فور إعلان الهدنة ووقف القتال بين حماس واسرائيل بعد المذابح التي شهدها القطاع علي يد اسرائيل خلال 45 يوما وراح ضحيتها اكثر من الفي شهيد معظمهم من الاطفال والنساء والعجائز..انطلقت الافراح في الشوارع والميادين الفلسطينية احتفالا بالنصر ..وعقد قادة حماس مؤتمرا صحفيا عالميا يزفون للأمة وللعالم نبأ انتصارهم في المعركة التي اطلقوا عليها اسم «العصف المأكول » علي اسرائيل وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس للاسرائيليين«اليوم نقول للإسرائيليين بعد دخول اتفاق التهدئة حيز التنفيذ: بإمكانكم أن تعودوا إلي بيوتكم التي طردناكم منها نتيجة الصواريخ التي دكت مضاجعكم بقرار من حماس وليس بقرار من (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو».ويقولون للاسرائيليين الآن يمكنكم العودة بإذننا لبيوتكم، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقف إطلاق النار طويل الأجل بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في قطاع غزة، انتصارا للمقاومة..وشاهدت عبر شاشة التليفزيون قادة حماس يرفعون علامة النصر والاهالي يرقصون في الشوارع..لماذا هذه الفرحة الحمساوية وهم لم يدخلوا القدسوغزة تعيش مأتما كبيرا بعد استشهاد اكثر من الفين من سكانها واصابة اكثر من 20 الفا..نعم صواريخ حماس اصابت سكان اسرائيل بالذعر واجبرتهم علي هجر منازلهم وبثت الرعب في قلوبهم وقتلت ما يقرب من 80 منهم لكن ذلك في رأيي غير كاف لهذه الفرحة العارمة خاصة ان القدس لا زال تحت السيادة الاسرائيلية.. وأتساءل لماذا لم تقبل حماس المبادرة المصرية للهدنة من البداية وكان ذلك كافيا لوقف نهر الدماء التي سالت..هل ثمن كل هؤلاء الشهداء ان تحقق حماس انتصارا اتمني ان يكون حقيقيا حتي نرقص جميعا ونحتفل بدخول القدس. الغريب ان نتنياهو خرج علينا في خطاب الهزيمة يعلن ان اسرائيل حقّقت إنجازاً عسكريّاً وسياسيّاً في المعركة التي اطلقت عليها اسرائيل «الجرف الصامد «وحاول أن يدلّل علي «انتصارات» كذّبتها «نبرة» صوته والانتقادات الشرسة التي تعرّض لها من وزراء حكومته..قال نتنياهو يمكنني أن أقول إننا حقّقنا إنجازاً عسكرياً كبيراً وإنجازاً سياسياً كبيراً، فقد تلقّت حماس ضربة قوية ولم تحقق أياً من شروطها التي وضعتها لوقف إطلاق النار. اعتقد انه لا الجرف الصامد انتصر ولا العصف المأكول انتصر وليت الطرفين استمعا لصوت العقل المتمثل في المبادرة المصرية منذ البداية حقنا للدماء. ولا أعرف لمصلحة من كان الدخول بالمبادرة المصرية في متاهات لغرض كان في نفس يعقوب، وهو غرض لم يحقق للمشكلة حلا كان كفيلا لوقف نزيف دماء أبناء غزة. والسؤال هل حقق هؤلاء أغراضهم أم أنهم لم يجدوا مناصا من الاستجابة لصوت العقل.