أجواء احتفالية أثناء استقبال الطلاب في أول أيام العام الدراسي الجديد بجامعة أسيوط    وزير التعليم العالي يفتتح أول عام دراسي بجامعة القاهرة الأهلية    9 كليات بنسبة 100%.. تنسيق شهادة قطر مسار علمي 2025    تحت شعار «عهد علينا حب الوطن».. بدء العام الدراسي الجديد بالمعاهد الأزهرية    أكاديمية الشرطة تنظم دورة لإعداد المدربين في فحص الوثائق    سعر الدولار الأمريكي أمام الجنيه المصري في ختام اليوم 20 سبتمبر    نائب محافظ المنوفية يتابع نسب إنجاز ملف تقنين أراضي أملاك الدولة    إطلاق مبادرة لنظافة شوارع القاهرة بمشاركة 200 شاب    محافظ الأقصر يكرم عمال النظافة: "أنتم أبطال زيارة ملك إسبانيا" (صور)    الأمم المتحدة.. منظمة تعانى من أمراض الشيخوخة |قراءة فى أعمال الدورة.. اختبار مصيرى بين الإصلاح وضغط الأزمات    مصرع شخصين إثر انهيار مدرسة في شرق العاصمة الروسية    مصر ترحب باعتزام البرتغال الاعتراف بالدولة الفلسطينية    ترامب: نجري محادثات لاستعادة قاعدة بغرام بأفغانستان.. وإعادة تأسيس وجود عسكري أمريكي صغير هناك    توتنهام يهاجم برايتون ب ريتشارليسون وأودبيرت في الدوري الإنجليزي    الولايات المتحدة تلغي «الحماية المؤقتة» للسوريين    انطلاق مباراة بايرن ميونخ أمام هوفنهايم في الدوري الألماني    بشق الأنفس.. ليفربول يهزم إيفرتون ويواصل صدارة البريميرليج    إدريس يهنئ الأهلي والزهور والشمس على نجاح الجمعيات العمومية    الدوري الإنجليزي.. محمد قدوس يقود تشكيل توتنهام ضد برايتون    بهدية صلاح.. ليفربول يتقدم على إيفرتون في الديربي    محمد سراج يوجّه رسالة لأعضاء الجمعية العمومية في الأهلي    رامي ربيعة يعود للتشكيل الأساسي مع العين بعد غياب 3 أسابيع    مصدر أمني ينفي الادعاء بقيام ضابط بالتعدي على سيدة في الشرقية    واقعة قديمة.. الداخلية تنفي مشاجرة سيدتين بالشرقية    فيديو قديم يُثير الجدل بالشرقية.. الأمن يكشف كذب ادعاء مشاجرة بين سيدتين    إحالة أوراق 3 أصدقاء بالشرقية للمفتي.. قتلوا صديقهم ودفنوه    بعد إثارتها الجدل.. ما هي تقنية الرحيل الرقمي التي تعيد الموتى افتراضيا؟    المشدد 7 سنوات وغرامة 100 ألف جنيه لمتهمين بالاتجار فى المواد المخدرة بقنا    "أنا وأحمد منفصلين ومحبتش غيره".. انفصال أحمد مكي ومي كمال    كريم عبد العزيز يتصدر موسم صيف 2025 ب "المشروع x"    بالصور.. السفير بسام راضي يفتتح الموسم الثقافي والفني الجديد للأكاديمية المصرية بروما    "الأميرة الضفدع" في افتتاح مهرجان الغردقة لسينما الشباب    ميريام فارس تشعل ختام موسم الصيف بالساحل الشمالي بحفل استثنائي    موعد صلاة العصر.. ودعاء عند ختم الصلاة    ماذا يعلمنا دعاء الوتر؟.. رئيس جامعة الأزهر يوضح    بالصور.. تكريم 15 حافظًا للقرآن الكريم بالبعيرات في الأقصر    دليل مواقيت الصلاة اليومية اليوم السبت 20 سبتمبر 2025 في المنيا    الصحة: تقرير لمنظمة الصحة العالمية يشيد بجهود مصر في تعزيز سلامة المرضى    المرحلة الثانية لمنظومة التأمين الصحي الشامل تستهدف 12 مليون مواطن    من شنغهاي.. وزير الصحة يبحث مع مسئولي هواوي التعاون في التكنولوجيا الطبية    خطة شاملة لتعزيز الصحة المدرسية مع انطلاق العام الدراسي الجديد    الأردن يفوز بعضوية مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية    رئيس جامعة بنها يهنئ الطلاب بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد    اتفاقية تعاون بين التخطيط القومي وتنمية المشروعات لدعم استراتيجيته وتطوير برامجه    فى يومهم العالمي.. «الصحة العالمية» تشيد بجهود مصر في سلامة المرضى    مصرع تاجري مخدرات في حملة أمنية بقنا    «الداخلية» تكشف حقيقة الاعتداء على مُسن في الدقهلية    مدبولي: وجود بنية أساسية متطورة عامل رئيسي لجذب الاستثمارات في مصر    تعرف على مواعيد أقساط سداد قيمة المصروفات الدراسية لعام 2026    9 محظورات للطلاب بالعام الدراسى الجديد.. تعرف عليها    موعد مباراة بيراميدز ضد الأهلي السعودي في كأس إنتركونتيننتال 2025    القومي للمرأة ينظم لقاء حول "دور المرأة في حفظ السلام وتعزيز ثقافة التسامح"    «مفرقش معايا كلام الناس»| كارول سماحة ترد على انتقادات عملها بعد أيام من وفاة زوجها    حسام حبيب عن شيرين: «معرفش حاجة عنها»    البرلمان العربي يرحب بتقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة بشأن الإبادة الجماعية في قطاع غزة    دعاء كسوف الشمس اليوم مكتوب كامل    محمد سعد يهز قاعة دير جيست ويُبكي الحضور: "جائزتي لروح سامح عبد العزيز"    محمود محيي الدين: مستقبل الدولار يواجه تحديات.. والذهب يعود بقوة(فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
حقل ألغام.. وقنابل صوت ودخان

ماحد خالي من الهم ّ.. حتي قلوع المراكب، حِسّك تقول للندل يا عمّ... وإن كان علي السرج راكب»‬ (ابن عروس) تغريدة
لما شفت صاحبي جنرال القهاوي المتقاعد قاعد في ركنه المعتاد في القهوة، جريت عليه وقلت له وانا باخده بالأحضان :" فينك يا عم من زمان، وإيه الغيبة الطويلة دي؟!"، قال :" كنت ف عزلة اختيارية، باراجع حساباتي، وباحاول اقرا الواقع اللي احنا عايشينه دلوقت"، ضحكت وقلت :"عال يا عم الجنرال، وشايف إيه بالصلا ع النبي ؟! قال: "شايف اللي كل الدنيا شايفاه، شايف مصر وشعبها العظيم والأمة العربية كلها زي اللي ماشيين في حقل ألغام رهيب، ولازم نشق طريقنا بحذر وإصرار في وسط الألغام اللي مزروعة حوالينا في كل ناحية، لازم نبص تحت رجلينا وحوالينا، بعيون زرقاء اليمامة اللي بتشوف أبعد من مدي الشوف، ونعرف ان أول طريقنا بعيد وآخره بعيد علي رأي عمنا الكبير صلاح جاهين"، عملت مش فاهم، وسألته ببراءة مصطنعة :" وايه طبيعة الألغام دي يا عم الجنرال ؟، قال: الألغام اللي تحت رجلينا هنا ف مصر والمنطقة العربية مشاكل أمنية واقتصادية واجتماعية وسياسية مالهاش أول ولازم نعمل لها آخر، والألغام اللي حوالينا هيه مصالح العفريت الشراني العجوز، قاطع الطريق المفتري اللي واقف في سكتنا وسكة الإنسانية كلها للمستقبل، وعايز يفتفت الدنيا كلها حتت صغيرة سهلة البلع والهضم "، قاطعته : " بالراحة عليا يا عم الجنرال، ما تصعبهاش عليا وسايق عليك النبي هات م الآخر وقل لي ح نعدي من حقل الألغام ولّأ ..لا قدر الله ؟!" وبثقة خبير استراتيجي مضروب م اللي بنشوف بعضهم في التلفزيونات قال :" احنا بالفعل بنعدي، وح نعدي، وح نوصل بإذن الله وبإرادة الشعب اللي مش ح يفرط في حلمه، وادينا شايفين ازاي بنتصدي للغم اللي اسمه المشكلة الأمنية اللي بتهدد الأمن الوطني المصري والأمن القومي العربي" قلت له : "قصدك الإرهاب؟ " قال " ده أحد وجوه المشكلة الأمنية، لأن الأمن الوطني والأمن القومي بيشمل كل نواحي حياتنا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والمعركة اللي اتكتب علينا نخوضها معركة وجود مش معركة حدود، ويا نقب كلنا علي وش الدنيا، يا نخرج كلنا م التاريخ والجغرافيا، وتترسم خريطة الشرق الأوسط علي هوي العفريت الشراني العجوز ولمصلحته وبالتفاهم مع تركيا وايران واسرائيل، وعلي حساب مصر والأمة العربية كلها، وانا يا شاعر مش خايف علي مصر وواثق ان مصر وشعب مصر أقوي من الإرهاب واللي وراه، ويستحيل علي أي قوة مهما كانت انها تكسر إرادة المصريين بعد موجتين ثوريتين ما شافتش الدنيا زيهم، وبصراحة أد ما الجريمة الإرهابية اللي راح فيها شهداء من جيشنا الوطني وجعتنا، أد ما جمعتنا كلنا جيش وشعب . وقصاد إرادتنا الموحدة دي مفيش قوة في الدنيا ح تقدر علينا إن شاء الله، المهم قنابل الصوت والدخان اللي بترفقع في وسطينا وحوالينا، ما تشتتش انتباهنا، ولا تحرفنا عن هدفنا، لازم نفتح عيون زرقاء اليمامة علي الآخر، عشان نعرف نشق طريقنا وسط الألغام وقنابل الصوت والدخان". قلت له :" وايه بقي قنابل الصوت والدخان دي كمان؟!" قال لي باستنكار :" هوه انت مش واخد بالك م الفرقعات المزعجة اللي بينّا وحوالينا، والدخان اللي مالي سكتنا وح يعمينا؟!"، قلت له :" اللي هيه إيه يعني؟!" قال:" خد عندك يا عم الشاعر، آدي قنبلة صوت مزعجة بتستغل انشغالنا بالتصدي للإرهاب وبتحاول تشق صفوفنا بالهجوم علي شباب يناير، وبدل ما الشباب دول يبقوا راس حربتنا ف صدر الإرهاب وفكره المتخلف، بنعاديهم ونجرح فيهم، وخد عندك كمان قنبلة صوت مزعجة تانية، فرقعتها عمالة تقول لنا :" لا صوت يعلوفوق صوت المعركة، ومعركتنا الاستراتيجية هيه اللي ضد الإرهاب "، مع ان الحقيقة اللي مش لازم ننساها ولا تغيب عن بالنا، ان معركتنا اللي ح ننتصر فيها ع الإرهاب – إن شاء الله – مجرد معركة تكتيكية، وقدامنا معارك تكتيكية كتير غيرها عشان نوصل لهدفنا الاستراتيجي الكبير، ومش لازم المعركة دي تشغلنا عن بقية المعارك الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ومش لازم ندوس ع الحقوق والحريات بدعوي ان لاصوت يعلوفوق صوت المعركة، ومش معني اننا نمشي ف طريق خارطة المستقبل اننا ندوس ع الشباب اصحاب المستقبل، لازم نتقدم علي كل الجبهات ف نفس الوقت، واحنا وجيشنا الوطني قادرين – بعون الله – نحقق كل اللي بنتمناه "، حطيت إيدي علي راسي، وقلت له وانا بانفخ:" كفاية كده دلوقت احسن دماغي ورمت يا جنرال، خليني امزمز في الكلام ده علي مهلي، ونكمل الأسبوع الجاي، سلام .
القوة الناعمة ..فين ؟!
المثقفين اليومين دول قاعدين يتكلموا عن القوة الناعمة لمصر، وضرورة ان القوة الناعمة دي تستعيد دورها في النهوض بالأمة العربية، وانا كل ما اسمع الكلام ده أسرح في شوية حكايات حوالين القوة الناعمة، وأول الحكايات دي يعرفها كل اللي قروا في تاريخ المسرح من عصر النهضة وجاي، لما كانت اسبانيا ف زمانها أعظم قوة بحرية ف أوروبا، وعلي أيام ايزابيلا وفرديناند طلع كولومبوس واكتشف أميركا (1492 م)، وبقت اسبانيا أغني بلاد أوروبا وأقواها، وبقي " لوب دي فيجا" و"كالديرون" أهم كتاب المسرح في أوروبا، بس لما انكسر اسطول اسبانيا (الأرمادا) سنة 1591 قدام الأسطول الانجليزي اللي كان بيقوده سير فرانسيس درايك، طلع في انجلترا كاتب مسرحي اسمه مارلو، وده مهّد الطريق لشيكسبير(1564-1616)،اللي بقي أهم كتاب المسرح في أوروبا لغاية القرن العشرين، ولما محمد علي رمي أساسات الدولة المدنية الحديثة، وكان عمادها جيش وطني قوي، ونهضة تعليمية وزراعية وصناعية، اجتذبت مصر كل الأحرار المستنيرين الهربانين من القهر العثماني، وساهموا مع رفاعة وتلاميذه في بناء القوة الناعمة لمصر في المنطقة، ولما ثار المصريين سنة 1919، ورمي طلعت حرب أساس اقتصاد وطني مستقل، وأسس مطبعة مصر والمسرح القومي وستديو مصر، وبعد كده أسست الدولة الإذاعة المصرية، بدأت القوة الناعمة لمصر تمارس دورها في المنطقة العربية، وازداد نفوذها وتأثيرها مع عبد الناصر وحلمه العروبي، وده كله تراجع للأسف مع انكسار المشروع القومي، وانكفت مصر علي ذاتها، وتراجعت اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، وبدأ نفوذ قوتها الناعمة وتأثيرها علي المنطقة يدوب ويتلاشي لما ساد نظام التبعية والفساد والاستبداد .
يعني معني الكلام يا اخواننا، القوة الناعمة مالهاش وجود ولا تأثير، إلا إذا كانت وراها قوة صلبة بصحيح، يعني لازم جيش وطني قوي، ومنظومة إنتاج زراعي وصناعي مستقلة، وشعب حر ومستنير وعنده الإرادة والقدرة انه يبني دولة مدنية حديثة وعادلة، ساعتها بس تستعيد قوتنا الناعمة تأثيرها ونفوذها، وترجع فنوننا وآدابنا تجمع الأمة العربية علي طريق التقدم .
أوراق قديمة
وده الجزء الأخير من المقطع الأخير في قصيدة كتبتها ف أكتوبر 1964، اسمها "الموت في عز الفجر.
ياللا بنا يا اخواتي.. ح ندّن خلاص
ده الليل تقيل،
وسماه ياولداه رصاص !
ياللا نسير م الساقية للمدنة
ونجيب صباح الفل لبلدنا
ونصحي في الفلاحة والبلاص
م الساقية للمدنة ح نتمشّي
منتور يا منتور عتر في الممشي
واحنا تلات بلالات، وفجرنا جايّ
بس القمر فوقنا بعين عمشا
والريح بتتلوي ليّ
م الفرحة ولّا من الهوا الرعشة؟!
ولّا من الوحشة ؟!
أنا قلبي مقبوض آه يا قلبي أيّْ !!
داحنا تلاتة اخوات مازيّنا زي ّ
الدم في عروقنا ما هواش ميّ
طب ليه يا روحي مكرمشة وكامشة ؟!
لوديب من الفلا جايّ
ح نسلخه وهُوحيّ
نتغدي بيه قبلن ما يتعشي
لوضبع برضك أمره يتدبر
لكن ده ايه ؟! يا حظنا الأغبر !
ده أخّنا الأكبر
حامي وماسك في اليمين خنجر
وده أخّنا الأصغر
حامي وماسك في الشمال خنجر
والحية ع العشب الطري الأخضر
تتلوّي .. تتجرجر:
" مين اللي ح يأدّن أدان الفجر ؟!
مين اللي ياخد الأجر ؟!"
يا قلبي يا موجوع
شوف خنجر البين..
ع الضلوع مرفوع
يا أرض يانتاية
ح تقلبي الآية ؟!
بدل ما نصحي نتقتل في الفجر؟!
يا قمر يا نيكل يا بوعين عميا
ودّك تشوف الدم ع المية ؟!
يا حية يا جايّة
ودّك تسفّي في الدما النيَّة
يا فجر ياللي جاي بقتل الأخ
حاسب تدوس الفخ
يا قلبي صرّخ : أخ
الصرخة في جدور العصب غايرة
كأنها عصفورة علي كلمة تقوم طايرة
أهي واقفة تستنظر
الصرخة اهي بتستنظر الخنجر!
وانا مش بنص ضمير ونص لسان
أنا مش عويل وجبان
يا قاضي قرّب من ورا السسبان
دالفجر هلّ وبان
ما اقبلش يمشي الفجر علي دمي
يا عشب طاطي لجبّة القاضي
باللي يقوله قلبنا راضي
ولا اشوفش دم اخواتي علي كُمّي
- اسأل .. انا شاهد
أحسن ما اكون علي قبرهم شاهد!
الوز لاخضر ع القنا صلي
صلي ودعا ألله
الدنيا صبحت كلها مصلي
القاضي لاخضر قال :
" دي بلدنا بنت حلال
يلزم لفجريتها ألف بلال
علشان تقوم م النوم
تقوم وتملا الزلعة م الترعة
وتحش للماشية عشان ترعي
وتضم في الزرعة
وتلم في الصومعة
وتطحن القهر الهجين والغلال
وتبل قيضها وغيظها م الزلعة
وتضفّر الموال ضفاير طوال
ماحد خالي من الهم ّ.. حتي قلوع المراكب، حِسّك تقول للندل يا عمّ... وإن كان علي السرج راكب»‬ (ابن عروس) تغريدة
لما شفت صاحبي جنرال القهاوي المتقاعد قاعد في ركنه المعتاد في القهوة، جريت عليه وقلت له وانا باخده بالأحضان :" فينك يا عم من زمان، وإيه الغيبة الطويلة دي؟!"، قال :" كنت ف عزلة اختيارية، باراجع حساباتي، وباحاول اقرا الواقع اللي احنا عايشينه دلوقت"، ضحكت وقلت :"عال يا عم الجنرال، وشايف إيه بالصلا ع النبي ؟! قال: "شايف اللي كل الدنيا شايفاه، شايف مصر وشعبها العظيم والأمة العربية كلها زي اللي ماشيين في حقل ألغام رهيب، ولازم نشق طريقنا بحذر وإصرار في وسط الألغام اللي مزروعة حوالينا في كل ناحية، لازم نبص تحت رجلينا وحوالينا، بعيون زرقاء اليمامة اللي بتشوف أبعد من مدي الشوف، ونعرف ان أول طريقنا بعيد وآخره بعيد علي رأي عمنا الكبير صلاح جاهين"، عملت مش فاهم، وسألته ببراءة مصطنعة :" وايه طبيعة الألغام دي يا عم الجنرال ؟، قال: الألغام اللي تحت رجلينا هنا ف مصر والمنطقة العربية مشاكل أمنية واقتصادية واجتماعية وسياسية مالهاش أول ولازم نعمل لها آخر، والألغام اللي حوالينا هيه مصالح العفريت الشراني العجوز، قاطع الطريق المفتري اللي واقف في سكتنا وسكة الإنسانية كلها للمستقبل، وعايز يفتفت الدنيا كلها حتت صغيرة سهلة البلع والهضم "، قاطعته : " بالراحة عليا يا عم الجنرال، ما تصعبهاش عليا وسايق عليك النبي هات م الآخر وقل لي ح نعدي من حقل الألغام ولّأ ..لا قدر الله ؟!" وبثقة خبير استراتيجي مضروب م اللي بنشوف بعضهم في التلفزيونات قال :" احنا بالفعل بنعدي، وح نعدي، وح نوصل بإذن الله وبإرادة الشعب اللي مش ح يفرط في حلمه، وادينا شايفين ازاي بنتصدي للغم اللي اسمه المشكلة الأمنية اللي بتهدد الأمن الوطني المصري والأمن القومي العربي" قلت له : "قصدك الإرهاب؟ " قال " ده أحد وجوه المشكلة الأمنية، لأن الأمن الوطني والأمن القومي بيشمل كل نواحي حياتنا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والمعركة اللي اتكتب علينا نخوضها معركة وجود مش معركة حدود، ويا نقب كلنا علي وش الدنيا، يا نخرج كلنا م التاريخ والجغرافيا، وتترسم خريطة الشرق الأوسط علي هوي العفريت الشراني العجوز ولمصلحته وبالتفاهم مع تركيا وايران واسرائيل، وعلي حساب مصر والأمة العربية كلها، وانا يا شاعر مش خايف علي مصر وواثق ان مصر وشعب مصر أقوي من الإرهاب واللي وراه، ويستحيل علي أي قوة مهما كانت انها تكسر إرادة المصريين بعد موجتين ثوريتين ما شافتش الدنيا زيهم، وبصراحة أد ما الجريمة الإرهابية اللي راح فيها شهداء من جيشنا الوطني وجعتنا، أد ما جمعتنا كلنا جيش وشعب . وقصاد إرادتنا الموحدة دي مفيش قوة في الدنيا ح تقدر علينا إن شاء الله، المهم قنابل الصوت والدخان اللي بترفقع في وسطينا وحوالينا، ما تشتتش انتباهنا، ولا تحرفنا عن هدفنا، لازم نفتح عيون زرقاء اليمامة علي الآخر، عشان نعرف نشق طريقنا وسط الألغام وقنابل الصوت والدخان". قلت له :" وايه بقي قنابل الصوت والدخان دي كمان؟!" قال لي باستنكار :" هوه انت مش واخد بالك م الفرقعات المزعجة اللي بينّا وحوالينا، والدخان اللي مالي سكتنا وح يعمينا؟!"، قلت له :" اللي هيه إيه يعني؟!" قال:" خد عندك يا عم الشاعر، آدي قنبلة صوت مزعجة بتستغل انشغالنا بالتصدي للإرهاب وبتحاول تشق صفوفنا بالهجوم علي شباب يناير، وبدل ما الشباب دول يبقوا راس حربتنا ف صدر الإرهاب وفكره المتخلف، بنعاديهم ونجرح فيهم، وخد عندك كمان قنبلة صوت مزعجة تانية، فرقعتها عمالة تقول لنا :" لا صوت يعلوفوق صوت المعركة، ومعركتنا الاستراتيجية هيه اللي ضد الإرهاب "، مع ان الحقيقة اللي مش لازم ننساها ولا تغيب عن بالنا، ان معركتنا اللي ح ننتصر فيها ع الإرهاب – إن شاء الله – مجرد معركة تكتيكية، وقدامنا معارك تكتيكية كتير غيرها عشان نوصل لهدفنا الاستراتيجي الكبير، ومش لازم المعركة دي تشغلنا عن بقية المعارك الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ومش لازم ندوس ع الحقوق والحريات بدعوي ان لاصوت يعلوفوق صوت المعركة، ومش معني اننا نمشي ف طريق خارطة المستقبل اننا ندوس ع الشباب اصحاب المستقبل، لازم نتقدم علي كل الجبهات ف نفس الوقت، واحنا وجيشنا الوطني قادرين – بعون الله – نحقق كل اللي بنتمناه "، حطيت إيدي علي راسي، وقلت له وانا بانفخ:" كفاية كده دلوقت احسن دماغي ورمت يا جنرال، خليني امزمز في الكلام ده علي مهلي، ونكمل الأسبوع الجاي، سلام .
القوة الناعمة ..فين ؟!
المثقفين اليومين دول قاعدين يتكلموا عن القوة الناعمة لمصر، وضرورة ان القوة الناعمة دي تستعيد دورها في النهوض بالأمة العربية، وانا كل ما اسمع الكلام ده أسرح في شوية حكايات حوالين القوة الناعمة، وأول الحكايات دي يعرفها كل اللي قروا في تاريخ المسرح من عصر النهضة وجاي، لما كانت اسبانيا ف زمانها أعظم قوة بحرية ف أوروبا، وعلي أيام ايزابيلا وفرديناند طلع كولومبوس واكتشف أميركا (1492 م)، وبقت اسبانيا أغني بلاد أوروبا وأقواها، وبقي " لوب دي فيجا" و"كالديرون" أهم كتاب المسرح في أوروبا، بس لما انكسر اسطول اسبانيا (الأرمادا) سنة 1591 قدام الأسطول الانجليزي اللي كان بيقوده سير فرانسيس درايك، طلع في انجلترا كاتب مسرحي اسمه مارلو، وده مهّد الطريق لشيكسبير(1564-1616)،اللي بقي أهم كتاب المسرح في أوروبا لغاية القرن العشرين، ولما محمد علي رمي أساسات الدولة المدنية الحديثة، وكان عمادها جيش وطني قوي، ونهضة تعليمية وزراعية وصناعية، اجتذبت مصر كل الأحرار المستنيرين الهربانين من القهر العثماني، وساهموا مع رفاعة وتلاميذه في بناء القوة الناعمة لمصر في المنطقة، ولما ثار المصريين سنة 1919، ورمي طلعت حرب أساس اقتصاد وطني مستقل، وأسس مطبعة مصر والمسرح القومي وستديو مصر، وبعد كده أسست الدولة الإذاعة المصرية، بدأت القوة الناعمة لمصر تمارس دورها في المنطقة العربية، وازداد نفوذها وتأثيرها مع عبد الناصر وحلمه العروبي، وده كله تراجع للأسف مع انكسار المشروع القومي، وانكفت مصر علي ذاتها، وتراجعت اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، وبدأ نفوذ قوتها الناعمة وتأثيرها علي المنطقة يدوب ويتلاشي لما ساد نظام التبعية والفساد والاستبداد .
يعني معني الكلام يا اخواننا، القوة الناعمة مالهاش وجود ولا تأثير، إلا إذا كانت وراها قوة صلبة بصحيح، يعني لازم جيش وطني قوي، ومنظومة إنتاج زراعي وصناعي مستقلة، وشعب حر ومستنير وعنده الإرادة والقدرة انه يبني دولة مدنية حديثة وعادلة، ساعتها بس تستعيد قوتنا الناعمة تأثيرها ونفوذها، وترجع فنوننا وآدابنا تجمع الأمة العربية علي طريق التقدم .
أوراق قديمة
وده الجزء الأخير من المقطع الأخير في قصيدة كتبتها ف أكتوبر 1964، اسمها "الموت في عز الفجر.
ياللا بنا يا اخواتي.. ح ندّن خلاص
ده الليل تقيل،
وسماه ياولداه رصاص !
ياللا نسير م الساقية للمدنة
ونجيب صباح الفل لبلدنا
ونصحي في الفلاحة والبلاص
م الساقية للمدنة ح نتمشّي
منتور يا منتور عتر في الممشي
واحنا تلات بلالات، وفجرنا جايّ
بس القمر فوقنا بعين عمشا
والريح بتتلوي ليّ
م الفرحة ولّا من الهوا الرعشة؟!
ولّا من الوحشة ؟!
أنا قلبي مقبوض آه يا قلبي أيّْ !!
داحنا تلاتة اخوات مازيّنا زي ّ
الدم في عروقنا ما هواش ميّ
طب ليه يا روحي مكرمشة وكامشة ؟!
لوديب من الفلا جايّ
ح نسلخه وهُوحيّ
نتغدي بيه قبلن ما يتعشي
لوضبع برضك أمره يتدبر
لكن ده ايه ؟! يا حظنا الأغبر !
ده أخّنا الأكبر
حامي وماسك في اليمين خنجر
وده أخّنا الأصغر
حامي وماسك في الشمال خنجر
والحية ع العشب الطري الأخضر
تتلوّي .. تتجرجر:
" مين اللي ح يأدّن أدان الفجر ؟!
مين اللي ياخد الأجر ؟!"
يا قلبي يا موجوع
شوف خنجر البين..
ع الضلوع مرفوع
يا أرض يانتاية
ح تقلبي الآية ؟!
بدل ما نصحي نتقتل في الفجر؟!
يا قمر يا نيكل يا بوعين عميا
ودّك تشوف الدم ع المية ؟!
يا حية يا جايّة
ودّك تسفّي في الدما النيَّة
يا فجر ياللي جاي بقتل الأخ
حاسب تدوس الفخ
يا قلبي صرّخ : أخ
الصرخة في جدور العصب غايرة
كأنها عصفورة علي كلمة تقوم طايرة
أهي واقفة تستنظر
الصرخة اهي بتستنظر الخنجر!
وانا مش بنص ضمير ونص لسان
أنا مش عويل وجبان
يا قاضي قرّب من ورا السسبان
دالفجر هلّ وبان
ما اقبلش يمشي الفجر علي دمي
يا عشب طاطي لجبّة القاضي
باللي يقوله قلبنا راضي
ولا اشوفش دم اخواتي علي كُمّي
- اسأل .. انا شاهد
أحسن ما اكون علي قبرهم شاهد!
الوز لاخضر ع القنا صلي
صلي ودعا ألله
الدنيا صبحت كلها مصلي
القاضي لاخضر قال :
" دي بلدنا بنت حلال
يلزم لفجريتها ألف بلال
علشان تقوم م النوم
تقوم وتملا الزلعة م الترعة
وتحش للماشية عشان ترعي
وتضم في الزرعة
وتلم في الصومعة
وتطحن القهر الهجين والغلال
وتبل قيضها وغيظها م الزلعة
وتضفّر الموال ضفاير طوال


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.