التحقنا بالجامعة عام 1972وكان قد اشتهر بعام الضباب لان الرئيس السادات كان قد اعلن في 1971ان السنة القادمة ستكون سنة حسم المعركة مع اسرائيل، وحين حل عام1972 اندلعت الحرب بين الهند وباكستان وبسببها قال السادات انه رأي ضبابا سياسيا في الافق، فاضطر الي تأجيل الحرب، وهنا اندلعت مظاهرات طلابية ضخمة تطالب السادات بالاسراع بالحرب، لم تكن التيارات الاسلامية في الجامعة قوية في ذلك الوقت وكانت التيارات اليسارية والناصرية هي المسيطرة، ومنذ اليوم الاول لنا بكلية الاعلام، راح زملاؤنا الأقدم يحذروننا من بعض الطلاب: »خلي بالك، فلان ده مباحث« وكان اذا اراد احد الطلاب تشويه زميله، لخصومة شخصية، راح يتهمه بأنه يتجسس علي زملائه. وهكذا شاع مناخ الشك والكراهية بين الطلاب، هذا المناخ الذي راح د. حسين عويضة رئيس نادي اعضاء هيئة التدريس بجامعة الازهر يعيده اليوم حين صرح: «أنا مشغل جواسيس بلدياتي في وسط الطلبة يأتوني بالمعلومة طازة». بالاضافة الي ما نسبته جريدة الشروق لمصادر بوزارة التعليم العالي بأنها ستستعين بمن وصفتهم بالطلاب الوطنيين للابلاغ عن مثيري الشغب. وهذه ردة نربأ ان يقوم بها مربون أفاضل هم بعض القيادات الجامعية حين يعيدوننا الي سنوات الهوان عندما كان يكلف بعض الطلاب بأن يكونوا»عصافير الجامعة» يكتبون عن زملائهم التقارير مقابل تبني الامن لهؤلاء الطلاب «المخبرين» فور تخرجهم بايجاد فرص عمل لهم، كنا نعتقد ان هذه الاساليب قد ولت بعد ثورة 25 يناير، وان تصنيف المصريين الي وطنيين وغير وطنيين قد انتهي فاحتكار الوطنية وتوزيع صكوكها علي فئة دون غيرها ظل من أبشع أمراض مجتمعنا زمن عبد الناصر، عندما فرق التنظيم الطليعي بين المرء وزوجه حين جندوا احدهما للتجسس علي الآخر. يا اساتذتنا الذين في الجامعات..لا.. ليست هذه مصر التي كنا نتمني بعد ثورة عظيمة..لا تربوا اولادنا ابدا علي ان يعدوا علي زملائهم أنفاسهم، بدلا من ان يتبادلوا الرأي بحرية وفي مناخ ديمقراطي، يأمن فيه كل من يدلي برأي مخالف علي حريته، لا تربوا الاجيال علي الشك، حقيقة ان وزير التعليم العالي حاول التخفيف من تصريحات عويضة حين قال إنه يعتقد أنه نوع من المبالغة في الحرص علي الجامعة، كما – والكلام علي لسان الوزير-»إني لا أعتقد أنه يقوم بذلك ولا أعتقد أن هناك أحدا يقوم بهذا الفعل» لكن السهم كان قد نفد. لا نريد العودة الي ايام التنظيم الطليعي حين كتب احد الاشقاء تقريرا في أخيه مثل المذكرة الصادرة في26 يونيو 1966: «بخصوص انحراف علي كامل محمد راجي (معادي للثورة والإشتراكية) مقدمة من فاروق راجي شقيق المذكور». بئس هذه الايام. التحقنا بالجامعة عام 1972وكان قد اشتهر بعام الضباب لان الرئيس السادات كان قد اعلن في 1971ان السنة القادمة ستكون سنة حسم المعركة مع اسرائيل، وحين حل عام1972 اندلعت الحرب بين الهند وباكستان وبسببها قال السادات انه رأي ضبابا سياسيا في الافق، فاضطر الي تأجيل الحرب، وهنا اندلعت مظاهرات طلابية ضخمة تطالب السادات بالاسراع بالحرب، لم تكن التيارات الاسلامية في الجامعة قوية في ذلك الوقت وكانت التيارات اليسارية والناصرية هي المسيطرة، ومنذ اليوم الاول لنا بكلية الاعلام، راح زملاؤنا الأقدم يحذروننا من بعض الطلاب: »خلي بالك، فلان ده مباحث« وكان اذا اراد احد الطلاب تشويه زميله، لخصومة شخصية، راح يتهمه بأنه يتجسس علي زملائه. وهكذا شاع مناخ الشك والكراهية بين الطلاب، هذا المناخ الذي راح د. حسين عويضة رئيس نادي اعضاء هيئة التدريس بجامعة الازهر يعيده اليوم حين صرح: «أنا مشغل جواسيس بلدياتي في وسط الطلبة يأتوني بالمعلومة طازة». بالاضافة الي ما نسبته جريدة الشروق لمصادر بوزارة التعليم العالي بأنها ستستعين بمن وصفتهم بالطلاب الوطنيين للابلاغ عن مثيري الشغب. وهذه ردة نربأ ان يقوم بها مربون أفاضل هم بعض القيادات الجامعية حين يعيدوننا الي سنوات الهوان عندما كان يكلف بعض الطلاب بأن يكونوا»عصافير الجامعة» يكتبون عن زملائهم التقارير مقابل تبني الامن لهؤلاء الطلاب «المخبرين» فور تخرجهم بايجاد فرص عمل لهم، كنا نعتقد ان هذه الاساليب قد ولت بعد ثورة 25 يناير، وان تصنيف المصريين الي وطنيين وغير وطنيين قد انتهي فاحتكار الوطنية وتوزيع صكوكها علي فئة دون غيرها ظل من أبشع أمراض مجتمعنا زمن عبد الناصر، عندما فرق التنظيم الطليعي بين المرء وزوجه حين جندوا احدهما للتجسس علي الآخر. يا اساتذتنا الذين في الجامعات..لا.. ليست هذه مصر التي كنا نتمني بعد ثورة عظيمة..لا تربوا اولادنا ابدا علي ان يعدوا علي زملائهم أنفاسهم، بدلا من ان يتبادلوا الرأي بحرية وفي مناخ ديمقراطي، يأمن فيه كل من يدلي برأي مخالف علي حريته، لا تربوا الاجيال علي الشك، حقيقة ان وزير التعليم العالي حاول التخفيف من تصريحات عويضة حين قال إنه يعتقد أنه نوع من المبالغة في الحرص علي الجامعة، كما – والكلام علي لسان الوزير-»إني لا أعتقد أنه يقوم بذلك ولا أعتقد أن هناك أحدا يقوم بهذا الفعل» لكن السهم كان قد نفد. لا نريد العودة الي ايام التنظيم الطليعي حين كتب احد الاشقاء تقريرا في أخيه مثل المذكرة الصادرة في26 يونيو 1966: «بخصوص انحراف علي كامل محمد راجي (معادي للثورة والإشتراكية) مقدمة من فاروق راجي شقيق المذكور». بئس هذه الايام.