أسعار الأعلاف في أسوان اليوم الخميس 25 ديسمبر 2025    استقرار نسبي في أسعار الخضراوات والفواكه بأسوان اليوم الخميس 25 ديسمبر 2025    غلق طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي ومنازل الضبعة وبوابات دهشور بسبب الشبورة    بوتين يشيد ب«بطولات جنود كوريا الشمالية» في حرب أوكرانيا    تحطم طائرة رئيس الأركان الليبي في تركيا.. تحقيق شامل وتفاصيل الرحلة الأخيرة    رئيس وزراء أوكرانيا السابق: تمسك زيلينسكي بالجيش المقاتل يدل على عدم اهتمامه بالسلام    مودرن سبورت يعلن رحيل مجدي عبد العاطي    نتائج مباريات الجولة الأولي لدور المجموعات فى كأس أمم إفريقيا 2025    النصب على الرئيس    هل يجب الاستنجاء قبل كل وضوء؟.. أمين الفتوى يجيب    حكم تعويض مريض بعد خطأ طبيب الأسنان في خلع ضرسين.. أمين الفتوى يجيب    حين يكون الخطر قريبًا.. كيف تحمي الدولة أطفالها من الاعتداءات الجنسية؟    بعد صعود حاد.. استقرار أسعار الذهب اليوم الخميس 25 ديسمبر    تحدث بعد الجرعة الثانية، اكتشاف سبب التهاب عضلة القلب النادر بعد لقاحات كورونا    "العدل" الأمريكية تكشف عن مليون وثيقة إضافية مرتبطة بإبستين وتبرر أسباب تأخر النشر    كان على وشك الزواج.. حبس ربة منزل لقتلها طليقها بشبرا الخيمة    تطعيم الجديري المائي بمراكز «فاكسيرا» في القاهرة والمحافظات    الكويت تدين الهجوم المسلح الذي استهدف أفراداً من الشرطة الباكستانية    الكرملين: المفاوضات حول أوكرانيا ينبغي أن تجري خلف أبواب مغلقة    وزير الثقافة يلتقي محافظ الأقصر لبحث تكثيف التعاون    بطولة أحمد رمزي.. تفاصيل مسلسل «فخر الدلتا» المقرر عرضه في رمضان 2026    بعد غياب أكثر من 4 سنوات.. ماجدة زكي تعود للدراما ب «رأس الأفعى»    سقوط نواب بارزين وصعود وجوه جديدة.. أطول ماراثون برلماني يقترب من خط النهاية    بعد 159 عامًا في قصر العيني.. «البرلمان» ينقل جلساته للعاصمة الجديدة    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الخميس 25 ديسمبر 2025    إعلام فلسطيني: قوات الاحتلال تطلق النار على مناطق بخان يونس ومدينة غزة    إصابة 4 أشخاص في حادث تصادم سيارة ملاكي وربع نقل بقنا    ضربة قوية لداعش.. القبض على طه الزعبي وعناصر تابعين له بريف دمشق    براءة المدعي عليه لانتفاء أركان الجريمة.. حيثيات رفض دعوى عفاف شعيب ضد محمد سامي    بعد تصريح مدبولي: "لا أعباء جديدة حتى نهاية برنامج صندوق النقد الدولي".. كيف طمأنت الحكومة المواطنين؟    كارم محمود: لم أجد صحفيا مهنيا تورط يوما في انتهاكات أثناء تغطية العزاءات    عاجل- طقس الخميس، الهيئة العامة للأرصاد الجوية: ظاهرتان تؤثران على طقس الخميس في جميع أنحاء مصر    بالصور .. محافظ الجيزة يزور الكنيسة الكاثوليكية لتهنئة الأقباط بعيد الميلاد المجيد    ترتيب أمم إفريقيا - رباعي عربي في الصدارة عقب الجولة الأولى    خبير مروري لتليفزيون اليوم السابع: تغليظ عقوبات المرور يعالج سلوكيات خطرة    محافظ الدقهلية يتفقد موقع انفجار أنبوبة بوتاجاز بعقار المنصورة    لم تحدث منذ 70 عاما، محمد علي خير يكشف "قنبلة مدبولي" للمصريين في 2026    الكاميرون تفتتح مشوارها الإفريقي بانتصار صعب على الجابون    كأس الأمم الأفريقية 2025.. الكاميرون تهزم الجابون بهدف "إيونج"    موعد مباريات اليوم الخميس 25 ديسمبر 2025| إنفوجراف    صاحب فيديو صناديق الاقتراع المفتوحة بعد خسارته: لم أستغل التريند وسأكرر التجربة    العالمي فيديريكو مارتيلو: الموسيقى توحد الشعوب ومصر وطني الثاني    صفاء أبو السعود: 22 دولة شاركت في حملة مانحي الأمل ومصر تلعب دور عظيم    سكرتير بني سويف يتابع أعمال تطوير مسجد السيدة حورية للحفاظ على هويته التاريخية    تحت عنوان: ديسمبر الحزين 2025.. الوسط الفني يتشح بسواد الفقدان    اليوم.. أولى جلسات محاكمة المتهمين في قضية السباح يوسف    أخبار × 24 ساعة.. رئيس الوزراء: انتهاء برنامج مصر مع صندوق النقد الدولي بعد عام    ما حكم حشو الأسنان بالذهب؟.. الإفتاء توضح    التعليم وتغير قيم الإنجاب لدى المرأة.. رسالة دكتوراه بآداب السويس    بالأسماء، أحكام الإدارية العليا في 49 طعنا على نتائج ال 30 دائرة الملغاة بانتخابات النواب    محافظ القليوبية: توريد الأجهزة الطبية لمستشفى طوخ المركزي تمهيدا للتشغيل التجريبى    محافظ الدقهلية ورئيس جامعة المنصورة يتفقدان أعمال التطوير بمكتبة مصر العامة    يلا شوت بث مباشر.. مشاهدة الكاميرون × الجابون Twitter بث مباشر دون "تشفير أو اشتراك" | كأس الأمم الإفريقية    وسرحوهن سراحا جميلا.. صور مضيئة للتعامل مع النساء في ضوء الإسلام    إقبال كثيف للمصريين بالخارج على التصويت بانتخابات النواب والفئة العمرية "31–50" عامًا تتصدر    صحة الفيوم تطلق مبادرة "صوت المريض" لدعم مرضى الكلى    محافظ البحيرة تتفقد القافلة الطبية المجانية بقرية الجنبيهي بحوش عيسى    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 24-12-2025 في محافظة الأقصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
العدل فين يا منصفين؟!!

الثورة زي ما الماركسيين بيقولوا هي علم تغيير المجتمعات، تغيُّر كيفي مش كَمّي، يعني شامل، في البنية التحتية والبنية الفوقية، في الاقتصاد والتركيبة المجتمعية، وفي الأفكار والقيم والقوانين اللي بتنظم علاقة الناس ببعض
أول كلامي انحني باحترام قدام الدكتورة ليلي سويف بنت أستاذنا الدكتور مصطفي سويف وأستاذتنا الدكتورة فاطمة موسي، وأرجوها هي وولادها بشاير مصر الجاية : علاء ومني وسناء يقبلوا اعتذاري، لأني ما عزيتهم شخصيا في فقيد الوطن والإنسانية، المصري الحقاني النبيل أحمد سيف الإسلام.
ظرف طارئ منعني من حضور الجنازة مع كل عشاق الحق اللي حضروها، وليلة العزا كانوا الأمنجية عاملين مشهد عبثي قدام الباب الرئيسي لعمر مكرم، زحام أمني كثيف وسخيف يسيء لجلال المناسبة ويسيء لصورة الأمن نفسه، كانوا محاوطين العيلة، وكأنهم – بغبائهم اللامع – متصورين ان علاء وسناء ممكن يحاولوا يهربوا!، ما قدرتش أخش في الزحمة عشان أعزيهم، ودلّني ولاد الحلال لمدخل جانبي، دخلت وشفت مصر كلها من أقصي اليمين لأقصي اليسار، ماركسيين علي ناصريين، علي ناس طيبين من كل ملّة ودين، وقعدت وانا بغني في عقل بالي غنوة كنا بنغنيها واحنا أطفال : » عمي ياللي ورا الحيط.. انت حِلِّي ولا ضيف !، أنا ضيف ومعاي سيف، جاي أقيس الفدادين، واقطع روس الظالمين »‬، واتهيألي ان كل اللي في العزا بيغنوا في سرهم الغنوة اللي غناها المصريين جيل ورا جيل، من أيام فجر الضمير لأيامنا اللي لسه مش عايزة تتعدل، ورغم ان الكل كانوا بيغنوا ف سرهم، بس انا حسيت اني شايف الغنوة بتطل عليا من كل العيون، وسامعها بتدَوّي في القاعة وبتهز جدرانها : »‬ العدل فين يا منصفين، يا منصفين العدل فين؟!»، وشوش الناس في القاعة قالت لي ان مصر كلها بكل ناسها، أد ما هي عطشانة حرية، أد ما هي متشحتفة ع العدل، وأحوالها مش ح تنصلح ولا تتعدل الا بالعدل، اللي هوه اساس الملك، وحتي بعد موجتين ثوريتين ما شافتش الدنيا زيّهم، العدل لسه غايب عن حياتنا، واللي بيطالبوا بيه بيروحوا ورا الشمس، زي علاء وسناء وعشرات ويمكن ميات من الشباب اللي زيّهم، وما فيش مسئول واحد بيتكلم عن حق الشهدا، وحتي وزراة العدالة الانتقالية يبدو انها انتقلت إلي رحمة الله من لحظة ميلادها، ومبادرات المصالحات شغّالة علي ودنه، كأن ممكن المصالحة بين الحق والباطل، وبين العدل والظلم.
آه يا عم احمد يا سيف الحق، لسه الحاجات اياها مالية البلد، ورحلت عنا، واحنا عايزينك.
جاااااااي يا خلق هوه !!! العدل فين يا منصفين !!؟
تتبع البوم توصل للخراب
مثل شعبي قديم بيطارد عقلي اليومين دول : »‬ تمشي ورا البوم يدِلَّك للخراب»، والبوم في الزمان ده نوعين، نوع أبيض موطنه الأصلي أمريكا وأوروبا واليابان، ونوع محلي لونه أغبر كأنه عكارة لون، ومالي حياتنا بصريخه وبيشاورلنا علي سكة الخراب، واقصر طريق عشان نخربها اننا ندوس ع الدستور، أو نسكت ع اللي بيدوس ع الدستور، مع ان المصريين كلهم اتوافقوا علي الدستور ده ووافقوا عليه، وهوه اللي بيحدد لنا شكل الدولة اللي عايزينها، واللي ح تحقق لنا حلم العيش والحرية العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.
وبصراحة انا اظن – ومش كل الظن إثم – إن البوم الاغبر ما كانش عايز الدستور من أصله، ويمكن صدور قانون التظاهر المخالف للدستور كان هدفه تفجير لجنة الخمسين من الداخل، وأظن برضه كان لازم بعد إقرار الدستور، نعيد النظر في القانون ده عشان يمشي مع الدستور، وكان ممكن الريس السيسي يعفو عن كل اللي اتحاكموا بموجب القانون المعيوب، وده شيء من سلطاته وصلاحياته، وبصراحة كمان قانون محاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري، وبرغم تحديده الدقيق لنوع القضايا، أسهم مع قانون التظاهر في شق صفوف الثوار، وحس كتير من الشباب ان النظام الجديد ضدهم. والنهاردة آدينا شايفين البوم الاغبر بيشاور لنا علي سكة الخراب بصريخه. وخد عندك يا سيدي..
قانون العمل اللي بيتناقش دلوقت مزعّل اتحاد الصناعات اللي معترض فيه علي حق العمال الدستوري في الاحتجاج السلمي بكل اشكاله.
وقانون التأمين الصحي اللي ح يخصخص الرعاية الصحية، ويدفَّع الغلابة تكلفتها بأوامر من قرض دولي حصلت عليه حكومتنا، وده ضد مواد الدستور اللي تخص صحة المواطنين.
وكمان قانون الجمعيات اللي بيحاول يخضع منظمات المجتمع المدني للسلطة التنفيذية، مع ان دستورنا بيلتزم بالمواثيق الدولية لحقوق الإنسان.
وده كله كوم والكلام عن انتخاب السلطة التشريعية كوم لوحده، قال ايه فيه تفكير في تأجيل الاستحقاق الدستوري ولكاعة في إصدار القوانين اللي ح تنظم الانتخابات، ودي مسألة تجرح شرعية الريس والنظام كله، ولا الكلام التاني اللي بينسبه البوم الاغبر لمصادر مسئولة ما تعرفش مين هيه، قال ايه الرياسة لازم لها برلمان طوع، يعدِّل لها الدستور عشان يزوِّد صلاحيات الريس وسلطاته.
وفوق ده كله، من يوم 3 يوليو والبوم الاغبر عمّال يصرَّخ : 25 يناير مؤامرة وشباب 25 يناير عُملاء، وما فيش حد بيشكمه ويقول له الكلام ده ضد اللي بيقوله دستورنا.
يا كل أهل مصر المحروسة، ويا كل المسئولين عن شئون مصر المحروسة : دستوور يا اسيادنا.
أوراق قديمة
ودي غنوة كتبتها في تسعينيات القرن اللي فات لمسلسل عن شهيدة العشق الإلهي اسمه »‬رابعة تعود»، كتب النص الدرامي صديق العمر الجميل الأستاذ يسري الجندي واخرجه الأستاذ صفوت القشيري وكتبت له الأشعار، ولحنها رفيق الحلم والمشوار عمار، وغنّاها مجموعة الممثلين وعلي رأسهم الجميلة اللي بعدت عن الساحة إيمان الطوخي :
(1)
عندما يختل ميزان العدالة
يسقط العقل وتختال الجهالة
يصبح الحلم هروبا واستحالة
واعتناق الحق حُمقاً وضلالةٌ
..عندما يختل ميزان العدالة..
انت يا حقُ حياتي ومماتي
وفنائي فيك ميلادٌ لذاتي
كل هذا الكون محراب صلاتي
فأفق يا قلبُ واستشعر جلاله
.. عندما يختل ميزان العدالة..
عشقنا للحق زاد للقلوبِ
عندما ذوَّبني ذابت ذنوبي
هو مصباحي تجلّي في دروبي
وهلالاً.. لاح لي.. أرجو اكتماله
..عندما يختل ميزان العدالة..
(2)
أين وجهُ الحقِ يا شمسَ الحقيقة؟
أين أحلامُ صبا العمرِ الرقيقة
ضيَّع الإنسانُ في التيهِ طريقَه
واحتوتنا ظلمةَ الظلمِ العتيقة
..أين وجهُ الحقِ يا شمسَ الحقيقة..
ايها الحلمُ الذي أرَّقني
ايها العشقُ الذي أعتقني
اعتناقي لكما أحرقني
ثم ألقي بي إلي بئرٍ عميقة
..أين وجهَ الحقِ يا شمسَ الحقيقة..
الحياةُ العشقُ والعشقُ حياة
وفنائي فيكَ يا عشقُ صلاة
فمتي يبلغ عشقي منتهاه
وتعيش الوجدَ روحي المستفيقة
..أين وجهُ الحقِ يا شمسَ الحقيقة..
شغل عفاريت
قلت لصاحبي جنرال القهاوي المتقاعد : »‬ ماشي يا عم الجنرال، 25 يناير مش مؤامرة و30 يونيو مش انقلاب، طب نسمّيهم ايه ؟»، وبحكمته المصطنعة المعهودة ابتسم وقال، الثورة زي ما الماركسيين بيقولوا هي علم تغيير المجتمعات، تغيُّر كيفي مش كَمّي، يعني شامل، في البنية التحتية والبنية الفوقية، في الاقتصاد والتركيبة المجتمعية، وفي الأفكار والقيم والقوانين اللي بتنظم علاقة الناس ببعض، وانت طبعا عارف ان الماركسية بتركِّز علي العامل الاقتصادي والثورة عندها لازم يصحبها تغيُّر في علاقات الإنتاج، يعني الدنيا كانت في حالة مشاع بدائي وبعدين نظام عبودي وبعدين إقطاعي ودلوقتي رأسمالي، وبالتالي اللي حصل عندنا ما عملش تغيير شامل يخلينا نقول عليه ثورة كاملة، ومن وجهة نظري اللي حصل عندنا، موجة مد ثوري، بتكمل موجات المد الثوري اللي بدأت مع محمد علي . عرفت انه ح يسمَّع لي كلام الدكتور سمير أمين في كتابه عن ثورة يناير، والدكتور سمير أمين واحد من أهم المفكرين في زماننا، بورسعيدي بيكتب بالفرنساوي ويترجموه للعربي. عمل أبحاث ودراسات وكتب كتير بيقدم فيها قرايته لعالمنا الحديث من زاوية علم الاقتصاد السياسي، وبعيون ماركسية نقية بترجّع الفكر لأصوله، وبتنتقد التطبيقات البراجماتية اللي ما حققتش الاشتراكية في القرن العشرين، وفي كتابه عن ثورة يناير، بيقول – علي أد انا ما فهمت – ان مصر عرفت موجة مد ثوري في اتجاه الحداثة مع محمد علي ورفاعة الطهطاوي، وبرغم انكسار الموجة دي مع معاهدة لندن، فضلت مستمرة مع اسماعيل ومجلس شوري القوانين، ورجعت انكسرت تاني مع الاحتلال البريطاني، كام سنة وبدأنا موجة مد ثوري تاني مع مصطفي كامل، ومحمد فريد، وسعد زغلول، وطلعت حرب، وثورة 19، وفضلت الموجة دي مستمرة في عهد عبد الناصر اللي أضاف لها فكرة العدالة الاجتماعية، لحد ما انكسرت تاني مع نكسة 67، ودخلنا في موجة جزر ثوري طويل، زي ما نكون دخلنا ف نفق ضلمة، طلينا براسنا منه وشفنا شوية نور مع انتصار اكتوبر، بس السياسة ضيَّعت النصر العسكري ورجعنا تاني للنفق الضلمة، خسرنا استقلال إرادتنا وانفتحنا علي السوق الرأسمالي العالمي، والانفتاح قضي علي زراعتنا وصناعتنا، وخلّي اقتصادنا اللي كان إنتاجي بقي اقتصاد ريعي، بيعتمد علي إيرادات القناة، وبيع الغاز، وتحويلات المصريين، والسياحة، وسنين طويلة واحنا في النفق الضلمة خصخصنا وضيَّعنا اصولنا، وسادنا نظام فساد وتبعية، لحد ما رجعت موجة المد الثوري لتالت مرة في يناير، صحيح الموجة دي انكسرت شوية مع حكم الإخوان، بس الشعب استعادها في 30 يونيو ورسم خريطة المستقبل اللي اصحاب الامخاخ القديمة بيحاولوا يقطعوا الطريق علينا وعليها، ويا خوفي لا تنكسر الموجة دي كمان وتروح مصر وناسها في سكة اللي يروح وما يرجعش.
وفُقْت مع سرحاني مع سمير أمين علي صوت صاحبي جنرال القهاوي المتقاعد : »‬ وآدي احنا في موجة المد الثوري التالت، ياهلتري العفريت الشرّاني العجوز ح يسيبنا نكمِّلها ونؤسس دولة الثورة ولا لأ؟!!»، ولقيتني باقول له : »‬الظاهر ده مش عفريت واحد، دول شلة عفاريت، لأن اللي كسروا موجة محمد علي غير اللي كسروا موجة عبد الناصر، غير اللي واقفين يقطعوا علينا طريق المستقبل »، قال: »‬ لأ، هوه عفريت واحد، بس زي ما انت عارف العفريت بيقدر يغيَّر في شكله زي ما هوه عايز، شغل عفاريت بقي ! الشكل يتغير بس العفريت الشرّاني العجوز هوه هوه، جوهره واحد مهما اتغيرت ملامحه أو لبس أقنعة وأزياء تنكرية، وعشان نكسر سمُّه، ونغلبه ونكمِّل ثورتنا لازم نفتَّح عنينا ع الآخر، ونبص ف كل الاتجاهات والنواحي، وبالأخص جوّانا احنا، علشان نعرف الضربة ح تجينا منين».
الثورة زي ما الماركسيين بيقولوا هي علم تغيير المجتمعات، تغيُّر كيفي مش كَمّي، يعني شامل، في البنية التحتية والبنية الفوقية، في الاقتصاد والتركيبة المجتمعية، وفي الأفكار والقيم والقوانين اللي بتنظم علاقة الناس ببعض
أول كلامي انحني باحترام قدام الدكتورة ليلي سويف بنت أستاذنا الدكتور مصطفي سويف وأستاذتنا الدكتورة فاطمة موسي، وأرجوها هي وولادها بشاير مصر الجاية : علاء ومني وسناء يقبلوا اعتذاري، لأني ما عزيتهم شخصيا في فقيد الوطن والإنسانية، المصري الحقاني النبيل أحمد سيف الإسلام.
ظرف طارئ منعني من حضور الجنازة مع كل عشاق الحق اللي حضروها، وليلة العزا كانوا الأمنجية عاملين مشهد عبثي قدام الباب الرئيسي لعمر مكرم، زحام أمني كثيف وسخيف يسيء لجلال المناسبة ويسيء لصورة الأمن نفسه، كانوا محاوطين العيلة، وكأنهم – بغبائهم اللامع – متصورين ان علاء وسناء ممكن يحاولوا يهربوا!، ما قدرتش أخش في الزحمة عشان أعزيهم، ودلّني ولاد الحلال لمدخل جانبي، دخلت وشفت مصر كلها من أقصي اليمين لأقصي اليسار، ماركسيين علي ناصريين، علي ناس طيبين من كل ملّة ودين، وقعدت وانا بغني في عقل بالي غنوة كنا بنغنيها واحنا أطفال : » عمي ياللي ورا الحيط.. انت حِلِّي ولا ضيف !، أنا ضيف ومعاي سيف، جاي أقيس الفدادين، واقطع روس الظالمين »‬، واتهيألي ان كل اللي في العزا بيغنوا في سرهم الغنوة اللي غناها المصريين جيل ورا جيل، من أيام فجر الضمير لأيامنا اللي لسه مش عايزة تتعدل، ورغم ان الكل كانوا بيغنوا ف سرهم، بس انا حسيت اني شايف الغنوة بتطل عليا من كل العيون، وسامعها بتدَوّي في القاعة وبتهز جدرانها : »‬ العدل فين يا منصفين، يا منصفين العدل فين؟!»، وشوش الناس في القاعة قالت لي ان مصر كلها بكل ناسها، أد ما هي عطشانة حرية، أد ما هي متشحتفة ع العدل، وأحوالها مش ح تنصلح ولا تتعدل الا بالعدل، اللي هوه اساس الملك، وحتي بعد موجتين ثوريتين ما شافتش الدنيا زيّهم، العدل لسه غايب عن حياتنا، واللي بيطالبوا بيه بيروحوا ورا الشمس، زي علاء وسناء وعشرات ويمكن ميات من الشباب اللي زيّهم، وما فيش مسئول واحد بيتكلم عن حق الشهدا، وحتي وزراة العدالة الانتقالية يبدو انها انتقلت إلي رحمة الله من لحظة ميلادها، ومبادرات المصالحات شغّالة علي ودنه، كأن ممكن المصالحة بين الحق والباطل، وبين العدل والظلم.
آه يا عم احمد يا سيف الحق، لسه الحاجات اياها مالية البلد، ورحلت عنا، واحنا عايزينك.
جاااااااي يا خلق هوه !!! العدل فين يا منصفين !!؟
تتبع البوم توصل للخراب
مثل شعبي قديم بيطارد عقلي اليومين دول : »‬ تمشي ورا البوم يدِلَّك للخراب»، والبوم في الزمان ده نوعين، نوع أبيض موطنه الأصلي أمريكا وأوروبا واليابان، ونوع محلي لونه أغبر كأنه عكارة لون، ومالي حياتنا بصريخه وبيشاورلنا علي سكة الخراب، واقصر طريق عشان نخربها اننا ندوس ع الدستور، أو نسكت ع اللي بيدوس ع الدستور، مع ان المصريين كلهم اتوافقوا علي الدستور ده ووافقوا عليه، وهوه اللي بيحدد لنا شكل الدولة اللي عايزينها، واللي ح تحقق لنا حلم العيش والحرية العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.
وبصراحة انا اظن – ومش كل الظن إثم – إن البوم الاغبر ما كانش عايز الدستور من أصله، ويمكن صدور قانون التظاهر المخالف للدستور كان هدفه تفجير لجنة الخمسين من الداخل، وأظن برضه كان لازم بعد إقرار الدستور، نعيد النظر في القانون ده عشان يمشي مع الدستور، وكان ممكن الريس السيسي يعفو عن كل اللي اتحاكموا بموجب القانون المعيوب، وده شيء من سلطاته وصلاحياته، وبصراحة كمان قانون محاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري، وبرغم تحديده الدقيق لنوع القضايا، أسهم مع قانون التظاهر في شق صفوف الثوار، وحس كتير من الشباب ان النظام الجديد ضدهم. والنهاردة آدينا شايفين البوم الاغبر بيشاور لنا علي سكة الخراب بصريخه. وخد عندك يا سيدي..
قانون العمل اللي بيتناقش دلوقت مزعّل اتحاد الصناعات اللي معترض فيه علي حق العمال الدستوري في الاحتجاج السلمي بكل اشكاله.
وقانون التأمين الصحي اللي ح يخصخص الرعاية الصحية، ويدفَّع الغلابة تكلفتها بأوامر من قرض دولي حصلت عليه حكومتنا، وده ضد مواد الدستور اللي تخص صحة المواطنين.
وكمان قانون الجمعيات اللي بيحاول يخضع منظمات المجتمع المدني للسلطة التنفيذية، مع ان دستورنا بيلتزم بالمواثيق الدولية لحقوق الإنسان.
وده كله كوم والكلام عن انتخاب السلطة التشريعية كوم لوحده، قال ايه فيه تفكير في تأجيل الاستحقاق الدستوري ولكاعة في إصدار القوانين اللي ح تنظم الانتخابات، ودي مسألة تجرح شرعية الريس والنظام كله، ولا الكلام التاني اللي بينسبه البوم الاغبر لمصادر مسئولة ما تعرفش مين هيه، قال ايه الرياسة لازم لها برلمان طوع، يعدِّل لها الدستور عشان يزوِّد صلاحيات الريس وسلطاته.
وفوق ده كله، من يوم 3 يوليو والبوم الاغبر عمّال يصرَّخ : 25 يناير مؤامرة وشباب 25 يناير عُملاء، وما فيش حد بيشكمه ويقول له الكلام ده ضد اللي بيقوله دستورنا.
يا كل أهل مصر المحروسة، ويا كل المسئولين عن شئون مصر المحروسة : دستوور يا اسيادنا.
أوراق قديمة
ودي غنوة كتبتها في تسعينيات القرن اللي فات لمسلسل عن شهيدة العشق الإلهي اسمه »‬رابعة تعود»، كتب النص الدرامي صديق العمر الجميل الأستاذ يسري الجندي واخرجه الأستاذ صفوت القشيري وكتبت له الأشعار، ولحنها رفيق الحلم والمشوار عمار، وغنّاها مجموعة الممثلين وعلي رأسهم الجميلة اللي بعدت عن الساحة إيمان الطوخي :
(1)
عندما يختل ميزان العدالة
يسقط العقل وتختال الجهالة
يصبح الحلم هروبا واستحالة
واعتناق الحق حُمقاً وضلالةٌ
..عندما يختل ميزان العدالة..
انت يا حقُ حياتي ومماتي
وفنائي فيك ميلادٌ لذاتي
كل هذا الكون محراب صلاتي
فأفق يا قلبُ واستشعر جلاله
.. عندما يختل ميزان العدالة..
عشقنا للحق زاد للقلوبِ
عندما ذوَّبني ذابت ذنوبي
هو مصباحي تجلّي في دروبي
وهلالاً.. لاح لي.. أرجو اكتماله
..عندما يختل ميزان العدالة..
(2)
أين وجهُ الحقِ يا شمسَ الحقيقة؟
أين أحلامُ صبا العمرِ الرقيقة
ضيَّع الإنسانُ في التيهِ طريقَه
واحتوتنا ظلمةَ الظلمِ العتيقة
..أين وجهُ الحقِ يا شمسَ الحقيقة..
ايها الحلمُ الذي أرَّقني
ايها العشقُ الذي أعتقني
اعتناقي لكما أحرقني
ثم ألقي بي إلي بئرٍ عميقة
..أين وجهَ الحقِ يا شمسَ الحقيقة..
الحياةُ العشقُ والعشقُ حياة
وفنائي فيكَ يا عشقُ صلاة
فمتي يبلغ عشقي منتهاه
وتعيش الوجدَ روحي المستفيقة
..أين وجهُ الحقِ يا شمسَ الحقيقة..
شغل عفاريت
قلت لصاحبي جنرال القهاوي المتقاعد : »‬ ماشي يا عم الجنرال، 25 يناير مش مؤامرة و30 يونيو مش انقلاب، طب نسمّيهم ايه ؟»، وبحكمته المصطنعة المعهودة ابتسم وقال، الثورة زي ما الماركسيين بيقولوا هي علم تغيير المجتمعات، تغيُّر كيفي مش كَمّي، يعني شامل، في البنية التحتية والبنية الفوقية، في الاقتصاد والتركيبة المجتمعية، وفي الأفكار والقيم والقوانين اللي بتنظم علاقة الناس ببعض، وانت طبعا عارف ان الماركسية بتركِّز علي العامل الاقتصادي والثورة عندها لازم يصحبها تغيُّر في علاقات الإنتاج، يعني الدنيا كانت في حالة مشاع بدائي وبعدين نظام عبودي وبعدين إقطاعي ودلوقتي رأسمالي، وبالتالي اللي حصل عندنا ما عملش تغيير شامل يخلينا نقول عليه ثورة كاملة، ومن وجهة نظري اللي حصل عندنا، موجة مد ثوري، بتكمل موجات المد الثوري اللي بدأت مع محمد علي . عرفت انه ح يسمَّع لي كلام الدكتور سمير أمين في كتابه عن ثورة يناير، والدكتور سمير أمين واحد من أهم المفكرين في زماننا، بورسعيدي بيكتب بالفرنساوي ويترجموه للعربي. عمل أبحاث ودراسات وكتب كتير بيقدم فيها قرايته لعالمنا الحديث من زاوية علم الاقتصاد السياسي، وبعيون ماركسية نقية بترجّع الفكر لأصوله، وبتنتقد التطبيقات البراجماتية اللي ما حققتش الاشتراكية في القرن العشرين، وفي كتابه عن ثورة يناير، بيقول – علي أد انا ما فهمت – ان مصر عرفت موجة مد ثوري في اتجاه الحداثة مع محمد علي ورفاعة الطهطاوي، وبرغم انكسار الموجة دي مع معاهدة لندن، فضلت مستمرة مع اسماعيل ومجلس شوري القوانين، ورجعت انكسرت تاني مع الاحتلال البريطاني، كام سنة وبدأنا موجة مد ثوري تاني مع مصطفي كامل، ومحمد فريد، وسعد زغلول، وطلعت حرب، وثورة 19، وفضلت الموجة دي مستمرة في عهد عبد الناصر اللي أضاف لها فكرة العدالة الاجتماعية، لحد ما انكسرت تاني مع نكسة 67، ودخلنا في موجة جزر ثوري طويل، زي ما نكون دخلنا ف نفق ضلمة، طلينا براسنا منه وشفنا شوية نور مع انتصار اكتوبر، بس السياسة ضيَّعت النصر العسكري ورجعنا تاني للنفق الضلمة، خسرنا استقلال إرادتنا وانفتحنا علي السوق الرأسمالي العالمي، والانفتاح قضي علي زراعتنا وصناعتنا، وخلّي اقتصادنا اللي كان إنتاجي بقي اقتصاد ريعي، بيعتمد علي إيرادات القناة، وبيع الغاز، وتحويلات المصريين، والسياحة، وسنين طويلة واحنا في النفق الضلمة خصخصنا وضيَّعنا اصولنا، وسادنا نظام فساد وتبعية، لحد ما رجعت موجة المد الثوري لتالت مرة في يناير، صحيح الموجة دي انكسرت شوية مع حكم الإخوان، بس الشعب استعادها في 30 يونيو ورسم خريطة المستقبل اللي اصحاب الامخاخ القديمة بيحاولوا يقطعوا الطريق علينا وعليها، ويا خوفي لا تنكسر الموجة دي كمان وتروح مصر وناسها في سكة اللي يروح وما يرجعش.
وفُقْت مع سرحاني مع سمير أمين علي صوت صاحبي جنرال القهاوي المتقاعد : »‬ وآدي احنا في موجة المد الثوري التالت، ياهلتري العفريت الشرّاني العجوز ح يسيبنا نكمِّلها ونؤسس دولة الثورة ولا لأ؟!!»، ولقيتني باقول له : »‬الظاهر ده مش عفريت واحد، دول شلة عفاريت، لأن اللي كسروا موجة محمد علي غير اللي كسروا موجة عبد الناصر، غير اللي واقفين يقطعوا علينا طريق المستقبل »، قال: »‬ لأ، هوه عفريت واحد، بس زي ما انت عارف العفريت بيقدر يغيَّر في شكله زي ما هوه عايز، شغل عفاريت بقي ! الشكل يتغير بس العفريت الشرّاني العجوز هوه هوه، جوهره واحد مهما اتغيرت ملامحه أو لبس أقنعة وأزياء تنكرية، وعشان نكسر سمُّه، ونغلبه ونكمِّل ثورتنا لازم نفتَّح عنينا ع الآخر، ونبص ف كل الاتجاهات والنواحي، وبالأخص جوّانا احنا، علشان نعرف الضربة ح تجينا منين».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.