عيار 21 بالمصنعية يهبط 90 جنيهًا.. سعر الذهب اليوم الخميس 31-7-2025 (محلياً وعالميًا)    سعر الدولار اليوم الخميس 31-7-2025 بعد تسجيله أعلى مستوياته خلال 60 يومًا    ترامب يعلن عن اتفاق تجاري مع كوريا الجنوبية    أمريكا: تحذيرات في كريسنت سيتي بعد أضرار بميناء المدينة جراء موجة مد بحري مفاجئة    «يوم استثنائي».. تحذير شديد بشأن حالة الطقس اليوم: أمطار ورياح مُحملة بالأتربة    "ابن العبري".. راهب عبر العصور وخلّد اسمه في اللاهوت والفلسفة والطب    قناة السويس حكاية وطنl القناة الجديدة.. 10 سنوات من التحدى والإنجاز    15 دولة غربية تدعو دولا أخرى لإعلان عزمها الاعتراف بفلسطين    إسرائيل تندد بموقف كندا من الاعتراف بفلسطين: مكافأة لحماس    إعلام أوكراني: الدفاع الجوي يتصدى لهجمات في كييف وحريق جراء هجوم مسيّرة روسية    لليوم الرابع، ارتفاع أسعار النفط وسط مخاوف من تأثر الإمدادات بتهديدات ترامب الجمركية    مع الهضبة والكينج .. ليالى استثنائية فى انتظار جمهور العلمين    من يتصدر إيرادات الموسم السينمائى الصيفى ومن ينضم للمنافسة ؟    «وصلة» لقاء دافىء بين الأجيال .. « القومى للمسرح » يحتفى بالمكرمين    طريقة عمل الكب كيك في البيت وبأقل التكاليف    حرمه منها كلوب وسلوت ينصفه، ليفربول يستعد لتحقيق حلم محمد صلاح    سلاح النفط العربي    الأحكام والحدود وتفاعلها سياسيًا (2)    نحن ضحايا «عك»    بسهولة ومن غير أدوية.. أفضل الأطعمة لعلاج الكبد الدهني    المهرجان القومي للمسرح يحتفي بالفائزين في مسابقة التأليف المسرحي    بينهم طفل.. إصابة 4 أشخاص في حادث تصادم بطريق فايد بالإسماعيلية (أسماء)    بسبب خلافات الجيرة في سوهاج.. مصرع شخصين بين أبناء العمومة    هاريس تٌعلن عدم ترشحها لمنصب حاكمة كاليفورنيا.. هل تخوض انتخابات الرئاسة 2028؟    اتحاد الدواجن يكشف سبب انخفاض الأسعار خلال الساعات الأخيرة    "بعد يومين من انضمامه".. لاعب الزمالك الجديد يتعرض للإصابة خلال مران الفريق    نقيب السينمائيين: لطفي لبيب أحد رموز العمل الفني والوطني.. ورحيله خسارة كبيرة    السيارات الكهربائية.. والعاصمة الإنجليزية!    424 مرشحًا يتنافسون على 200 مقعد.. صراع «الشيوخ» يدخل مرحلة الحسم    بمحيط مديرية التربية والتعليم.. مدير أمن سوهاج يقود حملة مرورية    سعر التفاح والبطيخ والفاكهة بالأسواق اليوم الخميس 31 يوليو 2025    تراجع غير متوقع للمبيعات المؤجلة للمساكن في أمريكا خلال الشهر الماضي    اصطدام قطار برصيف محطة "السنطة" في الغربية.. وخروج عربة من على القضبان    المهرجان القومي للمسرح المصري يعلن إلغاء ندوة الفنان محيي إسماعيل لعدم التزامه بالموعد المحدد    هذه المرة عليك الاستسلام.. حظ برج الدلو اليوم 31 يوليو    أول تصريحات ل اللواء محمد حامد هشام مدير أمن قنا الجديد    «الصفقات مبتعملش كشف طبي».. طبيب الزمالك السابق يكشف أسرارًا نارية بعد رحيله    الحد الأدني للقبول في الصف الأول الثانوي 2025 المرحلة الثانية في 7 محافظات .. رابط التقديم    لحماية الكلى من الإرهاق.. أهم المشروبات المنعشة للمرضى في الصيف    ختام منافسات اليوم الأول بالبطولة الأفريقية للبوتشيا المؤهلة لكأس العالم 2026    في حفل زفاف بقنا.. طلق ناري يصيب طالبة    مصرع شاب وإصابة 4 في تصادم سيارة وتروسيكل بالمنيا    إغلاق جزئى لمزرعة سمكية مخالفة بقرية أم مشاق بالقصاصين فى الإسماعيلية    رئيس وزراء كندا: نعتزم الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر ويجب نزع سلاح حماس    التنسيقية تعقد صالونًا نقاشيًا حول أغلبية التأثير بالفصل التشريعي الأول بالشيوخ    التوأم يشترط وديات من العيار الثقيل لمنتخب مصر قبل مواجهتي إثيوبيا وبوركينا فاسو    مدير تعليم القاهرة تتفقد أعمال الإنشاء والصيانة بمدارس المقطم وتؤكد الالتزام بالجدول الزمني    شادى سرور ل"ستوديو إكسترا": بدأت الإخراج بالصدفة فى "حقوق عين شمس"    ترامب: وزارة الخزانة ستُضيف 200 مليار دولار الشهر المقبل من عائدات الرسوم الجمركية    هل يعاني الجفالي من إصابة مزمنة؟.. طبيب الزمالك السابق يجيب    القبض على 3 شباب بتهمة الاعتداء على آخر وهتك عرضه بالفيوم    "تلقى عرضين".. أحمد شوبير يكشف الموقف النهائي للاعب مع الفريق    حياة كريمة.. الكشف على 817 مواطنا بقافلة طبية بالتل الكبير بالإسماعيلية    أسباب عين السمكة وأعراضها وطرق التخلص منها    ما حكم الخمر إذا تحولت إلى خل؟.. أمين الفتوى يوضح    الورداني: الشائعة اختراع شيطاني وتعد من أمهات الكبائر التي تهدد استقرار الأوطان    أمين الفتوى يوضح آيات التحصين من السحر: المهم التحصن لا معرفة من قام به    ما المقصود ببيع المال بالمال؟.. أمين الفتوى يُجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
عفريت شرّاني عجوز

ان اختلفت مع أي بني آدم، بافكر نفسي بكلام الإمام الشافعي:»رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب»‬.
القناة.. تاني
لما شاشة تليفوني نورت باسم صاحبي جنرال القهاوي المتقاعد، رديت بطريقة ستيفان روستي: »‬نشنت يا فالح». قال: »‬ليه كفي الله الشر؟! باتكلم في وقت غير مناسب؟!». قلت له »‬بالعكس، ده انت اتكلمت في وقتك، ده لسه أخويا الكبير المهندس الاستشاري صلاح حجاب مكلمني من شوية، وقطّعني علي الكلام اللي انت قلته في حوارنا عن قناة السويس»..- »‬اللي هوه؟!». –: »‬استقالة لجنة د.عصام شرف عشان المشروع اتلعب فيه، والعقد أو مشروع القانون اللي راح لمجلس الدولة ومفيهوش اسم الطرف التاني اللي ح ينفذ». – »‬ليه بقي؟َ!»، - »‬ لأن اللي بيحصل دلوقت مش مشروع لجنة د.عصام بعد ما اتلعب فيه، ده مجرد تطوير للمجري المائي عشان يستوعب أكثر، ودي عمليات حفر ممكن انجازها بسرعة أكبر – زي ما طلب الريس – بزيادة كثافة العمل، والعملية كلها مجرد تمهيد واعداد للمشروع التنموي الكبير، اللي ح يطرح علي الشركات العالمية، أما بقي العقد اللي مفيهوش اسم الطرف التاني، فده مش عقد تنفيذ المرحلة دي، ده عقد المكتب الاستشاري اللي ح يدرس المشروع الكبير من كل جوانبه عشان نطرحه علي الشركات العالمية». سمعت صاحبي جنرال القهاوي المتقاعد بيتنهد وبينفخ: »‬أكيد معلومات اخوك أصح وأدق م اللي اتنشر في الصحف والتليفزيونات، بس اخراج الموضوع بالشكل اللي حصل، كان فيه نوع من الاستعراضية العشوائية وغياب تام للشفافية».
أدب القرود
كنت بشارك في ندوة بيديرها مثقف شاب ابن حلال من أبنائنا، وهو بيقدم المشاركين كانت ايده فرطة أوي في توزيع الألقاب، ده أعظم النقاد العرب في زماننا، وده الروائي العالمي، وده ملك القصة القصيرة، واتكرم عليا وقدمني: »‬شاعرنا العظيم فلان الفلاني»، وقلت أنا ف عقل بالي: »‬العظمة لله وحده يا ابني». واستمر في تقديم المشاركين وبعض الحاضرين اللي شرفونا، وسرحت في عشقنا للألقاب عمال علي بطال، وضحكت ف سري لما افتكرت ان الصفحات الثقافية في جرائدنا فضلت تسميني الشاعر الشاب لغاية ما قرّبت من سن الخمسين، وبعدين بقت تسميني الشاعر الكبير، واتزقيت م الشاعر الشاب للشاعر الكبير في نطة واحدة، وكأن ما يصحش يبقي الواحد شاعر وبس، لا شاب ولا كبير! وطول ما الندوة شغالة، وانا عمال افكر في حالة أدب القرود اللي مالية حياتنا الاجتماعية، وحالة قلة الأدب اللي مالية صفحات التواصل الاجتماعي، ورأيي ان الحالتين دول وجهين لعملة واحدة، عملة مزيفة زي القرش البراني اللي يلف يلف ويرجع لجيب صاحبه، والحالتين مظهر من مظاهر التردي الاخلاقي، وغياب العقل والموضوعية في تعاملاتنا اليومية، وده بيخلي كلامنا مع بعض حاجة من اتنين: يا إما إحساس بالدونيّة يخلي الكلام مبالغة في النفاق، يا إما إحساس بالاستعلاء يخلي الكلام طولة لسان وشتيمة، تركب تاكسي يبقي السواق هندزة وعم الاسطوات، وانت بتقدم رخصتك المنتهية لملازم الكمين يبقي باشا وسعادتك ومعاليك، ويسألك بواب عمارة بكل أدب: »‬طالع لمين يا أستاذ؟»، تشخط وتنطر: »‬انت ما تعرفش انا مين يا حيوان؟!» أو تختلف مع اللي كلت معاه عيش وملح في التحرير، تطلعه خاين وعميل وابن ستين في سبعين، واللي يضحكك ويبكيك اننا دايما نقول عن نفسنا وسطيين، واننا أمة وسط، واحنا – في الواقع والحقيقة – حبة فوق.. وحبة تحت، وانا – لله الحمد – من كتر ما شفت ناس في أعلي المناصب وهي واطية أوي، ومن كتر ما شفت ناس كبارة وبركة وعقلها أد الترترة وتصرفاتها عيالي، ما بقيتش أحترم اي تراتبية مناصبية او عمرية (م اللي بيسميها »‬باكونين» وأتباعه هيراركية أو بطريركية) والبني آدم عندي له احترامه بعقله اللي ربنا ميِّزنا بيه، وبعمله في الدنيا اللي احنا شركا فيها، وان اختلفت مع اي بني آدم، بافكر نفسي بكلام الامام الشافعي: »‬رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب».
أوراق قديمة
ودي غنوة مقدمة »‬ المرسي والبحار»، كتب النص الدرامي الأستاذ محمد جلال عبد القوي، وأخرجه الأستاذ / أحمد صقر، وكتبت انا الأشعار، ولحنها الموسيقار ياسر عبد الرحمن.
يا مركب العمر يا مشبوح ما بين هلبين،
تنشد بينهم تعيش في الشك ما بين بين ،
تنفك منهم تتوه مندوه في بحر البين ،
ولفين نروح؟ آه يا ريت كان لي يا هوه قلبين!!
.................
ما تقولش أصلك وفصلك، قول حليم ستار
ح تغمّي بايديك عينيك تعمي الخطا وتحتار
عقلك في راسك وملزوم كل يوم تختار
عيش في الحقيقة.. لَيِنْدار نصلها البتّار
وتحشك النار، وتتسوّي علي الجنبين
يا مركب العمر يا مشبوح ما بين هلبين
................
مين وابن مين.. الحياة ما يهمهاش أصلك.!
أصلك في فعلك، تواصل فعله، ويواصلك ،
فعلك ده من عقلك، ان طاوعته رقّص لك..
زمنك ودنياك، واذا قصقصته نغّص لك..
زمنك ودنياك، فشوف واختار ما بين دربين
يا مركب العمر يا مشبوح ما بين هلبين
..............
عفريت شرّاني عجوز
لما القعدة صفصفت عليا انا وصاحبي جنرال القهاوي المتقاعد، استجمع كل مهاراته في الكلام وأكْل النافوخ، واتعدل في قعدته، وسألني: مش انت كتبت زمان غنوة بتقول: »‬ ما تبصش للأراجوز، شوف مين بيلعَّبُه، عفريت شرّاني عجوز، عامله عشان يركبه». وقبل ما اقول له: »‬مش فاكر».، كان هوه داس وانطلق: »‬مش قلنا ان المعركة اللي دخلناها من خمسة وعشرين يناير، ح تترتب علي نتايجها تغييرات كبيرة في مصر وفي العالم العربي، وفي العالم كله، وان دي معركة الدنيا بحالها، ويا ح تبقي فيه دنيا جديدة نكتب فيها تاريخ جديد للانسانية، يا تبقي الرأسمالية نهاية التاريخ». قلت له: »‬وانا في ديباجة الدستور قلت حاجة زي كدة». قال: »‬ودي معركة انا واثق ان الانسانية ح تنتصر فيها في النهاية، بس عشان ننتصر ونكتب تاريخ جديد للانسانية، لازم نحدد بدقة وبوضوح مين عدونا الرئيسي ومين حلفاؤه وايه اهدافه الاستراتيجية، ومؤكّد ان عدونا الرئيسي هو العفريت الشرّاني العجوز اللي بيحرك الاراجوزات اللي بيشتغلوا لحسابه، وده بيشمل كل الدول والانظمة والتنظيمات اللي طالقها علي مصر، وكلنا عارفين ان معظم الأراجوزات دي عمولة وشغل ايده من أيام سايكس بيكو، بما فيهم اسرائيل طبعا، وحتي اللي مش شغل ايده زي مصر وتركيا وايران كانوا دايما تحت السيطرة، وكلهم أدوات في ايده لتحقيق سيطرته ع المنطقة وشعوبها وخيراتها، والعفريت الشرّاني العجوز ده شايف ان عدوه الرئيسي هو شعوب المنطقة دي اللي عايشة علي أرض فيها خيرات ما يستاهلوهاش، وان مفتاح المنطقة كلها هو السيطرة علي مصر وشعبها، وان مصر الضعيفة المتخلفة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا أكبر ضمانات سيطرته، وعشان كده كان مشروع قناة السويس راقد في مكتب »‬تاليران» لحد ما طلعه نابليون في حملته علي مصر، وحاول ينفذه، بس علماؤه غلطوا في الحساب، واتأجل المشروع لغاية ما سعي ديلسبس لتنفيذه، وعشان كده لما محمد علي طلع بمصر من تخلفها وضعفها، وحط أساس لدولة حديثة مستقلة، حس العفريت الشرّاني العجوز بالخطر وفرض عليه معاهدة لندن (10 يوليو 1840) وقصقص جناحاته»، قلت ف عقل بالي: »‬ده نفس اللي حصل مع عبد الناصر في زماننا. وكمل الجنرال كلامه: »‬فاكر كلام وزير خارجية بريطانيا سنة 1950؟!». قلت: »‬ قريته زمان في منظمة الشباب، وفاكر انه كان بيقول ان المنطقة دي بيعيش فيها شعوب علي أرض غنية بالثروات الطبيعية، واذا اتوحدت الشعوب دي ح تشكل خطر علي مصالح الامبراطورية، واقترح زرع جسم بشري غريب عن شعوب المنطقة يفصل مشرقها عن مغربها ويمنع وحدتها، وكان اقتراحه ان الجسم ده يتزرع عند قناة السويس».، ولقط الجنرال الخيط وكمل: »‬واهم زرعوا لنا اسرائيل تقريبا زي ما اقترح، يعني اسرائيل دي مجرد أداة لتحقيق أهداف العفريت الشرّاني العجوز في المنطقة، صحيح أداة بدرجة وكيل للعفريت، بس أداة زيها زي بقية الأراجوزات، وخلّي بالك ان الأراجوزات دي ماهياش العفريت نفسه، دول مجرد حلفاء له، يعني فيه تناقضات ثانوية بينهم وبينه، وفيه هامش يتحركو فيه بس تحت السيطرة، وأي أراجوز من دول يفكر يخرج عن النص ياكل علي دماغه، زي ما حصل مع القاعدة، وزي اللي بيحصل دلوقت مع داعش، فضلت داعش تقتل في شيعة وسنة ومسيحيين، وترتكب جرايم ضد الإنسانية، والعفريت الشرّاني العجوز آخر طناش، بس أول ما داعش نشرت (أو اتنسب لها) خريطة خلافتها الوهمية، وأول ما لعبت في اقليم كردستان (اللي هوه الطفل المدلل للأمريكان ونواة تقسيم العراق) لأ بقي، لازم داعش تقف عند حدها، وتطلع قرارات أمم متحدة ومجلس أمن، وكله يجري يسلح كردستان، وأحب أفكرك ان العلاقات بين نظام مبارك والعفريت الشرّاني العجوز، كانت سمن علي عسل، والراجل – ربنا يفك كربه – كان قايم بالدور المطلوب علي أفظع حال، كمل علي خرابها واداها لهم تسليم مفتاح، وقال اتفضلو..آدي مصر.. وآدي شعبها، أغني بلد، وأغني طبقة حاكمة، وأفقر شعب، وكانت الأمور ماشية تمام. لولاش طلعت نخبة جديدة عملت كفاية واخواتها، وشوية مظاهرات واعتصامات، ورفض الجيش الوطني فكرة التوريث، وابتدت الحسبة تبوظ في ايد العادلي، والنظام اتشرخ شوية، وده خلّي امريكا – من باب المحبة – تضغط عشان النظام يجمّل وشه العجوز بشوية ديموقراطية (كده وكده يعني..هو فيه ديموقراطية لبلد حكمه ف إيد غيره!!؟) وجت المراسيل تبشر بالديموقراطية لكل الشرق الأوسط، وقال زويل في الجامعة الأمريكية يا نلتحق بالمشروع الامريكي للمنطقة لاندوخ دوخة الهنود الحمر، وجه البرادعي علي الشعب المقهور اللي بيغلي وقال له: »‬لا بد من الديموقراطية». والناس صدقت.. قاطعته بقلق: »‬خايف تاخدني بكلامك ده لسكة اللي بيقولوه ديول مبارك، وتطلع 25 يناير دي مؤامرة وعملوها الأمريكان وعملاؤهم». قال: »‬قطع لسان اللي يقول كده، ده أي حد يقول ان 25 يناير مؤامرة، أو30 يونيو انقلاب، يبقي البعيد اعمي وعديم الضمير، وسوا كان قاصد ولا مش قاصد يبقي بصراحة مجرد أراجوز من الأراجوزات اللي بتشتغل لحساب العفريت الشرّاني العجو».
ان اختلفت مع أي بني آدم، بافكر نفسي بكلام الإمام الشافعي:»رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب»‬.
القناة.. تاني
لما شاشة تليفوني نورت باسم صاحبي جنرال القهاوي المتقاعد، رديت بطريقة ستيفان روستي: »‬نشنت يا فالح». قال: »‬ليه كفي الله الشر؟! باتكلم في وقت غير مناسب؟!». قلت له »‬بالعكس، ده انت اتكلمت في وقتك، ده لسه أخويا الكبير المهندس الاستشاري صلاح حجاب مكلمني من شوية، وقطّعني علي الكلام اللي انت قلته في حوارنا عن قناة السويس»..- »‬اللي هوه؟!». –: »‬استقالة لجنة د.عصام شرف عشان المشروع اتلعب فيه، والعقد أو مشروع القانون اللي راح لمجلس الدولة ومفيهوش اسم الطرف التاني اللي ح ينفذ». – »‬ليه بقي؟َ!»، - »‬ لأن اللي بيحصل دلوقت مش مشروع لجنة د.عصام بعد ما اتلعب فيه، ده مجرد تطوير للمجري المائي عشان يستوعب أكثر، ودي عمليات حفر ممكن انجازها بسرعة أكبر – زي ما طلب الريس – بزيادة كثافة العمل، والعملية كلها مجرد تمهيد واعداد للمشروع التنموي الكبير، اللي ح يطرح علي الشركات العالمية، أما بقي العقد اللي مفيهوش اسم الطرف التاني، فده مش عقد تنفيذ المرحلة دي، ده عقد المكتب الاستشاري اللي ح يدرس المشروع الكبير من كل جوانبه عشان نطرحه علي الشركات العالمية». سمعت صاحبي جنرال القهاوي المتقاعد بيتنهد وبينفخ: »‬أكيد معلومات اخوك أصح وأدق م اللي اتنشر في الصحف والتليفزيونات، بس اخراج الموضوع بالشكل اللي حصل، كان فيه نوع من الاستعراضية العشوائية وغياب تام للشفافية».
أدب القرود
كنت بشارك في ندوة بيديرها مثقف شاب ابن حلال من أبنائنا، وهو بيقدم المشاركين كانت ايده فرطة أوي في توزيع الألقاب، ده أعظم النقاد العرب في زماننا، وده الروائي العالمي، وده ملك القصة القصيرة، واتكرم عليا وقدمني: »‬شاعرنا العظيم فلان الفلاني»، وقلت أنا ف عقل بالي: »‬العظمة لله وحده يا ابني». واستمر في تقديم المشاركين وبعض الحاضرين اللي شرفونا، وسرحت في عشقنا للألقاب عمال علي بطال، وضحكت ف سري لما افتكرت ان الصفحات الثقافية في جرائدنا فضلت تسميني الشاعر الشاب لغاية ما قرّبت من سن الخمسين، وبعدين بقت تسميني الشاعر الكبير، واتزقيت م الشاعر الشاب للشاعر الكبير في نطة واحدة، وكأن ما يصحش يبقي الواحد شاعر وبس، لا شاب ولا كبير! وطول ما الندوة شغالة، وانا عمال افكر في حالة أدب القرود اللي مالية حياتنا الاجتماعية، وحالة قلة الأدب اللي مالية صفحات التواصل الاجتماعي، ورأيي ان الحالتين دول وجهين لعملة واحدة، عملة مزيفة زي القرش البراني اللي يلف يلف ويرجع لجيب صاحبه، والحالتين مظهر من مظاهر التردي الاخلاقي، وغياب العقل والموضوعية في تعاملاتنا اليومية، وده بيخلي كلامنا مع بعض حاجة من اتنين: يا إما إحساس بالدونيّة يخلي الكلام مبالغة في النفاق، يا إما إحساس بالاستعلاء يخلي الكلام طولة لسان وشتيمة، تركب تاكسي يبقي السواق هندزة وعم الاسطوات، وانت بتقدم رخصتك المنتهية لملازم الكمين يبقي باشا وسعادتك ومعاليك، ويسألك بواب عمارة بكل أدب: »‬طالع لمين يا أستاذ؟»، تشخط وتنطر: »‬انت ما تعرفش انا مين يا حيوان؟!» أو تختلف مع اللي كلت معاه عيش وملح في التحرير، تطلعه خاين وعميل وابن ستين في سبعين، واللي يضحكك ويبكيك اننا دايما نقول عن نفسنا وسطيين، واننا أمة وسط، واحنا – في الواقع والحقيقة – حبة فوق.. وحبة تحت، وانا – لله الحمد – من كتر ما شفت ناس في أعلي المناصب وهي واطية أوي، ومن كتر ما شفت ناس كبارة وبركة وعقلها أد الترترة وتصرفاتها عيالي، ما بقيتش أحترم اي تراتبية مناصبية او عمرية (م اللي بيسميها »‬باكونين» وأتباعه هيراركية أو بطريركية) والبني آدم عندي له احترامه بعقله اللي ربنا ميِّزنا بيه، وبعمله في الدنيا اللي احنا شركا فيها، وان اختلفت مع اي بني آدم، بافكر نفسي بكلام الامام الشافعي: »‬رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب».
أوراق قديمة
ودي غنوة مقدمة »‬ المرسي والبحار»، كتب النص الدرامي الأستاذ محمد جلال عبد القوي، وأخرجه الأستاذ / أحمد صقر، وكتبت انا الأشعار، ولحنها الموسيقار ياسر عبد الرحمن.
يا مركب العمر يا مشبوح ما بين هلبين،
تنشد بينهم تعيش في الشك ما بين بين ،
تنفك منهم تتوه مندوه في بحر البين ،
ولفين نروح؟ آه يا ريت كان لي يا هوه قلبين!!
.................
ما تقولش أصلك وفصلك، قول حليم ستار
ح تغمّي بايديك عينيك تعمي الخطا وتحتار
عقلك في راسك وملزوم كل يوم تختار
عيش في الحقيقة.. لَيِنْدار نصلها البتّار
وتحشك النار، وتتسوّي علي الجنبين
يا مركب العمر يا مشبوح ما بين هلبين
................
مين وابن مين.. الحياة ما يهمهاش أصلك.!
أصلك في فعلك، تواصل فعله، ويواصلك ،
فعلك ده من عقلك، ان طاوعته رقّص لك..
زمنك ودنياك، واذا قصقصته نغّص لك..
زمنك ودنياك، فشوف واختار ما بين دربين
يا مركب العمر يا مشبوح ما بين هلبين
..............
عفريت شرّاني عجوز
لما القعدة صفصفت عليا انا وصاحبي جنرال القهاوي المتقاعد، استجمع كل مهاراته في الكلام وأكْل النافوخ، واتعدل في قعدته، وسألني: مش انت كتبت زمان غنوة بتقول: »‬ ما تبصش للأراجوز، شوف مين بيلعَّبُه، عفريت شرّاني عجوز، عامله عشان يركبه». وقبل ما اقول له: »‬مش فاكر».، كان هوه داس وانطلق: »‬مش قلنا ان المعركة اللي دخلناها من خمسة وعشرين يناير، ح تترتب علي نتايجها تغييرات كبيرة في مصر وفي العالم العربي، وفي العالم كله، وان دي معركة الدنيا بحالها، ويا ح تبقي فيه دنيا جديدة نكتب فيها تاريخ جديد للانسانية، يا تبقي الرأسمالية نهاية التاريخ». قلت له: »‬وانا في ديباجة الدستور قلت حاجة زي كدة». قال: »‬ودي معركة انا واثق ان الانسانية ح تنتصر فيها في النهاية، بس عشان ننتصر ونكتب تاريخ جديد للانسانية، لازم نحدد بدقة وبوضوح مين عدونا الرئيسي ومين حلفاؤه وايه اهدافه الاستراتيجية، ومؤكّد ان عدونا الرئيسي هو العفريت الشرّاني العجوز اللي بيحرك الاراجوزات اللي بيشتغلوا لحسابه، وده بيشمل كل الدول والانظمة والتنظيمات اللي طالقها علي مصر، وكلنا عارفين ان معظم الأراجوزات دي عمولة وشغل ايده من أيام سايكس بيكو، بما فيهم اسرائيل طبعا، وحتي اللي مش شغل ايده زي مصر وتركيا وايران كانوا دايما تحت السيطرة، وكلهم أدوات في ايده لتحقيق سيطرته ع المنطقة وشعوبها وخيراتها، والعفريت الشرّاني العجوز ده شايف ان عدوه الرئيسي هو شعوب المنطقة دي اللي عايشة علي أرض فيها خيرات ما يستاهلوهاش، وان مفتاح المنطقة كلها هو السيطرة علي مصر وشعبها، وان مصر الضعيفة المتخلفة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا أكبر ضمانات سيطرته، وعشان كده كان مشروع قناة السويس راقد في مكتب »‬تاليران» لحد ما طلعه نابليون في حملته علي مصر، وحاول ينفذه، بس علماؤه غلطوا في الحساب، واتأجل المشروع لغاية ما سعي ديلسبس لتنفيذه، وعشان كده لما محمد علي طلع بمصر من تخلفها وضعفها، وحط أساس لدولة حديثة مستقلة، حس العفريت الشرّاني العجوز بالخطر وفرض عليه معاهدة لندن (10 يوليو 1840) وقصقص جناحاته»، قلت ف عقل بالي: »‬ده نفس اللي حصل مع عبد الناصر في زماننا. وكمل الجنرال كلامه: »‬فاكر كلام وزير خارجية بريطانيا سنة 1950؟!». قلت: »‬ قريته زمان في منظمة الشباب، وفاكر انه كان بيقول ان المنطقة دي بيعيش فيها شعوب علي أرض غنية بالثروات الطبيعية، واذا اتوحدت الشعوب دي ح تشكل خطر علي مصالح الامبراطورية، واقترح زرع جسم بشري غريب عن شعوب المنطقة يفصل مشرقها عن مغربها ويمنع وحدتها، وكان اقتراحه ان الجسم ده يتزرع عند قناة السويس».، ولقط الجنرال الخيط وكمل: »‬واهم زرعوا لنا اسرائيل تقريبا زي ما اقترح، يعني اسرائيل دي مجرد أداة لتحقيق أهداف العفريت الشرّاني العجوز في المنطقة، صحيح أداة بدرجة وكيل للعفريت، بس أداة زيها زي بقية الأراجوزات، وخلّي بالك ان الأراجوزات دي ماهياش العفريت نفسه، دول مجرد حلفاء له، يعني فيه تناقضات ثانوية بينهم وبينه، وفيه هامش يتحركو فيه بس تحت السيطرة، وأي أراجوز من دول يفكر يخرج عن النص ياكل علي دماغه، زي ما حصل مع القاعدة، وزي اللي بيحصل دلوقت مع داعش، فضلت داعش تقتل في شيعة وسنة ومسيحيين، وترتكب جرايم ضد الإنسانية، والعفريت الشرّاني العجوز آخر طناش، بس أول ما داعش نشرت (أو اتنسب لها) خريطة خلافتها الوهمية، وأول ما لعبت في اقليم كردستان (اللي هوه الطفل المدلل للأمريكان ونواة تقسيم العراق) لأ بقي، لازم داعش تقف عند حدها، وتطلع قرارات أمم متحدة ومجلس أمن، وكله يجري يسلح كردستان، وأحب أفكرك ان العلاقات بين نظام مبارك والعفريت الشرّاني العجوز، كانت سمن علي عسل، والراجل – ربنا يفك كربه – كان قايم بالدور المطلوب علي أفظع حال، كمل علي خرابها واداها لهم تسليم مفتاح، وقال اتفضلو..آدي مصر.. وآدي شعبها، أغني بلد، وأغني طبقة حاكمة، وأفقر شعب، وكانت الأمور ماشية تمام. لولاش طلعت نخبة جديدة عملت كفاية واخواتها، وشوية مظاهرات واعتصامات، ورفض الجيش الوطني فكرة التوريث، وابتدت الحسبة تبوظ في ايد العادلي، والنظام اتشرخ شوية، وده خلّي امريكا – من باب المحبة – تضغط عشان النظام يجمّل وشه العجوز بشوية ديموقراطية (كده وكده يعني..هو فيه ديموقراطية لبلد حكمه ف إيد غيره!!؟) وجت المراسيل تبشر بالديموقراطية لكل الشرق الأوسط، وقال زويل في الجامعة الأمريكية يا نلتحق بالمشروع الامريكي للمنطقة لاندوخ دوخة الهنود الحمر، وجه البرادعي علي الشعب المقهور اللي بيغلي وقال له: »‬لا بد من الديموقراطية». والناس صدقت.. قاطعته بقلق: »‬خايف تاخدني بكلامك ده لسكة اللي بيقولوه ديول مبارك، وتطلع 25 يناير دي مؤامرة وعملوها الأمريكان وعملاؤهم». قال: »‬قطع لسان اللي يقول كده، ده أي حد يقول ان 25 يناير مؤامرة، أو30 يونيو انقلاب، يبقي البعيد اعمي وعديم الضمير، وسوا كان قاصد ولا مش قاصد يبقي بصراحة مجرد أراجوز من الأراجوزات اللي بتشتغل لحساب العفريت الشرّاني العجو».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.