قبل لقاء القمة؟    حسين الشحات: لن أرحل عن الأهلي إلا في هذه الحالة، والتتويج أمام الزمالك أسعد لحظاتي    بعد 26 ساعة من العمل.. بدء اختبار الكابلات لإعادة التيار الكهربائي للجيزة    إسرائيل تفرض رقابة عسكرية مُشددة على المُراسلين الأجانب الراغبين في دخول غزة    رئيس الوزراء العراقي: لا تهاون في حفظ القانون وحماية مؤسسات الدولة    عبد الكريم مصطفى ينتظم في تدريبات الإسماعيلي بعد تعافيه من الإصابة    إصابة 5 أشخاص بحادث انقلاب سيارة في البحيرة    الأرصاد تحذر من ارتفاع الأمواج في عدد من الشواطئ (تعرف عليها)    القبض على عاطلين متهمين بهتك عرض زميلهم بشبين القناطر    إدريس يشيد بالبداية المبهرة.. ثلاث ميداليات للبعثة المصرية فى أول أيام دورة الألعاب الإفريقية للمدارس    الغندور يعلن رحيل نجم الزمالك.. ويكشف وجهته المقبلة    محافظ القليوبية يتابع أعمال النظافة ورفع الإشغالات بمدينة الخانكة    مستشار ترامب ل "الفجر": إيران تلقّت ضربة عسكرية مباشرة بأمر من ترامب بسبب برنامجها النووي    أحمد نبيل: تعليم الأطفال فن البانتومايم غيّر نظرتهم للتعبير عن المشاعر    وزير السياحة: ترخيص 56 وحدة فندقية جديدة و60 طلبًا قيد الدراسة    متخليش الصيف ينسيك.. فواكه ممنوعة لمرضى السكر    معاناة حارس وادي دجلة محمد بونجا.. أعراض وأسباب الإصابة ب الغيبوبة الكبدية    سعر الدولار فى التعاملات الصباحية اليوم الاثنين 28-7-2025 فى البنوك    أم وابنها يهزمان الزمن ويصنعان معجزة فى الثانوية العامة.. الأم تحصل على 89% والابن 86%.. محمد: ليست فقط أمى بل زميلتي بالدراسة.. والأم: التعليم لا يعرف عمرا وحلمنا ندرس صيدلة.. ونائب محافظ سوهاج يكرمهما.. فيديو    المعهد القومي للكبد: مصر حققت إنجازًا عالميًا في القضاء على فيروس "سي"    الفندرى: الصفاقسى أتم تعاقده مع على معلول 3 مواسم.. ونرحب بعودة المثلوثى    أخبار × 24 ساعة.. توقعات بارتفاع الحد الأدنى لتنسيق كليات علمى من 1 ل2%    الباذنجان مهم لمرضى السكر والكوليسترول ويحمي من الزهايمر    بعد توقف 11 عاما.. رئيس حقوق الإنسان بالنواب يُشارك في تشغيل مستشفي دار السلام    رغم ارتفاع درجات الحرارة.. قوافل "100 يوم صحة" تواصل عملها بالوادى الجديد    رفضت عرسانًا «أزهريين» وطلبت من زوجها التعدد.. 19 معلومة عن الدكتورة سعاد صالح    في الحر الشديد.. هل تجوز الصلاة ب"الفانلة الحمالات"؟.. أمين الفتوى يوضح    بتوجيهات شيخ الأزهر.. قافلة إغاثية عاجلة من «بيت الزكاة والصدقات» في طريقها إلى غزة    البابا تواضروس يصلي القداس مع شباب ملتقى لوجوس    هل الحر الشديد غضبًا إلهيًا؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    «الحشيش مش حرام؟».. دار الإفتاء تكشف تضليل المروجين!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
حقل ألغام.. وقنابل صوت ودخان

ماحد خالي من الهم ّ.. حتي قلوع المراكب، حِسّك تقول للندل يا عمّ... وإن كان علي السرج راكب»‬ (ابن عروس) تغريدة
لما شفت صاحبي جنرال القهاوي المتقاعد قاعد في ركنه المعتاد في القهوة، جريت عليه وقلت له وانا باخده بالأحضان :" فينك يا عم من زمان، وإيه الغيبة الطويلة دي؟!"، قال :" كنت ف عزلة اختيارية، باراجع حساباتي، وباحاول اقرا الواقع اللي احنا عايشينه دلوقت"، ضحكت وقلت :"عال يا عم الجنرال، وشايف إيه بالصلا ع النبي ؟! قال: "شايف اللي كل الدنيا شايفاه، شايف مصر وشعبها العظيم والأمة العربية كلها زي اللي ماشيين في حقل ألغام رهيب، ولازم نشق طريقنا بحذر وإصرار في وسط الألغام اللي مزروعة حوالينا في كل ناحية، لازم نبص تحت رجلينا وحوالينا، بعيون زرقاء اليمامة اللي بتشوف أبعد من مدي الشوف، ونعرف ان أول طريقنا بعيد وآخره بعيد علي رأي عمنا الكبير صلاح جاهين"، عملت مش فاهم، وسألته ببراءة مصطنعة :" وايه طبيعة الألغام دي يا عم الجنرال ؟، قال: الألغام اللي تحت رجلينا هنا ف مصر والمنطقة العربية مشاكل أمنية واقتصادية واجتماعية وسياسية مالهاش أول ولازم نعمل لها آخر، والألغام اللي حوالينا هيه مصالح العفريت الشراني العجوز، قاطع الطريق المفتري اللي واقف في سكتنا وسكة الإنسانية كلها للمستقبل، وعايز يفتفت الدنيا كلها حتت صغيرة سهلة البلع والهضم "، قاطعته : " بالراحة عليا يا عم الجنرال، ما تصعبهاش عليا وسايق عليك النبي هات م الآخر وقل لي ح نعدي من حقل الألغام ولّأ ..لا قدر الله ؟!" وبثقة خبير استراتيجي مضروب م اللي بنشوف بعضهم في التلفزيونات قال :" احنا بالفعل بنعدي، وح نعدي، وح نوصل بإذن الله وبإرادة الشعب اللي مش ح يفرط في حلمه، وادينا شايفين ازاي بنتصدي للغم اللي اسمه المشكلة الأمنية اللي بتهدد الأمن الوطني المصري والأمن القومي العربي" قلت له : "قصدك الإرهاب؟ " قال " ده أحد وجوه المشكلة الأمنية، لأن الأمن الوطني والأمن القومي بيشمل كل نواحي حياتنا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والمعركة اللي اتكتب علينا نخوضها معركة وجود مش معركة حدود، ويا نقب كلنا علي وش الدنيا، يا نخرج كلنا م التاريخ والجغرافيا، وتترسم خريطة الشرق الأوسط علي هوي العفريت الشراني العجوز ولمصلحته وبالتفاهم مع تركيا وايران واسرائيل، وعلي حساب مصر والأمة العربية كلها، وانا يا شاعر مش خايف علي مصر وواثق ان مصر وشعب مصر أقوي من الإرهاب واللي وراه، ويستحيل علي أي قوة مهما كانت انها تكسر إرادة المصريين بعد موجتين ثوريتين ما شافتش الدنيا زيهم، وبصراحة أد ما الجريمة الإرهابية اللي راح فيها شهداء من جيشنا الوطني وجعتنا، أد ما جمعتنا كلنا جيش وشعب . وقصاد إرادتنا الموحدة دي مفيش قوة في الدنيا ح تقدر علينا إن شاء الله، المهم قنابل الصوت والدخان اللي بترفقع في وسطينا وحوالينا، ما تشتتش انتباهنا، ولا تحرفنا عن هدفنا، لازم نفتح عيون زرقاء اليمامة علي الآخر، عشان نعرف نشق طريقنا وسط الألغام وقنابل الصوت والدخان". قلت له :" وايه بقي قنابل الصوت والدخان دي كمان؟!" قال لي باستنكار :" هوه انت مش واخد بالك م الفرقعات المزعجة اللي بينّا وحوالينا، والدخان اللي مالي سكتنا وح يعمينا؟!"، قلت له :" اللي هيه إيه يعني؟!" قال:" خد عندك يا عم الشاعر، آدي قنبلة صوت مزعجة بتستغل انشغالنا بالتصدي للإرهاب وبتحاول تشق صفوفنا بالهجوم علي شباب يناير، وبدل ما الشباب دول يبقوا راس حربتنا ف صدر الإرهاب وفكره المتخلف، بنعاديهم ونجرح فيهم، وخد عندك كمان قنبلة صوت مزعجة تانية، فرقعتها عمالة تقول لنا :" لا صوت يعلوفوق صوت المعركة، ومعركتنا الاستراتيجية هيه اللي ضد الإرهاب "، مع ان الحقيقة اللي مش لازم ننساها ولا تغيب عن بالنا، ان معركتنا اللي ح ننتصر فيها ع الإرهاب – إن شاء الله – مجرد معركة تكتيكية، وقدامنا معارك تكتيكية كتير غيرها عشان نوصل لهدفنا الاستراتيجي الكبير، ومش لازم المعركة دي تشغلنا عن بقية المعارك الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ومش لازم ندوس ع الحقوق والحريات بدعوي ان لاصوت يعلوفوق صوت المعركة، ومش معني اننا نمشي ف طريق خارطة المستقبل اننا ندوس ع الشباب اصحاب المستقبل، لازم نتقدم علي كل الجبهات ف نفس الوقت، واحنا وجيشنا الوطني قادرين – بعون الله – نحقق كل اللي بنتمناه "، حطيت إيدي علي راسي، وقلت له وانا بانفخ:" كفاية كده دلوقت احسن دماغي ورمت يا جنرال، خليني امزمز في الكلام ده علي مهلي، ونكمل الأسبوع الجاي، سلام .
القوة الناعمة ..فين ؟!
المثقفين اليومين دول قاعدين يتكلموا عن القوة الناعمة لمصر، وضرورة ان القوة الناعمة دي تستعيد دورها في النهوض بالأمة العربية، وانا كل ما اسمع الكلام ده أسرح في شوية حكايات حوالين القوة الناعمة، وأول الحكايات دي يعرفها كل اللي قروا في تاريخ المسرح من عصر النهضة وجاي، لما كانت اسبانيا ف زمانها أعظم قوة بحرية ف أوروبا، وعلي أيام ايزابيلا وفرديناند طلع كولومبوس واكتشف أميركا (1492 م)، وبقت اسبانيا أغني بلاد أوروبا وأقواها، وبقي " لوب دي فيجا" و"كالديرون" أهم كتاب المسرح في أوروبا، بس لما انكسر اسطول اسبانيا (الأرمادا) سنة 1591 قدام الأسطول الانجليزي اللي كان بيقوده سير فرانسيس درايك، طلع في انجلترا كاتب مسرحي اسمه مارلو، وده مهّد الطريق لشيكسبير(1564-1616)،اللي بقي أهم كتاب المسرح في أوروبا لغاية القرن العشرين، ولما محمد علي رمي أساسات الدولة المدنية الحديثة، وكان عمادها جيش وطني قوي، ونهضة تعليمية وزراعية وصناعية، اجتذبت مصر كل الأحرار المستنيرين الهربانين من القهر العثماني، وساهموا مع رفاعة وتلاميذه في بناء القوة الناعمة لمصر في المنطقة، ولما ثار المصريين سنة 1919، ورمي طلعت حرب أساس اقتصاد وطني مستقل، وأسس مطبعة مصر والمسرح القومي وستديو مصر، وبعد كده أسست الدولة الإذاعة المصرية، بدأت القوة الناعمة لمصر تمارس دورها في المنطقة العربية، وازداد نفوذها وتأثيرها مع عبد الناصر وحلمه العروبي، وده كله تراجع للأسف مع انكسار المشروع القومي، وانكفت مصر علي ذاتها، وتراجعت اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، وبدأ نفوذ قوتها الناعمة وتأثيرها علي المنطقة يدوب ويتلاشي لما ساد نظام التبعية والفساد والاستبداد .
يعني معني الكلام يا اخواننا، القوة الناعمة مالهاش وجود ولا تأثير، إلا إذا كانت وراها قوة صلبة بصحيح، يعني لازم جيش وطني قوي، ومنظومة إنتاج زراعي وصناعي مستقلة، وشعب حر ومستنير وعنده الإرادة والقدرة انه يبني دولة مدنية حديثة وعادلة، ساعتها بس تستعيد قوتنا الناعمة تأثيرها ونفوذها، وترجع فنوننا وآدابنا تجمع الأمة العربية علي طريق التقدم .
أوراق قديمة
وده الجزء الأخير من المقطع الأخير في قصيدة كتبتها ف أكتوبر 1964، اسمها "الموت في عز الفجر.
ياللا بنا يا اخواتي.. ح ندّن خلاص
ده الليل تقيل،
وسماه ياولداه رصاص !
ياللا نسير م الساقية للمدنة
ونجيب صباح الفل لبلدنا
ونصحي في الفلاحة والبلاص
م الساقية للمدنة ح نتمشّي
منتور يا منتور عتر في الممشي
واحنا تلات بلالات، وفجرنا جايّ
بس القمر فوقنا بعين عمشا
والريح بتتلوي ليّ
م الفرحة ولّا من الهوا الرعشة؟!
ولّا من الوحشة ؟!
أنا قلبي مقبوض آه يا قلبي أيّْ !!
داحنا تلاتة اخوات مازيّنا زي ّ
الدم في عروقنا ما هواش ميّ
طب ليه يا روحي مكرمشة وكامشة ؟!
لوديب من الفلا جايّ
ح نسلخه وهُوحيّ
نتغدي بيه قبلن ما يتعشي
لوضبع برضك أمره يتدبر
لكن ده ايه ؟! يا حظنا الأغبر !
ده أخّنا الأكبر
حامي وماسك في اليمين خنجر
وده أخّنا الأصغر
حامي وماسك في الشمال خنجر
والحية ع العشب الطري الأخضر
تتلوّي .. تتجرجر:
" مين اللي ح يأدّن أدان الفجر ؟!
مين اللي ياخد الأجر ؟!"
يا قلبي يا موجوع
شوف خنجر البين..
ع الضلوع مرفوع
يا أرض يانتاية
ح تقلبي الآية ؟!
بدل ما نصحي نتقتل في الفجر؟!
يا قمر يا نيكل يا بوعين عميا
ودّك تشوف الدم ع المية ؟!
يا حية يا جايّة
ودّك تسفّي في الدما النيَّة
يا فجر ياللي جاي بقتل الأخ
حاسب تدوس الفخ
يا قلبي صرّخ : أخ
الصرخة في جدور العصب غايرة
كأنها عصفورة علي كلمة تقوم طايرة
أهي واقفة تستنظر
الصرخة اهي بتستنظر الخنجر!
وانا مش بنص ضمير ونص لسان
أنا مش عويل وجبان
يا قاضي قرّب من ورا السسبان
دالفجر هلّ وبان
ما اقبلش يمشي الفجر علي دمي
يا عشب طاطي لجبّة القاضي
باللي يقوله قلبنا راضي
ولا اشوفش دم اخواتي علي كُمّي
- اسأل .. انا شاهد
أحسن ما اكون علي قبرهم شاهد!
الوز لاخضر ع القنا صلي
صلي ودعا ألله
الدنيا صبحت كلها مصلي
القاضي لاخضر قال :
" دي بلدنا بنت حلال
يلزم لفجريتها ألف بلال
علشان تقوم م النوم
تقوم وتملا الزلعة م الترعة
وتحش للماشية عشان ترعي
وتضم في الزرعة
وتلم في الصومعة
وتطحن القهر الهجين والغلال
وتبل قيضها وغيظها م الزلعة
وتضفّر الموال ضفاير طوال
ماحد خالي من الهم ّ.. حتي قلوع المراكب، حِسّك تقول للندل يا عمّ... وإن كان علي السرج راكب»‬ (ابن عروس) تغريدة
لما شفت صاحبي جنرال القهاوي المتقاعد قاعد في ركنه المعتاد في القهوة، جريت عليه وقلت له وانا باخده بالأحضان :" فينك يا عم من زمان، وإيه الغيبة الطويلة دي؟!"، قال :" كنت ف عزلة اختيارية، باراجع حساباتي، وباحاول اقرا الواقع اللي احنا عايشينه دلوقت"، ضحكت وقلت :"عال يا عم الجنرال، وشايف إيه بالصلا ع النبي ؟! قال: "شايف اللي كل الدنيا شايفاه، شايف مصر وشعبها العظيم والأمة العربية كلها زي اللي ماشيين في حقل ألغام رهيب، ولازم نشق طريقنا بحذر وإصرار في وسط الألغام اللي مزروعة حوالينا في كل ناحية، لازم نبص تحت رجلينا وحوالينا، بعيون زرقاء اليمامة اللي بتشوف أبعد من مدي الشوف، ونعرف ان أول طريقنا بعيد وآخره بعيد علي رأي عمنا الكبير صلاح جاهين"، عملت مش فاهم، وسألته ببراءة مصطنعة :" وايه طبيعة الألغام دي يا عم الجنرال ؟، قال: الألغام اللي تحت رجلينا هنا ف مصر والمنطقة العربية مشاكل أمنية واقتصادية واجتماعية وسياسية مالهاش أول ولازم نعمل لها آخر، والألغام اللي حوالينا هيه مصالح العفريت الشراني العجوز، قاطع الطريق المفتري اللي واقف في سكتنا وسكة الإنسانية كلها للمستقبل، وعايز يفتفت الدنيا كلها حتت صغيرة سهلة البلع والهضم "، قاطعته : " بالراحة عليا يا عم الجنرال، ما تصعبهاش عليا وسايق عليك النبي هات م الآخر وقل لي ح نعدي من حقل الألغام ولّأ ..لا قدر الله ؟!" وبثقة خبير استراتيجي مضروب م اللي بنشوف بعضهم في التلفزيونات قال :" احنا بالفعل بنعدي، وح نعدي، وح نوصل بإذن الله وبإرادة الشعب اللي مش ح يفرط في حلمه، وادينا شايفين ازاي بنتصدي للغم اللي اسمه المشكلة الأمنية اللي بتهدد الأمن الوطني المصري والأمن القومي العربي" قلت له : "قصدك الإرهاب؟ " قال " ده أحد وجوه المشكلة الأمنية، لأن الأمن الوطني والأمن القومي بيشمل كل نواحي حياتنا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والمعركة اللي اتكتب علينا نخوضها معركة وجود مش معركة حدود، ويا نقب كلنا علي وش الدنيا، يا نخرج كلنا م التاريخ والجغرافيا، وتترسم خريطة الشرق الأوسط علي هوي العفريت الشراني العجوز ولمصلحته وبالتفاهم مع تركيا وايران واسرائيل، وعلي حساب مصر والأمة العربية كلها، وانا يا شاعر مش خايف علي مصر وواثق ان مصر وشعب مصر أقوي من الإرهاب واللي وراه، ويستحيل علي أي قوة مهما كانت انها تكسر إرادة المصريين بعد موجتين ثوريتين ما شافتش الدنيا زيهم، وبصراحة أد ما الجريمة الإرهابية اللي راح فيها شهداء من جيشنا الوطني وجعتنا، أد ما جمعتنا كلنا جيش وشعب . وقصاد إرادتنا الموحدة دي مفيش قوة في الدنيا ح تقدر علينا إن شاء الله، المهم قنابل الصوت والدخان اللي بترفقع في وسطينا وحوالينا، ما تشتتش انتباهنا، ولا تحرفنا عن هدفنا، لازم نفتح عيون زرقاء اليمامة علي الآخر، عشان نعرف نشق طريقنا وسط الألغام وقنابل الصوت والدخان". قلت له :" وايه بقي قنابل الصوت والدخان دي كمان؟!" قال لي باستنكار :" هوه انت مش واخد بالك م الفرقعات المزعجة اللي بينّا وحوالينا، والدخان اللي مالي سكتنا وح يعمينا؟!"، قلت له :" اللي هيه إيه يعني؟!" قال:" خد عندك يا عم الشاعر، آدي قنبلة صوت مزعجة بتستغل انشغالنا بالتصدي للإرهاب وبتحاول تشق صفوفنا بالهجوم علي شباب يناير، وبدل ما الشباب دول يبقوا راس حربتنا ف صدر الإرهاب وفكره المتخلف، بنعاديهم ونجرح فيهم، وخد عندك كمان قنبلة صوت مزعجة تانية، فرقعتها عمالة تقول لنا :" لا صوت يعلوفوق صوت المعركة، ومعركتنا الاستراتيجية هيه اللي ضد الإرهاب "، مع ان الحقيقة اللي مش لازم ننساها ولا تغيب عن بالنا، ان معركتنا اللي ح ننتصر فيها ع الإرهاب – إن شاء الله – مجرد معركة تكتيكية، وقدامنا معارك تكتيكية كتير غيرها عشان نوصل لهدفنا الاستراتيجي الكبير، ومش لازم المعركة دي تشغلنا عن بقية المعارك الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ومش لازم ندوس ع الحقوق والحريات بدعوي ان لاصوت يعلوفوق صوت المعركة، ومش معني اننا نمشي ف طريق خارطة المستقبل اننا ندوس ع الشباب اصحاب المستقبل، لازم نتقدم علي كل الجبهات ف نفس الوقت، واحنا وجيشنا الوطني قادرين – بعون الله – نحقق كل اللي بنتمناه "، حطيت إيدي علي راسي، وقلت له وانا بانفخ:" كفاية كده دلوقت احسن دماغي ورمت يا جنرال، خليني امزمز في الكلام ده علي مهلي، ونكمل الأسبوع الجاي، سلام .
القوة الناعمة ..فين ؟!
المثقفين اليومين دول قاعدين يتكلموا عن القوة الناعمة لمصر، وضرورة ان القوة الناعمة دي تستعيد دورها في النهوض بالأمة العربية، وانا كل ما اسمع الكلام ده أسرح في شوية حكايات حوالين القوة الناعمة، وأول الحكايات دي يعرفها كل اللي قروا في تاريخ المسرح من عصر النهضة وجاي، لما كانت اسبانيا ف زمانها أعظم قوة بحرية ف أوروبا، وعلي أيام ايزابيلا وفرديناند طلع كولومبوس واكتشف أميركا (1492 م)، وبقت اسبانيا أغني بلاد أوروبا وأقواها، وبقي " لوب دي فيجا" و"كالديرون" أهم كتاب المسرح في أوروبا، بس لما انكسر اسطول اسبانيا (الأرمادا) سنة 1591 قدام الأسطول الانجليزي اللي كان بيقوده سير فرانسيس درايك، طلع في انجلترا كاتب مسرحي اسمه مارلو، وده مهّد الطريق لشيكسبير(1564-1616)،اللي بقي أهم كتاب المسرح في أوروبا لغاية القرن العشرين، ولما محمد علي رمي أساسات الدولة المدنية الحديثة، وكان عمادها جيش وطني قوي، ونهضة تعليمية وزراعية وصناعية، اجتذبت مصر كل الأحرار المستنيرين الهربانين من القهر العثماني، وساهموا مع رفاعة وتلاميذه في بناء القوة الناعمة لمصر في المنطقة، ولما ثار المصريين سنة 1919، ورمي طلعت حرب أساس اقتصاد وطني مستقل، وأسس مطبعة مصر والمسرح القومي وستديو مصر، وبعد كده أسست الدولة الإذاعة المصرية، بدأت القوة الناعمة لمصر تمارس دورها في المنطقة العربية، وازداد نفوذها وتأثيرها مع عبد الناصر وحلمه العروبي، وده كله تراجع للأسف مع انكسار المشروع القومي، وانكفت مصر علي ذاتها، وتراجعت اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، وبدأ نفوذ قوتها الناعمة وتأثيرها علي المنطقة يدوب ويتلاشي لما ساد نظام التبعية والفساد والاستبداد .
يعني معني الكلام يا اخواننا، القوة الناعمة مالهاش وجود ولا تأثير، إلا إذا كانت وراها قوة صلبة بصحيح، يعني لازم جيش وطني قوي، ومنظومة إنتاج زراعي وصناعي مستقلة، وشعب حر ومستنير وعنده الإرادة والقدرة انه يبني دولة مدنية حديثة وعادلة، ساعتها بس تستعيد قوتنا الناعمة تأثيرها ونفوذها، وترجع فنوننا وآدابنا تجمع الأمة العربية علي طريق التقدم .
أوراق قديمة
وده الجزء الأخير من المقطع الأخير في قصيدة كتبتها ف أكتوبر 1964، اسمها "الموت في عز الفجر.
ياللا بنا يا اخواتي.. ح ندّن خلاص
ده الليل تقيل،
وسماه ياولداه رصاص !
ياللا نسير م الساقية للمدنة
ونجيب صباح الفل لبلدنا
ونصحي في الفلاحة والبلاص
م الساقية للمدنة ح نتمشّي
منتور يا منتور عتر في الممشي
واحنا تلات بلالات، وفجرنا جايّ
بس القمر فوقنا بعين عمشا
والريح بتتلوي ليّ
م الفرحة ولّا من الهوا الرعشة؟!
ولّا من الوحشة ؟!
أنا قلبي مقبوض آه يا قلبي أيّْ !!
داحنا تلاتة اخوات مازيّنا زي ّ
الدم في عروقنا ما هواش ميّ
طب ليه يا روحي مكرمشة وكامشة ؟!
لوديب من الفلا جايّ
ح نسلخه وهُوحيّ
نتغدي بيه قبلن ما يتعشي
لوضبع برضك أمره يتدبر
لكن ده ايه ؟! يا حظنا الأغبر !
ده أخّنا الأكبر
حامي وماسك في اليمين خنجر
وده أخّنا الأصغر
حامي وماسك في الشمال خنجر
والحية ع العشب الطري الأخضر
تتلوّي .. تتجرجر:
" مين اللي ح يأدّن أدان الفجر ؟!
مين اللي ياخد الأجر ؟!"
يا قلبي يا موجوع
شوف خنجر البين..
ع الضلوع مرفوع
يا أرض يانتاية
ح تقلبي الآية ؟!
بدل ما نصحي نتقتل في الفجر؟!
يا قمر يا نيكل يا بوعين عميا
ودّك تشوف الدم ع المية ؟!
يا حية يا جايّة
ودّك تسفّي في الدما النيَّة
يا فجر ياللي جاي بقتل الأخ
حاسب تدوس الفخ
يا قلبي صرّخ : أخ
الصرخة في جدور العصب غايرة
كأنها عصفورة علي كلمة تقوم طايرة
أهي واقفة تستنظر
الصرخة اهي بتستنظر الخنجر!
وانا مش بنص ضمير ونص لسان
أنا مش عويل وجبان
يا قاضي قرّب من ورا السسبان
دالفجر هلّ وبان
ما اقبلش يمشي الفجر علي دمي
يا عشب طاطي لجبّة القاضي
باللي يقوله قلبنا راضي
ولا اشوفش دم اخواتي علي كُمّي
- اسأل .. انا شاهد
أحسن ما اكون علي قبرهم شاهد!
الوز لاخضر ع القنا صلي
صلي ودعا ألله
الدنيا صبحت كلها مصلي
القاضي لاخضر قال :
" دي بلدنا بنت حلال
يلزم لفجريتها ألف بلال
علشان تقوم م النوم
تقوم وتملا الزلعة م الترعة
وتحش للماشية عشان ترعي
وتضم في الزرعة
وتلم في الصومعة
وتطحن القهر الهجين والغلال
وتبل قيضها وغيظها م الزلعة
وتضفّر الموال ضفاير طوال


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.