العيد بلا طعم هذا العام.. فمرارته أكثر من حلاوته.. فمن كنا نراهم فاكهته رحلوا عن دنيانا.. وفرحة الاحتفال به انطفأت حزنا عليهم، والدولة لديها هموما كثيرة تفوق مشاركتنا للعيد وعزاؤنا الوحيد أننا قدمنا أبناءنا فداء لهذا الوطن .. وفرحتنا أنهم سبقوا إلى جنة الخلد. بهذه الرؤية أكد آباء الشهداء أن احتفالهم بالعيد في غياب أبنائهم الأبطال سيكون له مذاق خاص.. فيما انهارت بعض أمهات وزوجات الشهداء، عند سؤالهن عن مظاهر الاحتفال بالعيد، مؤكدين أن إحياء الذكرى يتلخص في التوجه إلى المقابر قراءة الفاتحة، ومحاولة تجفيف دموع وآلام أبناء الشهداء الصغار. "بوابة أخبار اليوم" وجهت السؤال لأسر الشهداء لمعرفة تفاصيل مظاهر احتفالهم بعيد الفطر المبارك بأعصاب متماسكة تنم عن إيمان قوى بما قدره الله تحدث إمام مصطفى والد الرائد محمد إمام شهيد الواجب الوطني في كمين الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد، وقال إن العيد يأتي هذا العام دون تواجد محمد ابني معي، حيث كان مقدرا أن يقضي معنا هذا العيد إلا أن الحادث الخسيس الذي استهدف وحدته حال دون ذلك ونحن مؤمنون بالله ولا نعمل غير ما يرضيه فلا نزور المقابر في أوقات الأعياد والجرح والأحزان في القلوب كما أن نجلى شهيد راح فداء لوطنه. وأشار إلى أنهم سوف يقضون يوم العيد في منزل العائلة وسط زوجة الشهيد والأهل والأعمام، وسيبذلون ما في وسعهم لإدخال الفرحة وبهجة العيد على نجل الشهيد الطفل سيف الذي لم يتجاوز عمره شهر كأنه صبى كبير رغم انه لا يدرك إلا إننا هنفرحه بالعيد في ظل الظروف الأليمة التي نعيش فيها. وقال:"محمد ابني هيعيد عند ربه .. والقوات المسلحة لديها مهام ومسؤوليات أكبر من تهنئة كل أسرة شهيد بالعيد". وبنبرة كلها حزن وأسى قالت لمياء عزت امبابي 30 سنة زوجة الشهيد رضا عبد الوهاب محمد 38 سنة مساعد شرطة والذي لقي مصرعه في أحداث مركز كرداسة" الناس كلها بتحس بالعيد إلا إحنا لم نشعر لا برمضان ولا العيد. وتابعت:"أسوء يوم في حياتي هو يوم 14 أغسطس فض اعتصام رابعة والنهضة والذي استشهد فيه زوجي". وأضافت أنها طوال شهر رمضان لم تخرج من البيت وطفليها إسراء 9 سنوات في الصف الرابع الابتدائي وإسلام 6 سنوات في الصف الأول الابتدائي يشكون لها دائما ويقولون "يا ريت بابا كان معانا كان خرجنا دلوقتي". وقالت:" لو فيه فرحة كنت خرجتهم"، وتوجهت بكلمة للمسئولين "متنسوش أهالي الشهداء وتعالوا شوفوا أودلاهم". وقال محمد إبراهيم شقيق الشهيد هشام إبراهيم بيومي 23 سنة ابن مدينة قها بالقليوبية الذي استشهد في مذبحة مركز كرداسة، إنهم يوم العيد سيقومون بالتجمع والالتفاف حول والدتهم بأحفادهم لمواساتها في مثل هذا اليوم على فراق أخيه الشهيد، حيث انه استشهد في نفس التوقيت منذ عام وكانت أخر إجازة له ولم نكن نعرف انه سيعود إلينا بعدها جثة هامدة كما سنقوم بزيارة للمقابر وقراءة الفاتحة. أما أشرف أحمد شقيق الشهيد حمادة أحمد عبد الحميد 36 سنة- رقيب أول شرطة من قوة مباحث مركز بنها والذي لقي ربه شهيدا أثناء قيامه بتأدية واجبه واشتراكه ضمن حملة أمنية بقرية الرملة مركز بنها، فقال إنهم يوم العيد يقومون بزيارة المقابر بعد صلاة العيد وقراءة الفاتحة، مشيرا إلى أن هذا اليوم يكون مؤثر جدا في أولاد الشهيد الثلاثة خاصة أنهم أطفال فى عمر الزهور وهم أحمد 8 سنوات ومنار10 سنوات وميرنا 4 سنوات.